انتقادات تطول رئيسة جمعية العون الطبي للفلسطينيين “ماب” لترشحها مع العمال
انتقد متطوعو جمعية العون الطبي للفلسطينيين “ماب” قرار رئيسة الجمعية ميلاني وارد بتمثيل حزب العمال في اسكتلندا خلال الانتخابات القادمة، وطالبوها بالاستقالة من منصبها الحالي.
وهدد أنصار الجمعية بإحالة إدارة المنظمة إلى مفوضية الأعمال الخيرية (Charity Commission).
يشار إلى أن جمعية العون الطبي للفلسطينيين من أبرز الجمعيات الخيرية الطبية العاملة في قطاع غزة، حيث تقدم خدماتها لعلاج الجرحى والمصابين جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع المحاصر.
وكتب متطوعو الجمعية، من الأطباء والممرضين، رسالة إلى إدارة الجمعية يعربون فيها عن قلقهم من قرار رئيسة الجمعية ميلاني وارد بتمثيل حزب العمال في اسكتلندا خلال الانتخابات البرلمانية القادمة.
دعوات لاستقالة رئيسة جمعية العون الطبي للفلسطينيين
ووقّع على الرسالة نحو 2250 متطوعًا في الجمعية، منهم الجراح البريطاني الفلسطيني المعروف غسان أبو ستة، الذي شغل منصب الأمين العام للجمعية سابقًا، وكان من أبرز الأطباء البريطانيين المتطوعين لعلاج الجرحى في قطاع غزة خلال شهرَي تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر من عام 2023.
لكن مديرة جمعية المعونة الطبية للفلسطينيين لم تقدم استقالتها، بل أوضحت أنها في إجازة للاستعداد من أجل منافسة المرشحين الآخرين على المقاعد البرلمانية في بلدتي كيركالدي (Kirkcaldy) و كاودنبيث (Cowdenbeath) غرب اسكتلندا.
وتعهدت وارد بأنها ستدعم جميع القرارات الداعمة للحقوق الفلسطينية في البرلمان البريطاني، إذا تمكنت من الفوز بالمقعد البرلماني.
وأثار ارتباط وارد بحزب العمال جدلًا واسع النطاق بين موظفي جمعية العون الطبي للفلسطينيين، على خلفية المواقف السابقة لزعيم الحزب كير ستارمر، التي عبّر خلالها عن دعمه للحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر، مؤكدًا تأييده لقرار منع إدخال الغذاء والماء وغير ذلك من الضرورات الأساسية إلى قطاع غزة، كما عارض ستارمر حينها وقف إطلاق النار في غزة.
وأعرب متطوعو جمعية العون الطبي للفلسطينيين عن قلقهم من أن الإجازة التي حصلت عليها مديرة الجمعية وارد جاءت في وقت يواجه فيه قطاع غزة انهيارًا في قطاع الرعاية الصحية.
وقال المتطوعون: إنهم ينتقدون قرار إدارة الجمعية الداعم لمشاركة مديرة الجمعية وارد في الانتخابات البرلمانية القادمة بوصفها ممثلة لحزب العمال، الذي لم يدعم زعيمُه قرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ولم يَدعُ إلى وقف مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل، إلى جانب خضوعه للتحقيق بشأن دوره في المساعدة والتحريض على جرائم الحرب، علمًا أن الشرطة البريطانية علّقت التحقيق مؤقتًا.
وردّ أمناء الجمعية بالقول: “اتبعنا جميع الإرشادات والمعايير التنظيمية المعمول بها في مثل هذه الحالة، وفقًا لدليل لجنة الأعمال الخيرية واللجنة الانتخابية”.
وأضاف أمناء الجميعة: “لقد وافقت مديرة الجمعية على أخذ إجازة من العمل في منصبها الحالي، ولم تشارك منذ ذلك الحين في أي قرار تتخذه الجمعية، بالتزامن مع تعيين مجلس إدارة الجمعية مديرين مؤقتين”.
وأكد مجلس أمناء الجمعية في بيان له أن مديرة الجمعية وارد ستقال من منصبها الحالي إذا أصبحت نائبة في البرلمان البريطاني عن حزب العمال.
الإساءة لسمعة الجمعية!
وطالب متطوعو الجمعية باستقالة مديرة الجمعية على الفور من منصبها الحالي، إلى جانب استقالة سارة إلدون رئيسة مجلس أمناء الجمعية، علمًا أن معظم أعضاء الجمعية هم من الأطباء والممرضين العاملين في القطاع الطبي البريطاني.
وهدد متطوعو الجمعية أنه إذا لم تنفذ مطالبهم فسوف يحيلون إدارة جمعية العون الطبي للفلسطينيين إلى لجنة المؤسسات الخيرية المسؤولة عن تنظيم الأعمال الخيرية في بريطانيا.
وبهذا الصدد قال طبيب الأورام عبد الله حسو، المتطوع في جمعية العون الطبي للفلسطينيين: إنه “يشعر بالصدمة من تصرفات مديرة الجمعية في هذا الوقت الحساس”.
وأضاف: “لن نسمح لمديرة الجمعية بالتعاون مع زعيم حزب سياسي يدعم الإبادة الجماعية في قطاع غزة، ويطالب بقطع المياه والكهرباء عن الفلسطينيين، الذين أُسِّست هذه الجمعية من أجلهم”.
وقال جيري أوهير الممرض المتخصص في علاج السرطان في مستشفيات غلاسكو، والمتطوع مع جمعية العون الطبي للفسلطينيين: “لقد أرسلت رسالة شخصية إلى المسؤول عن أعمال مديرة الجمعية، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، معبرًا عن قلقي من سلوك مديرة الجمعية، ثم أرسلت رسالة أخرى في أيار/مايو الماضي”.
وأضاف: “يحزنني أن مديرة الجمعية تجاهلت دعوات المتطوعين لتجنب المساس بسمعة الجمعية، في ظل الطموحات السياسية الواضحة لمديرة جمعية العون الطبي للفلسطيينين وتحالفها مع قيادة حزب العمال”.
وكانت جمعية العون الطبي للفلسطينيين قد قدمت نحو 7 ملايين دولار من المساعدات الطبية إلى غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وقد شغلت وارد منصب مديرة الجمعية منذ مطلع عام 2023، وزارت قطاع غزة في نيسان/إبريل الماضي، وقد أدرجتها مجلة التايمز في قائمة أكثر 100 شخص تأثيرًأ في مجال الصحة.
ويبدو أن مديرة الجمعية وارد تتنافس على مقعدي كاودنبيث (Cowdenbeath) وكيركالدي (Kirkcaldy) في مدينة فايف الاسكتلندية، حيث يحاول العضو في الحزب القومي الاسكتلندي نيل هانفي الفوز بهذين المقاعد أيضًا.
واشتكى العديد من أعضاء حزب العمال في مدينة فايف الاسكتلندية من أن قيادة الحزب فرضت المرشحة وارد على أعضاء المجلس، ما أدى إلى استقالة أحد أعضاء مجلس مدينة فايف، الذي يمثل حزب العمال في مطلع شهر حَزيران/يونيو الجاري.
وسبق لوارد أن ترشحت لتمثيل حزب العمال في الانتخابات البرلمانية عام 2015، لكنها خسرت أمام مرشحي الحزب الوطني الاسكتلندي.
ميلاني وارد تتعهد بإيصال صوت الفلسطينيين إلى البرلمان البريطاني
وقالت وارد بعد ترشحها للانتخابات الحالية: “إن آرائي بشأن قطاع غزة واضحة للجميع، وفي حال فوزي في الانتخابات سأكون من النواب القلائل الذي زاروا غزة شخصيًّا، وكانوا شاهدين على الحرب الإسرائيلية المروعة التي بدأت قبل ثمانية أشهر”.
وأضافت: “إن المعاناة التي يواجهها الشعب الفلسطيني تعود في جذورها إلى أسباب سياسية، حيث تحتاج بريطانيا إلى مزيد من السياسيين الذين يفهمون هذه الحقيقة ويعملون على تغييرها، وسأسعى لأكون واحدة من هؤلاء السياسيين”.
وأضافت وارد: “أدعو الجميع للتوقف عن استهداف متطوعي جمعية العون الطبي للفلسطينيين، وأطالبهم بأن يسمحوا لمتطوعينا بالتركيز على عملهم المتمثل بتقديم المساعدات الإغاثية في غزة”.
وختمت كلامها بالقول: “أنا حاليًّا في إجازة من عملي، ومن المعتاد أن يأخذ مديرو الجمعيات الخيرية إجازة من عملهم عند المشاركة في الانتخابات”.
وكانت وارد من أبرز السياسيين البريطانيين المنتقدين لإسرائيل في الأشهر الأخيرة.
ونشرت على حسابها الشخصي في منصة (X): “يجب أن نأخذ كلام أعضاء المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية على محمل الجد عندما يقولون إنهم يستهدفون المدنيين عمدًا”.
ودعت وارد إسرائيل إلى رفع الحصار، والسماح بإدخال الماء والوقود وتشغيل الكهرباء في قطاع غزة، وطالبت إسرائيل بالسماح بإدخال المساعدات الإغاثية دون قيود إلى القطاع المحاصر، بالتزامن مع دعوة زعيم حزب العمال كير ستارمر لمنع إدخال الطعام والمياه إلى غزة في تشرين الأول/أكتوبر من عام 2023.
وقد تغير موقف حزب العمال مما يجري في غزة منذ ذلك الوقت، بعد أن صرّح وزير الخارجية في حكومة الظل ديفيد لامي بدعمه لقرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات اعتقال بحق زعماء إسرائيليين متورطين في ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة.
هذا وكشف زعيم حزب العمال كير ستارمر في أيار/مايو الماضي عن رغبته بالاعتراف بدولة فلسطين، مشترطًا أن يكون هذه الاعتراف في إطار عملية السلام.
المصدر: ميدل إيست آي
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇