اليمنية نهى المقحفي تتحدث عن الحفاظ على الهوية العربية في بريطانيا
في محاولة لفهم مدى تأثير الهجرة في الهُوية العربية، أجرت مجلة (Greater Govanhill) حوارًا مطولًا مع الفنانة اليمنية البريطانية نهى المقحفي.
وقالت في الحوار: مع أن دراستها في الماجستير كانت عن ملف الهجرة، فقد تمكنت من فهم مدى تأثير الهجرة في الناس في المملكة المتحدة من خلال تجربتها.
إليكم تفاصيل الحوار:
الهوية العربية في بريطانيا
كيف تُعرِّفين نفسك؟
أنا امرأة يمنية بريطانية قضيت معظم طفولتي بين العاصمة اليمنية صنعاء ولندن، وكلتاهما مدينتان كبيرتان، ولكل منهما طابعها الخاص الذي أسهم في تشكيل هُويتي وشخصيتي.
ومنذ أن غادرت اليمن واستقررت في بريطانيا، سعيت إلى دمج ثقافتي اليمنية في حياتي. لقد وضعت أشياء تُذكّرني باليمن في جميع أنحاء منزلي، ومؤخرًا تعلمت طهي كثير من الأطباق اليمنية المفضلة لدي.
كيف كانت أوقات طفولتك؟
كنتُ طفلة هادئة، أهتم بالأنشطة التي تتيح لي أن أكون في عالمي الصغير، لذلك وجدت نفسي في الفن، والرسم التلوين والموسيقى جميعها كانت محط اهتمامي.
أنظر إلى صور جماعية لي مع أبناء عمومتي، وأتذكر الرحلات والأنشطة التي مارسناها، حينما كنا نذهب إلى الحدائق العامة في لندن بصحبة الأسرة والأصدقاء لقضاء العيد.
خلال هذه الأيام، أستمتع بصنع الموسيقى وجميع أشكال الفن التي بدأت بمشاركتها في 2018 على صفحتي على الإنستغرام.
حدثينا عن تعليمك
تلقيت تعليمي في مدارس المملكة المتحدة واليمن وسويسرا، وكنت أنتقل إلى مدرسة مختلفة كل ثلاث سنوات على الأقل.
ورغم غياب الاستقرار بسبب كثرة الانتقالات، فقد تعلمت ثلاث لغات بمستوى جيد، واكتسبت خبرة عن الحياة والناس من ثلاث ثقافات مختلفة.
أرى أن من المهم معرفة كيفية صنع الأشياء خارج الأماكن التي نعرفها وكيف يؤثر ما نفعله في أجزاء أخرى من العالم، ولا سيما إذا كنت تعيش في الغرب.
خلال مدة تعليمي الجامعي، التحقت بجامعة ساسكس ودرست الإعلام، وفي وقت لاحق ذهبت إلى مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية التابعة لجامعة لندن (SOAS) لدراسة ملف الهجرة والتنمية.
ماذا عن حياتك العملية؟
لقد شغلت العديد من الوظائف المختلفة، حتى أتيحت لي فرصة العمل في مشاريع أكبر، كمترجمة وباحثة في بي بي سي عربي (BBC).
عملت مؤخرًا في المجلس الاسكتلندي للاجئين، وهي وظيفة تحتوي على كثير من الصعوبات، لكنها زادت خبرتي في التعامل مع المهاجرين.
وعلى الرغم من دراستي الماجستير في الهجرة، فقد تمكنت بفضل تجربتي فقط من فهم مدى تأثير أنظمة الهجرة في المملكة المتحدة على الناس.
وأعمل الآن في منظمة (Migrant Voice) التي تستهدف تعزيز حقوق المهاجرين وتحسين تمثيلهم في وسائل الإعلام والمجتمع، وأعمل على تأليف موسيقى جديدة في الوقت نفسه.
ما الذي أتى بكِ إلى اسكتلندا؟
البقاء في الطبيعة شيء أقدره كثيرًا! رغم حبي للعاصمة لندن، فإنني بدأت أشعر بالضياع قليلًا في هذه المدينة الكبيرة والمزدحمة ولم يَعُد يروق لي ذلك كثيرًا.
منذ أن زرت اسكتلندا أول مرة ورأيت طبيعتها الخلابة، حدثت نفسي بأنني سأنتقل إلى هنا يومًا ما.
ما حلمك؟
قد يبدو هذا صعبًا وغريبًا، لكنني أحلم بالسلام العالمي! سيكون من الجيد العودة أخيرًا إلى وطني اليمن دون خوف، وأن أكون قادرة على ترتيب حياتي هناك من جديد.
لطالما كنت أتطلع إلى العودة إلى هناك بعد انتهائي من دراستي في الجامعة، لكن بعد ذلك بدأت الحرب خلال عامي الثاني ولم أستطع العودة منذ ذلك الحين.
المصدر: Greater Govanhill
اقرأ أيضًا:
عرب بريطانيا: الهوية والانتماء وتعقيدات أخرى
مهرجان بن وفن وتراث وطن في لندن بمناسبة عيد الأضحى
الجالية اليمنية تحتفل باليوم الثقافي اليمني في بريطانيا 2023
الرابط المختصر هنا ⬇