انتقادات لصحيفة يهودية ربطت دعم الفلسطينيين بمعاداة السامية
واجهت صحيفة “ذا جويش كرونيكال” (The Jewish Chronicle)، أقدم صحيفة للمجتمع اليهودي في بريطانيا، موجة من الانتقادات بعد نشرها مقالة للناقدة المثيرة للجدل ميلاني فيليبس، التي تدعي أن أي دعم للقضية الفلسطينية يُعد معاداة للسامية.
و أثارت التعديلات على عنوان المقالة ومحتواها جدلًا كبيرًا بين القراء والنقاد، مما أدى إلى دعوات للتحقيق من قبل هيئة التنظيم الصحفي البريطانية IPSO.
وكانت المقالة قد نشر في البداية تحت عنوان “إذا كنت تدعم القضية الفلسطينية بأي شكل، فأنت تسهم في كراهية اليهود”، لكنها خضعت لبعض التعديل لاحقًا ليصبح عنوانها” حقيقة القضية الفلسطينية” دون أي توضيح أو يفسّر هذا التغيير.
وقد أثار التعديل استياءً كبيرًا بين الأوساط الصحفية، ودفع بعض الأطراف إلى طلب تدخل هيئة IPSO للتحقيق في هذه التغييرات.
محتوى المقالة وتداعياتها
في المقالة الأصلية، زعمت فيليبس بأن أي شكل من أشكال دعم حقوق الفلسطينيين، يسهم في “كراهية اليهود المجنونة والقاتلة”.
وكتبت فيليبس: “إذا كنت تدعم القضية العربية الفلسطينية اليوم، فأنت تسهم في كراهية اليهود المجنونة والقاتلة، ويجب أن تتحمل مسؤولية أفعالك.”
و صرح المتحدث باسم مجلس المسلمين في بريطانيا، مقداعد ورسي، قائلاً: “لقد غيّرت صحيفة ‘ذا جيويش كرينكل’ عنوان وكلمات المقال بشكل سري، دون أي اعتذار أو اعتراف بالخطأ؟
وأشار ورسي إلى أن النص الأصلي للمقالة كان يقول: “إذا كنت تدعم القضية العربية الفلسطينية بأي شكل أو وسيلة، فأنت [تساهم في كراهية اليهود وهي حركة سياسية مجنونة وقاتلة]”، قبل تعديله إلى “إذا كنت تدعم القضية العربية الفلسطينية اليوم، فأنت [تساهم في كراهية اليهود وهي حركة سياسية مجنونة وقاتلة]”.
ردود فعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي
تعريف جديد لمعادة السامية
و في خضم موجة الإدانة، نشر أحد مستخدمي تويتر ملخصًا موقفه من فيليبس بالقول: “إن معارضة حالات الاغتصاب بحق بعض الفلسطينيين تشكل معاداة للسامية، كما أن معارضة التعذيب هي معاداة للسامية، وهو ما ينطبق على معارضة سياسات التجويع، و معارضة القتل والتطهير العرقي والإبادة الجماعية.
و أشار الصحفي أوين جونز إلى أن المقالة “مفيدة جدًا، في الواقع”، من حيث فضحها لنوايا الصحيفة ميلاني فيليبس التي تدعو بصراحة إلى إعادة تعريف معاداة السامية بأنها ‘أي شكل من أشكال التضامن مع الفلسطينيين’، بدلاً من كراهية اليهود”، وهو ما يدعوا إليه أنصار إسرائيل.
وفي حين تؤكّد فيليبس أن جميع أشكال التضامن مع الفلسطينيين تعتبر”معاداة للسامية”، فقد زعمت بعدم وجود ما يسمى بالإسلاموفوبيا.
وكتبت في نفس الصحيفة، قائلةً إن مفهوم الإسلاموفوبيا نفسه “معادٍ للسامية”، في مقال بعنوان “لا تصدق المزاعم الباطلة بـ’الإسلاموفوبيا'”، وزعمت أن المخاوف من العنصرية ضد المسلمين تُستخدم لـ “إسكات أي نقد للعالم الإسلامي”.
وطالب صحيفون هيئة التنظيم الصحفي في المملكة المتحدة، IPSO، بالتحقق من هذه التعديلات وضمان الشفافية والمساءلة في الإعلام.
المصدر: ميدل إيست مونيتور
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇