بازار الفرح 3 في أسكتلندا: لوحة إنسانية ثقافية تتعدى حدود التجارة

في قلب العاصمة الاسكتلندية أدنبرة، وعلى وقع خطواتٍ تفيض أملًا وتنوّعًا، أقيمت النسخة الثالثة من “بازار الفرح” يوم السبت، التاسع عشر من فبراير 2025، لتتحول الفعالية إلى مهرجان مصغّر يحتفي بالحياة، ويجمع بين نبض الإبداع وروح العمل الخيري.
بتنسيق الفنانة السودانية وقار عبد القادر وبرعاية منظمة “عفاف” الخيرية، امتزجت الثقافة بالتضامن، وتحول السوق إلى مساحة إنسانية مفتوحة، حيث تصافحت الأيدي من جنسيات وثقافات متعددة تحت سقف واحد يجمعهم الشغف بالعطاء والاحتفاء بالتنوّع.
حين تصبح التجارة رسالة إنسانية
مع أن البازار يُقام سنويًّا، فإن موسمه الثالث حمل نكهةً خاصة، إذ خُصص بالكامل لدعم “عفاف”، وهي منظمة خيرية تعمل على تقديم العون للمحتاجين داخل المملكة المتحدة وخارجها. لم يكن التسوق مجرد تبادلٍ للسلع، بل كان فعلًا نابعًا من القلب، حيث وجدت الفكرة الإنسانية صداها في قلوب الزوار، فشاركوا بالشراء عن قناعة بأن كل إسهام، مهما قل، يساعد على صنع تغيير وفرق حقيقيين.
وقار عبد القادر.. الفن بوصفه جسرًا بين الثقافات
تسعى الفنانة السودانية وقار، صاحبة المبادرة، إلى بناء مساحات للتبادل الثقافي من خلال فعاليات تُعرّف بالتراث العربي والإفريقي عبر الأزياء، والمأكولات، والحِرف اليدوية، والإكسسوارات. كما تعمل على تنظيم معارض وفعاليات تبرز جمال التعدد، وتمتلك مرسمها الخاص الذي تعبر فيه عن رؤيتها الفنية وعالمها الداخلي.
“عفاف”.. من الذكرى يولد الأمل
منظمة “عفاف” الخيرية وُلدت من رحم الوفاء، حين قررت عائلة الراحلة عفاف ومحبوها تخليد ذكراها بعمل إنساني يعبّر عن قيمها. وتلقى المنظمة دعمًا من معلماتها وصديقاتها، وهي تركز على دعم الأيتام، وتوفير الاحتياجات الأساسية للفئات الهشة، والإسهام في تحسين التعليم والرعاية الصحية، فضلًا عن برامج الدعم النفسي والمجتمعي.
فسيفساء ثقافية.. وطاولة عامرة بالنكهات
تميّز “بازار الفرح” بتنوع استثنائي في العارضين والمنتجات، فامتلأت أركانه بأطعمة شعبية من الجزائر، والسودان، ومصر، والعراق، وسواها، إلى جانب حِرف يدوية، وأزياء تقليدية، وإكسسوارات، ومستحضرات تجميل عضوية، ونقوش الحناء التي لاقت رواجًا كبيرًا بين الزائرات، ولا سيما الأمهات والأطفال.
من فلسطين.. عطر الأرض وزيتون الكرامة
كان من بين المشاركين شركة “زريف الطول سامر”، وهي منظمة غير ربحية تعنى بدعم الأيتام والأطفال اللاجئين من غزة في الأردن. وقد عرضت منتجات فلسطينية أصيلة كزيت الزيتون، والتمور، والكوفية الفلسطينية، وكلها مستوردة من الضفة الغربية وفلسطين. لم يكن الهدف تجاريًّا فحسب، بل حملت المشاركة رسالة دعم ومؤازرة لأبناء الأرض المحتلة وأبناء الشهداء.
من دجلة إلى التايمز.. الطحينة تحكي قصة نجاح
ومن المشاريع المتميزة التي لفتت الأنظار، شركة “Dr Sesame Ltd”، أول شركة عراقية لإنتاج الطحينة والدبس في بريطانيا. تقف خلف هذا المشروع الدكتورة جوان، التي كشفت أن إنتاجهم اليومي يصل إلى طن كامل من الطحينة، فضلًا عن منتجات تجميل عضوية، بعضها حاصل على براءات اختراع، ما جعل الجناح العراقي في البازار من أبرز نقاط الجذب.
أنغام سودانية.. وذاكرة فرح
لم يخلُ البازار من لمسة فنية، حيث صدحت الأغاني الشعبية السودانية لتضفي على الأجواء سحرًا خاصًّا، ذكّر الحضور بأفراح الوطن ورقصاته الدافئة. وتفاعل الجمهور مع الفقرات الفنية التي أضافت بعدًا وجدانيًّا وروحًا احتفالية للفعالية، مؤكدة أن التراث يمكبريطانيان أن يكون وسيلةً للتقارب أكثر منه للاختلاف.
ليس بازارًا عاديًّا.. هْوية وروح مجتمع
لم يكن “بازار الفرح” مجرد فعالية عابرة، بل كان مرآة تعكس روح الجاليات العربية والإفريقية في اسكتلندا، وتؤكد أن اللقاءات البسيطة قادرة على صناعة التغيير، وأن الفرح حين يُشارك، يصبح مضاعفًا، ويتحول إلى تضامن حقيقي وحكاية انتماء تتخطى الحدود.
المزيد من الصور:
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
التحيه للفنانه وقار فقد نظمت هذا البازار
بطريق إحترافيه وكل شخص وجد نفسه في هذا البازار وأهدافه النبيله التي تدعم الفئات الضعيفه. التحيه لكل القائمين على هذا البرنامج الناجح .