العرب في بريطانيا | تجدد الهجمات على سفارة فلسطين يثير جدلًا حول ال...

1447 جمادى الثانية 15 | 06 ديسمبر 2025

تجدد الهجمات على سفارة فلسطين يثير جدلًا حول الأمن البريطاني

تجدد الهجمات على سفارة فلسطين يثير جدلًا حول الأمن البريطاني
محمد سعد December 6, 2025

يشهد مقرّ سفارة فلسطين في لندن سلسلة اعتداءات متكرّرة، في سياق توتر سياسي متصاعد داخل بريطانيا بشأن القضية الفلسطينية. وتتهم السفارة السلطات البريطانية بعدم الوفاء بالتزاماتها القانونية في حماية البعثات الدبلوماسية، رغم تعدد الشكاوى والبلاغات التي لم تُفضِ إلى أيّ تغيير ملموس.

اتهامات للحكومة البريطانية بالتقصير

Several men, some wearing masks, stood outside the Palestinian embassy in London carrying Israeli and British flags. Photo: Palestinian Mission to the UK / Facebook
عدد من المؤيدين لإسرائيل، بعضهم ملثمون، أمام السفارة الفلسطينية في لندن، رافعين أعلامًا إسرائيلية وبريطانية. الصورة: البعثة الفلسطينية في المملكة المتحدة / فيسبوك.

قال متحدث باسم السفارة: إنهم طلبوا مرارًا من الحكومة توفير حماية مناسبة لمبنى السفارة وموظفيها، “لكننا لم نتلقَّ أي ترتيبات أمنية حقيقية حتى الآن”.

وأضاف أن السفارة تطالب الحكومة البريطانية بتنفيذ التزاماتها بموجب اتفاقية فيينا، التي تُلزم الدولة المضيفة بحماية المقارّ الدبلوماسية من التخريب والاعتداءات.

اعتداءات متزايدة منذ بدء الحرب الإبادية على غزة

تشير السفارة إلى أن الهجمات على مبناها ازدادت بوضوح منذ بدء الحرب الإبادية الإسرائيلية على قطاع غزة.

وفي نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، نظّم مؤيدون لإسرائيل تجمعًا استفزازيًّا أمام مقر السفارة، رفعوا خلاله الأعلام ورددوا شعارات عدائية، ثم تركوا ملصقات تمجّد الجيش الإسرائيلي، في خطوة وصفتها السفارة بأنها “محاولة لترهيب الموظفين ومنعهم من أداء مهماتهم”.

شكاوى لم تلقَ استجابة

قال المتحدث: إن السفارة خاطبت وزارة الخارجية البريطانية والجهات الأمنية المختصة، ويشمل ذلك وحدة حماية البعثات الدبلوماسية في شرطة لندن، مطالِبةً بإجراءات حماية فعلية، لكن دون نتيجة ملموسة.

وأضاف: “على مدار العامين الماضيين تعرضنا لتحطيم نوافذ، ورشق بالدهان، واعتداءات أثناء وجود الموظفين داخل المبنى. ومع ذلك لم نحصل إلا على دوريات شرطية متقطعة لا ترتقي إلى مستوى الخطر”.

التزامات قانونية لا تُطبَّق

تنص اتفاقية فيينا على أن الدولة المضيفة ملزمة بمنع أي اعتداء أو اقتحام أو إتلاف لمقار البعثات الدبلوماسية. وتقول السفارة: إن بريطانيا لم تلتزم بهذه الواجبات، حتى بعد اعترافها رسميًّا بدولة فلسطين في أيلول/سبتمبر الماضي.

دوافع سياسية وراء الاعتداءات

ترى السفارة أن استهداف مبناها “ليس عشوائيًّا”، وأن هناك مجموعات تسعى إلى “التأثير على العاملين بالسفارة وثنيهم عن تمثيل الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة داخل بريطانيا”.

سياق أوسع من التوتر

تأتي هذه الاعتداءات في ظلّ تصاعد الخطاب المناهض للنشاط المؤيد لفلسطين في بريطانيا، مع ازدياد الاحتجاجات والتوترات السياسية، ما أوجد بيئة أكثر حساسية تجاه المؤسسات الفلسطينية.

وتؤكد السفارة أن غياب إجراءات أمنية فعّالة يعرّض دبلوماسييها للخطر، ويؤثر مباشرة في قدرتهم على أداء عملهم.

رد الشرطة البريطانية

تجدد الهجمات على سفارة فلسطين يثير جدلًا حول الأمن البريطاني
الشرطة: لم نرسل دوريات للموقع وقت محاولة اقتحام السفارة

قال متحدث باسم شرطة لندن: إنهم “أُبلغوا بالحادث الأخير”، لكنه أوضح أنه “لم يُسجَّل أي بلاغ رسمي، ولم تُرسل دوريات إلى الموقع في ذلك الوقت”. يشير هذا الرد إلى حادث الـ29 من تشرين ثاني/نوفمبر 2025، حين اقتحمَت مجموعةٌ مقنّعة من مؤيّدي إسرائيل مبنى السفارة وتركت داخله ملصقات تروّج للجيش الإسرائيلي، من دون أي تدخل شرطي فوري.

وأشار إلى أن ترتيبات حماية البعثات الدبلوماسية تقوم على تقييم المخاطر، وتخضع لمراجعة مستمرة.

حماية البعثات… مسؤولية لا تحتمل التأجيل

تشير منصة العرب في بريطانيا (AUK) إلى أن تكرار الاعتداءات على سفارة فلسطين يكشف عن ثغرات خطيرة في منظومة حماية البعثات الأجنبية داخل بريطانيا. وترى المنصّة أن استمرار هذه الحوادث، في ظل التوتر السياسي الراهن، يهدّد صورة بريطانيا كبيئة آمنة للعمل الدبلوماسي، ويجعل الصمت الرسمي إزاءها أقرب إلى تقاعس واضح في أداء الواجبات الأمنية، إن لم يفتح الباب لتساؤلات حول احتمال وجود شكل من أشكال التواطؤ أو التغاضي.

المصدر: ميدل إيست آي


اقرأ أيضاً

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة