بريطانيا تؤكد تواصلها مع هيئة تحرير الشام وتتبرع بـ50 مليون باوند كمساعدات
في تحول لافت في السياسة الخارجية البريطانية تجاه الأزمة السورية، أعلنت الحكومة البريطانية إجراء اتصال دبلوماسي مع هيئة تحرير الشام، الفصيل السوري المعارض الذي كان له دور محوري في الإطاحة بنظام بشار الأسد.
تأتي هذه الخطوة ضمن جهود دولية لتوفير مساعدات إنسانية عاجلة، وتحقيق تسوية سياسية تُمهِّد لمستقبل أكثر استقرارًا في سوريا. لكن التعامل مع هيئة تحرير الشام يثير جدلًا؛ بسبب تصنيفها “منظمة إرهابية”، ما يضع الحكومة البريطانية أمام تحديات دبلوماسية وسياسية كبيرة.
مساعدات للشعب السوري
بعد ساعات قليلة من سقوط دمشق في قبضة المعارضة السورية، صرّح الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن الولايات المتحدة ستعيد تقييم موقفها من المعارضة السورية، وعلى رأسها هيئة تحرير الشام، بناءً على “أفعالها وليس فقط تصريحاتها”. وبهذا، تبقى بريطانيا تترقب أي خطوة أمريكية محتملة بشأن إزالة تصنيف الهيئة كمنظمة إرهابية قبل اتخاذ قرار مماثل.
ووسط هذه التطورات، أعلنت بريطانيا عن حزمة مساعدات إنسانية بقيمة 50 مليون باوند لدعم الشعب السوري واللاجئين السوريين في دول الجوار. وأوضحت وزارة الخارجية أن 30 مليون باوند ستخصص لتوفير الغذاء والمأوى والرعاية الصحية داخل سوريا، في حين سيُخصص 10 ملايين باوند لدعم اللاجئين السوريين في لبنان والأردن عبر برنامج الأغذية العالمي والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR).
كما سيخصص مبلغ بقيمة 120 ألف باوند لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، التي تتخذ من لاهاي مقرًا لها، في إطار الجهود الرامية إلى منع استخدام الأسلحة الكيميائية في النزاع السوري.
محادثات العقبة: توافق دولي على حكومة شاملة
وفي سياق تعزيز الحلول السياسية، شاركت بريطانيا يوم السبت في محادثات عُقدت في مدينة العقبة الأردنية بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا وقطر وتركيا والإمارات. وأكدت الدول المجتمعة أهمية تشكيل حكومة سورية “غير طائفية وشاملة”، تضمن حقوق جميع مكونات الشعب السوري.
وفي هذا السياق قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي: “اجتمعنا مع شركائنا للاتفاق على المبادئ الأساسية لدعم عملية سياسية انتقالية يقودها السوريون. من الضروري أن تضمن الحكومة السورية المستقبلية الاستقرار واحترام حقوق الشعب السوري”.
بريطانيا تتواصل مع هيئة تحرير الشام
ورغم تصنيف هيئة تحرير الشام “منظمة إرهابية” محظورة في بريطانيا منذ عام 2017 واعتبارها اسمًا بديلًا لتنظيم القاعدة، أكد وزير الخارجية البريطاني أن بلاده أجرت “اتصالًا دبلوماسيًا” مع الهيئة، مشيرًا إلى أن القانون البريطاني يجيز بعض أشكال التواصل مع الجماعات المحظورة؛ لتشجيعها على الانخراط في عملية سلام أو تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.
وأوضح لامي في تصريحاته لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) أن المملكة المتحدة “ستحكم على هيئة تحرير الشام من خلال أفعالها”. وأضاف: “نريد أن نرى حكومة سورية تمثيلية وشاملة، ونريد ضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية ومنع استخدامها”.
وفيما يخص مستقبل هيئة تحرير الشام، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: إن الوقت لا يزال مبكرًا لاتخاذ قرار بشأن وضع الهيئة. لكن وزير مكتب مجلس الوزراء بات مكفادين أشار إلى أن القرار سيُتخذ سريعًا نظرًا لحساسية الوضع.
المصدر: ميدل إيست آي
اقرأ أيضًا:
- بريطانيا تدرس إزالة هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب
- 55 مليون باوند في لندن.. هل تُصادر أصول المخلوع بشار الأسد؟
- بريطانيا توقف معالجة طلبات لجوء السوريين عقب سقوط الأسد
الرابط المختصر هنا ⬇