تقارير سرية: الولايات المتحدة تتجسس على غزة بمساعدة بريطانية!
أثارت تقارير مسربة بشأن احتمال تجسس الولايات المتحدة على غزة بمساعدة سلاح الجو الملكي البريطاني ضجة كبيرة، وذلك لتبادل المعلومات الاستخباراتية مع “إسرائيل”، الأمر الذي من شأنه أن يورط بريطانيا في جرائم حرب في غزة.
وفي هذا السياق قال مسؤول بريطاني إن رحلات التجسس الأمريكية من القاعدة البريطانية في قبرص “أصبحت روتينية” وشملت رحلات جوية فوق تركيا ولبنان، وأضاف أن “المعلومات الاستخباراتية” غالبًا ما تُمرّر إلى طرف ثالث، علمًا أن القاعدة القبرصية أصبحت مركزًا للدعم العسكري الدولي لـ”إسرائيل” أثناء عدوانها الأخير على قطاع غزة.
الولايات المتحدة تتجسس على غزة من خلال القاعدة العسكرية البريطانية
“وكالات أخرى” – يعتقد أنها وكالة المخابرات المركزية – تستخدم سلاح الجو الملكي البريطاني في عمليات التجسس. وكتب المسؤول أن “هناك حساسيات” مع الحكومة القبرصية بشأن استخدام القاعدة البريطانية في مهام تجسس أمريكية، بينما ترفض وزارة الدفاع البريطانية توضيح ما إذا كانت تتبادل المعلومات الاستخبارية الأمريكية، التي تُجمع عبر القاعدة البريطانية في قبرص، مع “إسرائيل”.
هذا وقد كتبت البرقيةَ المسربةَ، التي نشرتها ويكيليكس وصنفتها على أنها “سرية”، في إبريل 2008 السفارةُ الأمريكيةُ في لندن وأرسلتها إلى واشنطن.
وجاءت رسالة مدرجة في البرقية من ويل غيسيت، مدير مكافحة الإرهاب في وزارة الدفاع البريطانية آنذاك، يطلب فيها وضع إجراءات جديدة لطلب تصاريح تمرير المعلومات فيما يتعلق بمهام التجسس الأمريكية من القواعد البريطانية.
ويشير غيسيت إلى الرحلات الاستخباراتية المنتظمة التي تقوم بها وزارة الخارجية والجيش الأمريكي، بالإضافة إلى وكالات أخرى، من سلاح الجو الملكي البريطاني أكروتيري، وهي القاعدة الجوية البريطانية الضخمة في قبرص.
وتجدر الإشارة إلى أن المعدات الأمريكية الوحيدة التي اعترفت الحكومة البريطانية بأنها موجودة في ما يسمى بمناطق القاعدة البريطانية في قبرص(SBA) هي طائرة التجسس U-2 التي تمركزت فيها بشكل دائم لما يقرب الـ 50 عامًا، وكانت تديرها في الأصل وكالة المخابرات المركزية.
ويُذكر أن البرقية المسربة مهمة للغاية في ضوء الأنشطة الأمريكية الحالية في قبرص. تنقل الولايات المتحدة الأسلحة من جميع أنحاء أوروبا إلى إسرائيل باستخدام سلاح الجو الملكي البريطاني أكروتيري، لكن وزارة الدفاع رفضت تأكيد هذه المعلومات لموقع (Declassified). ومن المعروف أيضًا أن طائرات المراقبة الأمريكية من دون طيار تحلق فوق غزة.
على مدار 50 عامًا، حاولت الولايات المتحدة وبريطانيا إخفاء حجم توغل المخابرات الأمريكية في القواعد البريطانية والمواقع المحتفظ بها في قبرص، حيث احتفظ البريطانيون بهذه الأراضي، التي تشكل 3٪ من مساحة قبرص، بعد الاستقلال في عام 1960.
كما كشف موقع (Declassified) مؤخرًا عن انتشار 129 طيارًا أمريكيًا بشكل دائم في سلاح الجو الملكي البريطاني أكروتيري.
أطراف ثالثة
أشار مسؤول وزارة الدفاع أيضًا إلى أن المعلومات المتحصل عليها من عمليات التجسس الأمريكية تُمرّر إلى أطراف ثالثة لم يُكشَف عنها، ولكن من المحتمل أن يشمل ذلك “إسرائيل”، التي تقع على بعد 200 ميل فقط من قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني أكروتيري في قبرص وهي شريك استخباراتي وثيق مع الولايات المتحدة. وأكدت تسريبات إدوارد سنودن في عام 2013 أن الولايات المتحدة “تشارك بيانات استخباراتية أولية مع إسرائيل بشكل روتيني.
هذا وحذر مسؤول وزارة الدفاع من أن عمليات جمع المعلومات الحساسة من قبل المخابرات الأمريكية من القواعد البريطانية ونقلها إلى أطراف ثالثة قد يكون له تداعيات قانونية مقلقة، موضحًا أن بريطانيا ربما تساعد بشكل غير مباشر في ارتكاب أعمال غير قانونية من قبل تلك الحكومات.
الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة هي الداعم العسكري الرئيس لحملة القصف والعدوان الإسرائيلي على غزة، حيث كانت تزود “إسرائيل” بكميات كبيرة من الأسلحة وأرسلت بعض كبار ضباط الجيش إلى البلاد لتقديم المشورة بشأن عملية الاجتياح البري في غزة. وقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في الـ2 من نوفمبر أن الولايات المتحدة تحلق بطائرات مراقبة من دون طيار من طراز (MQ-9 Reapers) فوق غزة، والتي تديرها قوات العمليات الخاصة الأمريكية.
حساسيات مع حكومة قبرص
لطالما كان استخدام الجيش الأمريكي وأجهزة المخابرات لقاعدة سلاح الجو الملكي أكروتيري ومنشآت بريطانية أخرى في قبرص مثيرًا للجدل في الوقت الذي تخفي فيه بريطانيا والولايات المتحدة طبيعة نشاطها عن الحكومة القبرصية.
أشارت إحدى وثائق سنودن إلى أن موظفي المخابرات الأمريكية مطالبون بارتداء ملابس سياحية حول تلك القواعد لأن الحكومة البريطانية وعدت نظيرتها القبرصية بأن قواعدها يشغلها موظفون بريطانيون فقط.
ومن الواضح أن التستر عن الدعم الأمريكي لعمليات قصف غزة مستمر إلى الآن. وقد كشف الموقع أن أكثر من 30 رحلة نقل عسكرية، يديرها سلاح الجو الملكي البريطاني، قد وصلت إلى تل أبيب منذ بدء القصف. لكن المتحدث باسم الحكومة القبرصية كونستانتينوس ليتيمبيوتيس قال لصحيفة قبرص ميل إنه لم يتلقَ أي معلومات عن تلك الرحلات الجوية.
ومن جهة أخرى، أشار المسؤول البريطاني إلى الحاجة إلى السرية بشأن رحلات التجسس الأمريكية في ظل الحساسيات مع حكومة قبرص منذ الحرب الباردة، حيث حولت بريطانيا سرا قبرص غير المنحازة، إلى إحدى القواعد الرئيسة لحلف الناتو.
وختامًا، قال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية لموقع (Declassified): بالنظر إلى الوضع في غزة، فإننا نعمل مع شركاء دوليين لتهدئة الأوضاع وتعزيز الاستقرار ودعم الجهود الإنسانية في المنطقة. أي أن استخدام القواعد البريطانية سيتماشى مع هذه الأهداف.
المصدر: Declassified UK
اقرأ أيضًا:
- تسريبات بشأن 33 رحلة عسكرية بريطانية لتل أبيب منذ السابع من أكتوبر
- الحكومة البريطانية لا تحمي رعاياها من الأطفال في غزة
- بريطانيون يطلقون حملة داعمة لسفاحة الأطفال مطالبين بـ”محاكمة عادلة”
الرابط المختصر هنا ⬇