نضال السلام والعدل.. اليوم العالمي للتضامن مع فلسطين
تعتبر قضية فلسطين واحدة من أكثر القضايا الدولية تعقيدًا وتوترًا في العالم. ومنذ نكبة عام 1948، والشعب الفلسطيني يعيش تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي، ويواجه مصاعب لم يسبق لها مثيل لنيل حقوقه السياسية كاملة، وإقامة دولته المستقلة.
في هذا السياق، يأتي اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني فرصة للتذكير بأهمية دعم هذا الشعب ونضاله من أجل الحرية والعدالة والسلام.
اليوم العالمي للتضامن مع فلسطين
تحل الذكرى السنوية للتضامن مع الشعب الفلسطيني في مثل هذا اليوم، حيث أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة أن 29 نوفمبر 1977 من كل عام هو يوم للتضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني.
وهو يوم تتظافر فيه جهود الجماعات والمؤسسات الدولية والحكومات والأفراد من جميع أنحاء العالم لتأكيد حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره ونيل حقوقه الوطنية السياسية والإنسانية. ويمثّل هذا اليوم رسالة قوية من أجل التضامن والعدالة الاجتماعية والسياسية للفلسطينيين.
وفي هذا السياق، يركز الفلسطينيون وأنصارهم في كافة أنحاء العالم على عدة جوانب مهمة للقضية الفلسطينية:
- حق العودة: يطالب الشعب الفلسطيني بحق العودة لمنازلهم وأراضيهم التي احتلها اليهود الصهيوني خلال نكبة عام 1948. هذا الحق مضمون في القانون الدولي ويجب أن يتمتع به جميع اللاجئين الفلسطينيين، ولا يسقط بالتقادم.
- إنهاء الاحتلال الإسرائيلي: يجب على إسرائيل إنهاء الاحتلال الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تعتبر المستوطنات الإسرائيلية المنشأة بعد الرابع من حزيران 1967 مخالفة للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
- حقوق الإنسان: يجب احترام حقوق الإنسان لجميع الفلسطينيين، ولا سيما الحق في الحرية والعدالة والمساواة. وعلى جميع الأطراف المعنية بالصراع أن تلتزم بالقوانين الدولية وتحمي حقوق الإنسان.
- العملية السياسية: يجب تحقيق حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يعتمد على قرارات الشرعية الدولية وخصوصا قرار مجلس الأمن الدولي رقم 181 الصادر في مثل هذا اليوم عام 1947 والذي يدعو إلى تقسيم فلسطين التاريخية بين العرب واليهود، وما تلاه من القرارات ذات الصلة خصوصا قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 الصادر في 22 نوفمبر 1967، والذي يدعو إسرائيل إلى الانسحاب من جميع الأراضي المحتلة عام 1967.
- دور المجتمع الدولي: يجب على المجتمع الدولي أن يضغط بقوة على إسرائيل للالتزام بالقرارات والاتفاقيات الدولية وتعزيز الحرية والعدالة والسلام في المنطقة.
هناك جهود دولية مستمرة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال العمليات الدبلوماسية والمفاوضات التي لم تسفر إلا عن مضاعفة عدد المستوطنات والمستوطنين أضعافا مضاعفة، ما حدا بكثير من المراقبين إلى اعتبارها مجرد ذريعة لإسرائيل لقضم مزيد من الأراضي واستقدام مزيد من المستوطنين.
هذا ويتم الاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني على مستوى دولي بإقامة فعاليات متنوعة، وتشمل:
-
- الندوات والمؤتمرات والمحاضرات التي تناقش قضايا فلسطينية مختلفة.
- المعارض الفنية والثقافية التي تعرض الفنون والثقافة الفلسطينية.
- الاحتجاجات والوقفات الاحتجاجية التي تهدف إلى نشر الوعي بشأن القضية الفلسطينية.
ويعبّر المجتمع الدولي عادة عن التضامن مع الشعب الفلسطيني بدعم مؤسسات ومنظمات تعمل على تقديم مساعدات إنسانية وتنموية للفلسطينيين. وتشمل هذه الجهود دعم اللاجئين الفلسطينيين وتوفير المساعدات الطبية والتعليم والبنية التحتية، والتي لا تعتبر كافية البتة، بل يراها كثيرون وسيلة لإلهاء الفلسطينيين عن المطالبة بحقوقهم السياسية المشروعة.
- تقديم الدعم النفسي: يعتبر التضامن الدولي بالغ الأهمية للفلسطينيين الصامدين تحت نير الاحتلال الإسرائيلي خصوصا في هذه الأيام حيث تشن إسرائيل، برعاية أمريكية غربية، وصمت عربي ودولي مشين، حربا وحشية غير مسبوقة على المدنيين العُزل في قطاع غزة.
هناك العديد من الدول والمنظمات الدولية التي تتضامن دوماً مع الفلسطينيين وتدعم قضيتهم. من بين هذه الدول والمنظمات:
- الدول العربية: يدعم عدد من الدول العربية دائماً القضية الفلسطينية ويتضامن مع الفلسطينيين، ولا سيما الأردن ومصر ولبنان وسوريا والجزائر والكويت والسعودية واليمن وغيرها.
- إيران: تقدم إيران الدعم المالي والسياسي للقضية الفلسطينية وتؤكد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.
- تركيا: تعبّر تركيا دائماً عن دعمها للفلسطينيين وتسعى لتعزيز حقوقهم وتقديم المساعدة الإنسانية والاقتصادية لهم.
- الاتحاد الأوروبي: يلعب الاتحاد الأوروبي دورًا هامًا بتقديم الدعم المالي والسياسي للفلسطينيين وتعزيز التعاون الاقتصادي.
- منظمة التعاون الإسلامي: تجمع هذه المنظمة الدول الإسلامية وتسعى دائماً لدعم الفلسطينيين وتعزيز حقوقهم في المنابر الدولية.
- المنظمات الدولية: تعمل منظمات دولية مثل الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر على تقديم المساعدة الإنسانية والتنموية للفلسطينيين ودعم جهود السلام في المنطقة.
- دول عدم الانحياز: تلعب هذ الكتلة دورا حاسما في دعم الفلسطينيين سياسيا و التصويت لصالحهم في المنظمات الدولية المختلفة.
- دول أمريكا اللاتينية: يمثل دعم دول أمريكا اللاتينية محورا هاما آخر في دعم الفلسطينيين على النطاق الدولي. جدير بالذكر أن بوليفيا قطعت علاقاتها بإسرائيل بسبب الحرب على غزة التي لم تضع أوزارها حتى الآن، بينما أعلن عدد من دول أمريكا اللاتينية عن استدعاء سفرائها من تل أبيب للتشاور.
في النهاية، يظل اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني فرصة للتعبير عن التضامن مع الفلسطينيين ودعوة مفتوحة لنيل حقوقهم السياسية والإنسانية المشروعة. وينبغي على العالم بأسره أن يتعهد بالعمل نحو تحقيق السلام والعدالة في الشرق الأوسط من أجل مستقبل أفضل للجميع. ولكن، وبالرغم من الأهمية البالغة للتضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، الا أن التعويل قبل كل شيء في الخلاص من المحتل على الشعب نفسه، كما قال الشاعر:
ما حكَّ جلدَك مثلُ ظُفرك فتوَلَّ أنتَ جميعَ أمرك!
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
6°C
