لماذا يحقق الطلاب في بريطانيا أسوأ نتائج امتحانات منذ عقود؟
كشفت دراسة جديدة أن الحكومة البريطانية فشلت في الحد من تأثير وباء كورونا على القطاع التعليمي والاجتماعي، وهو ما أدى إلى انخفاض المستوى الأكاديمي للطلاب الذين حققوا أسوأ نتائج الامتحانات منذ عقود.
وأشارت الدراسة التي أجرتها مؤسسة نوفيلد إلى أن معدلات الطلاب في اختبارات الشهادة الثانوية ستستمر بالانخفاض حتى عام 2030، حيث سيحقق أقل من 40 في المئة من الطلاب مستوى جيد في كل من الرياضيات واللغة الإنجليزية.
كيف أثر وباء كورونا على نتائج الطلاب في بريطانيا ؟
وفي هذا الصدد قال إليوت ميجر خبير التدريس في جامعة إكستر :” ستعاني الأجيال القادمة من التلاميذ، من تبعات إغلاق المدارس نتيجة انتشار فيروس كورونا، خاصة إذا لم تطبق الحكومة البريطانية سياسات جديدة لتحقيق المساوة بين طبقات المجتمع”.
وأوصت الدراسة باتخاذ إجراءات منخفضة التكلفة لتحسين نتائج الطلاب، مثل توظيف المزيد من الطلاب الجامعيين للعمل كمدرسين، وتقصير مدة العطل الصيفية، وتوزيع العطلات على امتداد فترة العام الدراسي.
بدوره قال بيبي دياسيو المدير المدرسي السابق والأمين العامة لنقابة مدراء المدارس:” إن الدراسة الأخيرة تأتي بمثابة جرس إنذار لتجنب خطر تدهور التعليم في بريطانيا”.
وأضاف:” لقد فشلت الحكومة الحالية في الارتقاء لمستوى التحديات التي فرضها وباء كورونا، لأنها لم تستثمر ما يكفي من الأموال في تحسين التعليم بعد انتشار الوباء”.
وتابع دياسيو:” يجب ألا تعيد الحكومة ارتكاب الخطأ نفسه مرتين، ولا بد من زيادة الاستثمارات في القطاع التعليمي”.
وتعتبر الدراسة المذكورة أول دراسة متخصصة أجريت لقياس تأثير إغلاق المدارس على المهارات الاجتماعية والعاطفية للأطفال، إلى جانب مهاراتهم الأكاديمية في بعض المواد مثل القراءة والكتابة والرياضيات.
أقل من نصف الطلاب يحصلون على تقييم “جيد” في الامتحانات
وفي العام الماضي حصل 45 في المئة من الطلاب المتقدمين على فحص الشهادة الثانوية على تقييم جيد في اللغة الإنجليزية والرياضيات وهو ما عدته الدراسة ثمرة لجهود وزارة التعليم البريطانية، لكن الدراسة توقعت استمرار انخفاض معدلات الطلاب إلى أقل من 40 في المئة بحلول عام 2030.
وأشارت الدراسة إلى أن الخسائر التي مني بها التعليم نتيجة انتشار فيروس كورونا ستحد من آفاق التلاميذ ممن كانوا في سن الخامسة عندما أغلقت المدارس أبوابها بسبب انتشار الوباء ، وخاصة الأطفال القادمين من الخلفيات الفقيرة.
وتوقعت الدراسة أن انخفاض معدلات الطلاب في اختبار الشهادة الثانوية سيساهم في انخفاض أجورهم عند الالتحاق بالحياة العملية بما يعادل 31 مليار باوند.
وقالت الدراسة: تمثل هذه النتائج ضربة مزدوجة للمستوى التعليمي للأجيال المتعاقبة بعد انتشار فيروس كورونا، حيث يتجه الطلاب لتحقيق أدنى معدلات التحصيل الدراسي في اختبارات الشهادة الثانوية منذ عقدين على الأقل، ناهيك عن اتساع الفجوة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي بين الطلاب”.
الحكومة البريطانية تخصص 5 مليارات باوند لتحسين التعليم
بدوره قال المتحدث باسم وزارة التعليم:” خصصت الوزارة ما يقارب ال 5 مليارات باوند منذ عام 2020 لتحسين التعليم، ما ساهم في تقديم الدعم لملايين التلاميذ في بريطانيا”.
وأضافت الوزارة:” تعمل الحكومة بشكل خاص على تقديم الدعم للتلاميذ الفقراء من خلال برنامج مساعدات التلاميذ التي ارتفعت إلى حوالي 2.9 مليار باوند في عام 2024/2025، وهي الأعلى من حيث القيمة المالية المقدمة للتلاميذ منذ انطلاق هذا النوع من المساعدات”.
“إلى جانب ذلك فقد أطلقت الحكومة برامج لمعالجة المشكلات السلوكية للطلاب بقيمة 10 ملايين باوند، وقدمت 9.5 مليون باوند لحوالي 7800 مدرسة لتدريب المرشدين النفسيين في هذه المدارس.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇