انتقادات حقوقية للشرطة البريطانية لتفتيشها أطفالًا دون سن الـ8!
أظهر تقرير جديد انتهاكات خطيرة للشرطة البريطانية بتفتيش أطفال لا تتجاوز أعمارهم ثماني سنوات.
وجاء في التقرير الذي أجرته مفوضة شؤون الأطفال في إنجلترا راشيل دي سوزا أن بعض الأطفال تعرضوا للتعرية وراء سيارات الشرطة وفي المدارس وعند منافذ أكشاك الوجبات السريعة، علما أن عدد الأطفال الذين تعرضوا للتفتيش في إنجلترا وويلز وصل إلى 2847 طفلًا من عام 2018 إلى منتصف عام 2022.
وتبعًا لذلك سينظر مجلس رؤساء الشرطة الوطنية “بعناية” في نتائج التقرير.
انتقادات للشرطة البريطانية لتفتيشها أطفال المدارس!
قالت مؤسسة (Runnymede Trust) الخيرية للمساواة بين الأعراق بهذا الصدد إن مؤسسات الدولة تخفق في حماية الأطفال. ووجد التقرير أن الأطفال أصحاب البشرة الملونة كانوا أكثر عرضة للتفتيش بست مرات من بقية الأطفال.
هذا وقد أجريت أكثر من نصف عمليات التفتيش (52٪) دون وجود شخص بالغ مرافق، وهو مطلب قانوني يُستثنى في حال وجود خطر جسيم على حياة الطفل وسلامته.
وتظهر البيانات أن 51 في المئة من عمليات تفتيش الأطفال لم يتبعها مزيد من الإجراءات.
بدأ التحري في القضية بعدما طلبت راشيل بيانات في أعقاب فضيحة الطفلة كيو، البالغة من العمر 15 عاما، التي هزت الرأي العام في مارس 2022، حيث تعرضت الفتاة إلى التفتيش من طرف ضابطتين في شرطة العاصمة في غياب شخص بالغ. وفي ظل وجود إحصائيات تدعو إلى القلق، طلبت مفوضة شؤون الأطفال من وحدات الشرطة الأخرى تقديم بيناتها للمقارنة.
انتهاكات مثيرة للجدل
تجاوب مع طلب مفوضة شؤون الأطفال نحو 39 مركز شرطة من إجمالي 43 مركزًا للشرطة البريطانية. وتغطي الأرقام المتحصل عليها عمليات البحث بموجب صلاحيات الإيقاف والتفتيش على مدى أربع سنوات ونصف.
وجد التقرير أن هذه الممارسات كانت شائعة في 27 مركز شرطة ما يثير حقًّا مخاوف بشأن حماية الأطفال، وما يشير أيضًا إلى انتهاك صارخ للقوانين، حيث طلبت راشيل إحالة الضباط المعنيين إلى هيئة مراقبة الشرطة.
ومن بين ما يقرب من 3000 عملية تفتيش، أجري ما يقرب من ربع العمليات (24٪) على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و15 عامًا وكان أصغرهم يبلغ من العمر ثماني سنوات. وكانت أغلبية الأطفال من الصبيان (95٪)، حيث شكل الصبيان أصحاب البشرة الملونة أكثر من ثلث عمليات التفتيش والتعرية (37٪) ما يعني سلوكيات ضباط الشرطة العنصرية.
الجدير بالذكر أن قوانين الشرطة البريطانية تنص على أن عمليات التفتيش بالتجريد من الملابس يمكن أن تحدث في مركز شرطة قريب أو مواقع أخرى قريبة بعيدًا عن الأنظار ولكن ليس في سيارة الشرطة.
تشمل التوصيات الواردة في التقرير أنه ينبغي على وزارة الداخلية أن تطلب من وحدات الشرطة الإبلاغ سنويًا عن عمليات تفتيش الأطفال، وأنه يجب إبلاغ الآباء أو الأوصياء قبل تنفيذها.
هذا وتظهر أرقام وزارة الداخلية المنفصلة، من نوفمبر الماضي، أن 3133 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 10 و 17 عامًا قد جردوا من ملابسهم أثناء الحجز في العام المنتهي في مارس 2022.
وقال رئيس الشرطة كريغ جيلفورد، من (NPCC)، إن أي عملية تفتيش تخص الطفل يجب أن تتماشى مع القانون وسياسة الشرطة، علمًا أن الداخلية تؤكد أنه لا يجب أن تكون عمليات التفتيش على أساس اللون أو العرق خاصة في ظل انتشار معاملة الأطفال أصحاب البشرة الملونة كبالغين يشكلون مصدر تهديد للأفراد وللشرطة البريطانية.
اقرأ أيضًا:
وزيرة الداخلية متهمة بالتقاعس في جهود إصلاح الشرطة البريطانية
نصف النساء في بريطانيا لا يثقن بالشرطة في التعامل مع قضايا العنف المنزلي
الرابط المختصر هنا ⬇