انتقاد حزب المحافظين لإطلاقه إعلانًا معاديًا للهجرة في اليوم العالمي للاجئين
تعرض حزب المحافظين البريطاني لموجة من الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي بعد نشره إعلانًا انتخابيًا وُصف بأنه “بغيض” ومعادٍ للمهاجرين، تزامنًا مع اليوم العالمي للاجئين.
الفيديو الذي أطلقه الحزب عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس” يوم الخميس الماضي، أثار استياءً واسعًا، حيث يبدأ بمشهد قارب صغير يُرى من خلال منظار.
ثم يعرض مشهدًا مجازيًا يُظهر أشخاصًا يجهزون بساطًا أحمر ومعدات استقبال على الشاطئ، مع كتابة كلمة “أهلًا” على الرمال، كإشارة إلى ترحيب غير ملائم بالمهاجرين غير الشرعيين.
ويُختتم الفيديو بنص “لا تستيقظوا على هذا في 5 يوليو”، في إشارة إلى وعد الحزب المثير للجدل بوقف القوارب بعد فوزهم بالانتخابات، والذي يتضمن احتجاز المهاجرين غير الشرعيين الذين يأملون في طلب اللجوء في بريطانيا.
ردود فعل غاضبة
تلقى الإعلان ردود فعل غاضبة من الآلاف من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، الذين وصفوه بأنه “مقزز” و”بغيض” وقاسٍ.
ووصفت النائبة السابقة عن حزب الخضر، كارولين لوكاس، الفيديو بأنه “مثير للاشمئزاز للغاية”، معتبرةً أنه يعكس عقليات غير إنسانية تستغل معاناة الناس اليائسة.
وأضافت أن المحافظين يتجهون نحو اليمين المتشدد في ملاحقة حزب الإصلاح البريطاني المناهض للهجرة.
اليوم العالمي للاجئين
أثارت الحملة تساؤلات بشأن توقيت نشرها في اليوم العالمي للاجئين، الذي يوافق 20 يونيو من كل عام، حيث يخصص لاستعراض هموم اللاجئين وقضاياهم ومشاكلهم ، وتسليط الضوء على معاناتهم وبحث سبل تقديم المزيد من العون لهم وذلك برعاية من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
كما وصف بعضهم الحملة بأنها “حملة انتخابية خسيسة” من المحافظين، مشيرين إلى أن الأزمات الحالية في بريطانيا ليست بسبب المهاجرين بل بسبب سياسات الحكومة المحافظة على مدى 14 عامًا.
في ظل حكومة المحافظين الحالية ، عبر أكبر عدد من المهاجرين القنال الإنجليزي على الإطلاق في عام 2024، يوم الثلاثاء الموافق 18 حزيران/ يونيو، عبر 882 مهاجرًا.
وانتقدت مجموعة “الأمل لا الكراهية” البريطانية الحملة، معتبرةً أنها تؤجج الخطاب اليميني المعادي للمهاجرين وتسلط الضوء على الخسائر الفادحة في أرواح اللاجئين الفارين من الاضطهاد.
الهجرة في السياق الانتخابي
مع اقتراب الانتخابات العامة في 4 يوليو، تحتدم المنافسة بين الأحزاب البريطانية، حيث تعد الهجرة قضية رئيسة ومركزية في السباق الانتخابي.
وسبق وأن وعد كل من حزب المحافظين وحزب العمال باتخاذ موقف صارم بشأن الهجرة، وفي هذا السياق، أبرمت حكومة ريشي سوناك المحافظة اتفاقًا مع رواندا في نيسان/ أبريل لترحيل طالبي اللجوء إليها.
إلا أن هذه السياسة، التي ارتبطت بوزيرة الداخلية السابقة سوالا برافرمان، لاقت رد فعل سلبي.
وفي العام الماضي، قضت المحكمة العليا بأن خطة الحكومة لإرسال طالبي اللجوء إلى رواندا غير قانونية وتعرضهم لخطر الإعادة إلى البلدان التي فروا منها.
رد حزب المحافظين
حتى الآن، لم يصدر تعليق رسمي من حزب المحافظين على الانتقادات الواسعة للإعلان الانتخابي.
ومن المتوقع أن يكون هذا الموضوع محورًا رئيسًا في النقاشات الانتخابية المقبلة، في ظل تصاعد الغضب الشعبي من السياسات الحالية للحكومة، والتعامل مع قضايا الهجرة والتكاليف المعيشية المتزايدة.
المصدر: ميدل إيست آي
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇