اليوم العالمي للغة العربية بين الواقع والخيال
يُعَد الـ18 من كانون الأول/ديسمبر اليوم العالمي للغة العربية، إذ اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1973 هذا القرار التاريخي فأقرت أن تكون اللغة العربية اللغة السادسة ترتيبًا بين اللغات في المنظمة، ومنذ ذلك الوقت والعالم يحتفل بهذه الذكرى.
وتُعَد المناسبات الأممية من المناسبات المهمة، حيث تعمل على زيادة الوعي بتخصيص يوم تُوجَّه فيه أنظار الناس إلى شيء ليعبروا عن أهميته. وبينما يعرف العالم قدر لغتنا ومكانتها وسموّها نجد -للأسف- بعض الناس يظن أن عدم التحدث بها هو مظهر من مظاهر الحضارة، ولا يعلمون أن من أهمل لغته أضاع جزءًا كبيرًا من هُويته، فمن ترك الأصل فقد خسر الكثير.
بينما كنت جالسة أستذكر هذا اليوم لاح بي الخيال وحلَّق، فرأيت اللغة العربية كأنها تتحدث إلينا وتكتب رسالة تقول فيها: يا أبناء عروبتي: أكتب إليكم لأذكركم أني ما زلت أملك 28 حرفًا ولم أتخلَّ عن حرف من حروفي التي تساقط بعضها من بعضكم فتذكروها!
فالألف أحرار يدافعون عنكم
والباء بكى الأطفال والنساء على مسامعكم
تاء تاهت الرجولة في زمانكم
الثاء ثأر لخنساواتكم
جيم جمر يتَّقِد في صدوركم
حاء حان وقت استيقاظكم…
خاء خائن دُسَّ بينكم
دال دافعوا عن عزتكم
ذال ذُل سيلازمكم إن بقيتم على حالكم…
راء رجال قهرهم يؤلمكم
زاي زمان خذلان وهوان من أبناء جلدتكم
سين سيبقى الخير في أكثركم
شين شمس ستنير ظلمتكم
صاد صحوة آتية لضمائركم
ضاد ضيق حَلّ بقلوبكم
طاء طلاب بلا كتب ولا أقلام يصنعون مجدكم
ظاء ظلام حل وفجر آت
عين عار إن لم تُكَفْكِفوا دموع أطفالكم
غين غياب كبير لإنسانيتكم
الفاء فلسطين ستبقى تنتظر عودتكم
قاف قوافل ومعونات تنتظر فتح معابركم
كاف كتب التاريخ ستُدوِّن تخاذلكم
لام لوم وعتاب على ما حل بكم
ميم موعد قريب لفجركم
النون نور سينير عتمتكم
هاء هتافات تستنجد برجولتكم
واو وعد من الله بنصركم
ياء يمين تُعاهِدون الله بها أن تحافظوا على ما تبقى من عزتكم.
لو تركنا العربية تتحدث لتحدثت وأوجعتنا؛ لأنها متيقنة من قوتنا، واثقة بعزيمتنا، حزينة على العجز الذي حلّ بنا، فلعلَّ العام المقبل يأتي على ذكرها وتكتب لنا فيه شكرًا وتُهدينا تحية واعتزازًا.
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇