تقرير: الناطقون بالإنجليزية هم الأكثر بؤساً في العالم
كشف تقرير السعادة العالمي لعام 2025 عن اتجاه مقلق يطال الشباب في مختلف أنحاء العالم، حيث أظهرت البيانات أنّ الدول الناطقة بالإنجليزية باتت تسجّل مستويات متزايدة من التعاسة مقارنةً بباقي المناطق. التقرير أشار إلى أنّ التراجع في مؤشرات الرضا عن الحياة يرتبط بجملة من العوامل الاقتصادية والاجتماعية، أبرزها فقدان الأمل في المستقبل وتدهور فرص امتلاك المسكن.
الشباب في الدول الأنغلو-ساكسونية أقل سعادة
شملت الدراسة دولًا مثل بريطانيا والولايات المتحدة وإيرلندا وأستراليا ونيوزيلندا وكندا، حيث ارتفعت مستويات القلق والضغط النفسي بين فئة الشباب بشكل لافت. في المقابل، أظهر الشباب في أوروبا ذات اللغات اللاتينية مثل الفرنسية والإسبانية تفاؤلًا أكبر وإيمانًا أعمق بأن العمل الجاد يقود إلى النجاح والمكافأة والمكانة الاجتماعية. أما في الدول الناطقة بالإنجليزية، فقد تراجع هذا الإيمان بين الأجيال الجديدة، فيما ظلّ حاضرًا نسبيًا لدى الكبار في السن.
أزمة السكن وانهيار الحلم
بحسب فايننشال تايمز، فإن أحد أبرز أسباب هذا التراجع يتمثل في أزمة السكن. أسعار العقارات في بريطانيا وأمريكا ارتفعت بأكثر من 200% منذ عام 1995، مقارنة بـ80% فقط في معظم دول أوروبا القارية. امتلاك منزل، الذي كان يُنظر إليه تاريخيًا كرمز للنجاح وهدفًا يحفّز الأفراد على العمل، أصبح حلمًا بعيد المنال لجيل كامل. غياب هذا الأفق الاقتصادي دفع بالكثير من الشباب إلى الشعور بالإحباط وفقدان الحافز، ما انعكس مباشرة على مستويات السعادة.
تؤكد هذه المعطيات أنّ أزمة التعاسة بين الناطقين بالإنجليزية ليست لغوية أو ثقافية بقدر ما هي انعكاس لأزمات اقتصادية عميقة تمسّ الاستقرار والعدالة الاجتماعية. من منظور المنصة، فإنّ فقدان الثقة بالقدرة على امتلاك بيت أو رسم مستقبل مستقر يعكس خللًا بنيويًا في السياسات الاقتصادية والقطاع العقاري بالدول الأنغلو-ساكسونية. معالجة هذه الأزمة لا تكون عبر مسكنات مؤقتة، بل عبر إصلاحات جذرية تعيد للشباب الأمل وتمنحهم فرصة حقيقية في حياة كريمة.
المصدر: اكسبريس
إقرأ أيضًا
الرابط المختصر هنا ⬇
16°C
