باحثون عرب يخشون انحسار الحديث باللغة الأم مع الآباء والأمهات فقط
أثار باحثون وأكاديميون مخاوف بشأن انحسار الحديث باللغة الأم داخل بيوت العرب في بريطانيا والدول الغربية عمومًا، وتقلص استخدام العربية على نطاق الحديث مع الوالدين والأجداد دون باقي أفراد الأسرة والمجتمع المحيط.
يأتي هذا في قراءة لنتائج الاستطلاع الذي أجرته منصة العرب في بريطانيا بشأن واقع استخدام اللغة الأم في بيوت العرب في بريطانيا بندوة أقيمت في لندن مساء السبت 30 أيلول / سبتمبر بمشاركة الباحثة هبة كمال والأستاذ الجامعي خليل الأغا والطبيب إسحاق العوري وأدارها الإعلامي محمود مراد.
مخاوف من انحسار الحديث باللغة الأم في بيوت العرب
وأشار الاستطلاع الذي شارك به 750 شخصًا من الجالية العربية في بريطانيا إلى أن المهتمين باستخدام اللغة العربية والتفاعل معها يمثلون 55.5 بالمئة من المجتمع العربي في بريطانيا ولكن أعمارهم تجاوزت الثلاثين عامًا وتتراجع دائرة الاهتمام بصفة عامة مع تدني المرحلة العمرية.
الباحثة هبة كمال حذّرت في مداخلتها من انكفاء اللغة على الكبار في السن وتراجع حضورها بين الشباب واكتفاء أولياء الأمور بإرسال أبنائهم لمدارس عربية في نهاية الأسبوع دون اهتمام حقيقي بممارسة اللغة داخل البيت.
وعرض د.إسحاق العوري الطبيب القادم من بريستول تجربته الشخصية في تعليم ابنه ريان العربية الفصحى منذ أن كان عمره أربع سنوات وكيف تمكن الطفل من تركيب جمل كاملة بالعربية الفصحى خلال ثمانية أسابيع فقط، مستفيدًا مما كتبه الراحل د.عبد الله الدنان في نظرية تعليم العربية الفصحى ومع إصرار شديد منه على عدم الحديث سوى بالفصحى مع ابنه، وقدم مبادرة لتعليم اللغة الأم للأطفال العرب في الغرب بمرحلة الحضانة بين سن ثلاث وخمس سنوات.
أما الاستاذ الجامعي خليل الأغا الخبير في التحول الرقمي فنبه من خلال تجربة شخصية مع أطفاله على ضرورة تعليم اللغة العربية بالاعتماد على الأم بصفة أساسية ومنع الحديث بغير العربية خصوصًا في عطلة نهاية الأسبوع، وذكّر الأغا بضرورة الاستفادة من التطبيقات الإلكترونية الهائلة وعالم منصات التواصل الاجتماعي بتعزيز اللغة العربية لدى الأبناء.
تعزيز اللغة العربية بين الأجيال الجديدة
يذكر أن الندوة حظيت بحضور العشرات من المهتمين من أبناء الجالية العربية في بريطانيا، كما أشار عدنان حميدان رئيس منصة العرب في بريطانيا التي أطلقت الاستطلاع ونشرته في أوساط الجالية بهدف معرفة اهتماماتها بالعربية داخل البيوت كما قال حميدان (العائلة العربية التي تسمح بالحديث بغير اللغة الأم ستخسرها بالتدريج فضلًا أنها ستفقد المعين الرئيس لارتباطها بهويتها وحضارتها، وعليه يتحول اندماجها في المجتمع الغربي إلى ذوبان).
مدير الجلسة الإعلامي المعروف في قناة الجزيرة محمود مراد نوه إلى أن حفظ القرآن الكريم وقراءته لدى الأبناء لا يعني بالضرورة حسن تعلمهم للغة العربية قراءة وكتابة وفهمًا، لأنهم يمكن أن يتعلموا القرآن الكريم عن طريق أعاجم أو بطرق الحفظ فقط دون الفهم.
وشهدت الندوة تفاعلًا كبيرًا من الحضور بالنقاش والتعقيب على ما تحدثوا به، وبقيت أسئلة الخطوة التالية في سبيل تمكين اللغة العربية داخل بيوت العرب في بريطانيا مفتوحة تنتظر الإجابات والمبادرات العملية بهذا الصدد.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
6°C