بريطانيا تتجه نحو تقليص دائم للمساعدات الخارجية رغم الأزمات العالمية
أكدت وزيرة التنمية البريطانية، البارونة جيني تشابمان، أن تقليص ميزانية المساعدات الخارجية إلى 0.3% من الدخل القومي الإجمالي بات يمثل “الوضع الطبيعي الجديد” في السياسة البريطانية، في ظل السعي لإعادة بناء ثقة الناخبين بالمساعدات الخارجية وسط تغيّرات داخلية ودولية متسارعة.
وقالت تشابمان، التي تولت منصبها في فبراير الماضي بعد استقالة أنيليز دودز احتجاجًا على هذه الخطوة، إن فريقها يعكف حاليًا على مراجعة شاملة للميزانية “بندًا بندًا”، بهدف تنفيذ تخفيضات عميقة، مع إقرارها بأن هذا التوجه ليس مؤقتًا بل استراتيجية طويلة الأمد.
تحولات في نظرة الشارع البريطاني للمساعدات الدولية
أشارت الوزيرة إلى أن الدعم الشعبي للمساعدات الخارجية قد تراجع، وهو ما يستدعي إعادة نظر في كيفية عمل هذا القطاع. وأضافت أن أحد أهدافها الرئيسية يتمثل في استعادة ثقة المواطنين عبر إعادة هيكلة عمل المنظمات التنموية لتصبح أكثر فعالية وتجاوبًا مع أولويات الناخبين. “القطاع التنموي يزخر بشخصيات مذهلة ومبادرات مؤثرة، لكن الثقة الشعبية في هذا المجال تراجعت، وعلينا أن نكون صادقين حيال ذلك”، بحسب ما قالت.
انتقادات لتحوّل المملكة المتحدة من “شريك إنساني” إلى “جهة مستثمرة”
تعرضت تشابمان لانتقادات حادة بعد تصريحاتها أمام لجنة التنمية الدولية، حيث قالت إن بريطانيا ظلت لفترة طويلة تُنظر إليها كـ”جمعية خيرية عالمية”. لكنها أوضحت لاحقًا أن الهدف هو التحوّل نحو شراكات استراتيجية مع الدول النامية، استجابة لمطالب الحكومات الإفريقية التي تطلب شراكة حقيقية لا وصاية.
وقالت: “نحن نسعى لمشاركة خبراتنا، وتشجيع استثمارات القطاع الخاص، وهذا ما بحثناه اليوم في لقائي مع مجموعة العمل الاستثمارية الجديدة في قلب مدينة لندن”.
خفض تكلفة دعم طالبي اللجوء: أولوية قصوى
ومن أحد الملفات التي توليها الوزيرة أهمية خاصة هو تقليص نفقات دعم طالبي اللجوء، التي التهمت نحو 20% من ميزانية المساعدات الخارجية عام 2024. وتعمل تشابمان ضمن مجموعة مشتركة مع وزارة الداخلية لمعالجة هذه المسألة.
وأضافت “الوتيرة الحالية بطيئة، ويجب التحرك بسرعة، لأنها ليست استخدامًا مثاليًا للموارد”.
الدفاع عن BBC World Service وسط تقشف حكومي
في خضم التساؤلات حول مستقبل تمويل هيئة الإذاعة البريطانية “BBC”، أثنت تشابمان على دور الخدمة العالمية للهيئة، واصفة إياها بأنها “مورد عالمي بمعايير ذهبية لا يمكن الاستغناء عنه”.
نظرة مستقبلية: إعادة صياغة دور بريطانيا التنموي عالميًا
اختتمت الوزيرة حديثها بالتأكيد على أن حزب العمال يسعى إلى إعادة رسم ملامح دور بريطانيا في التنمية الدولية، مستلهمًا الإنجازات السابقة، مثل قمة غلين إيغلز عام 2005 التي عززت ريادة المملكة المتحدة في ملف تخفيف الديون والمساعدات.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
20°C
