العرب في بريطانيا | بيتر أوبورن: سيندم العمال والمحافظون على تخليهم...

1446 جمادى الثانية 18 | 20 ديسمبر 2024

بيتر أوبورن: سيندم العمال والمحافظون على تخليهم عن الناخبين المسلمين في بريطانيا

بيتر أوبورن: سيندم العمال والمحافظون على تخليهم عن الناخبين المسلمين في بريطانيا
فريق التحرير February 1, 2024

كتب الصحفي البريطاني بيتر أوبورن مقالًا يتحدث فيه عن تصاعد كراهية المسلمين في بريطانيا، ورأى أنها من القضايا التي يجمع عليها العمال والمحافظون، ما يعني أنهم يضحون بالناخبين المسلمين، وبخاصة بعد موقفهم من الحرب الدائرة في قطاع غزة.

وأشار أوبورن إلى أن تشابه مواقف أكبر حزبين سياسيين في بريطانيا بشأن ما يجري في غزة هو دليل على وجود اتفاق سياسي غير معلن، ينص على تجاهل مطالب المسلمين وتهميشهم.

أحزاب بريطانيا تضحي بأصوات المسلمين بعد حرب غزة

مساع لتشكيل حزب "لا تنسوا غزة" لمواجهة نائبة عمالية لم تصوت لوقف إطلاق النار
حزب العمال يخسر دعم الناخبين المسلمين بسبب دعمه للجرب الإسرائيلية على غزة

وسلط أوبورن الضوء على ما ورد في تقرير مارت فورد بشأن تصاعد الإسلاموفوبيا في حزب العمال، الذي أشار إلى أن بعض مسؤوليه وصفوا استقالة عدة نواب مسلمين من الحزب المتحيز إلى إسرائيل، بعملية التخلص من البراغيث، في وصف يفتقر إلى الإنسانية كما يرى أوبورن.

ويعتقد أوبورن أن قيادة حزب العمال تستسيغ خسارة أصوات المسلمين، ويسعى ستارمر لكسب ود ما يسمى بشريحة الناخبين الأبطال، وهم الناخبون في مناطق شمال البلاد الذين تحولوا لدعم حزب المحافظين في انتخابات عام 2019.

بالمقابل فإن حزب المحافظين لم يُوْلِ أيضًا أي أهمية للناخبين المسلمين حسَب ما يعتقد أوبورن.

وكان قد نشر عدة مقالات عن التشويه المتعمد لسمعة المسلمين في بريطانيا واستهدافهم بطريقة ممنهجة من جهة حزب المحافظين.

وقد عاد أوبورن بذاكرة القرّاء إلى عام 2016، عندما عملت وسائل الإعلام المعادية للإسلام على اختلاق قضية ضد المسلمين بالتعاون مع مرشح عمدة لندن زالك غولدسميث عام 2016.

ثم سارع مسؤولو حزب المحافظين إلى إطلاق وصف مسيرات الكراهية على المظاهرات التي طالبت بوقف إطلاق النار في غزة.

وبالنظر إلى كل هذه الأسباب، يرى أوبورن أن التهميش المتعمد لأكبر أقلية دينية في بريطانيا، يُعَد انتهاكًا غير مسبوق لقيم الديمقراطية، فضلًا عن تأثيره السلبي على التماسك الاجتماعي.

المسلمون يخوضون الانتخابات

ليان محمد مرشحة مستقلة للبرلمان البريطاني
ليان محمد مرشحة مستقلة للبرلمان البريطاني

ويقول أوبورن: إن تهميش قادة الأحزاب الرئيسة المتعمد لآراء ومطالب أربعة ملايين مسلم في بريطانيا أثار لدى المسلمين العديد من التحديات، ودفعهم إلى أخذ زمام المبادرة لتمثيل أنفسهم بشكل مستقل في الانتخابات القادمة.

ولعل خير مثال على ذلك الإعلان المفاجئ عن ترشح الفلسطينية البريطانية ليان محمد لتمثيل دائرة إلفورد نورث، التي تتنافس عليها مع وزير الصحة في حكومة الظل ويس ستريتينغ.

وقد اختيرت الشابة لتمثيل دائرة إلفورد نورث بعد حملة انتخابية نظمتها مجموعة ريدبريدج المجتمعية، التي وعدت باختيار مرشح قادر على إيصال صوت الناخبين فيما يتعلق بدعم فلسطين، والمطالبة بتحسين هيئة خدمات الصحة البريطانية ومكافحة العنصرية والإسلاموفوبيا، وإيجاد حلول لأزمة تكاليف المعيشة.

أما النائب الذي تنافسه ليان فهو وزير الصحة في حكومة الظل ستريتينغ، الذي وصل إلى البرلمان عام 2015، لكن شعبيته لم تشهد أي زيادة منذ أن فاز بمقعد إلفورد بـ50000 صوت.

وعلى الرغم من أن ارتفاع حظوظ نواب حزب العمال أدى إلى تراجع شعبية النواب المحافظين، فإن الإحصاءات تشير إلى خسارة نواب حزب العمال لدعم معظم المسلمين. وتشكل نسبة السكان المسلمين نحو 31 في المئة من حي إلفورد، وقد لا يكون ذلك كافيًا لفوز ليان محمد، لكن بهذه النسبة لن يتمكن ستريتينغ من الفوز بأغلبية.

وبالتزامن مع ذلك، أعلن تسنيم أكونجي محامي حقوق الإنسان الأسبوع الماضي، أنه سينافس النائبة العمالية روشانارا عليّ على مقعدها في بيثنال جرين وستيبني.

وكانت روشانارا من نواب حزب العمال الذين امتنعوا عن التصويت لمصلحة قرار وقف إطلاق النار في غزة الذي طرح في البرلمان البريطاني العام الماضي.

هذا وحصلت روشانارا في الانتخابات البرلمانية الماضية على نحو 37.524 صوتًا، لكنها قد لا تحافظ على مقعدها خلال الانتخابات القادمة؛ لأن 40.1 في المئة من ناخبيها كانوا من المسلمين.

وقال تسنيم أكونجي بهذا الصدد: “سأترشح للانتخابات؛ لأن النائبة عن دائرتي لم تنقل أصوات ناخبيها، وهي مجرد دمية في يد ستارمر، إضافة إلى أن النظام الداخلي لحزب العمال لم يَعُد يلتزم بقيم الديمقراطية”.

حملة خاصة للتنسيق بين الناخبين المسلمين في بريطانيا

حزب التحرير
هل ينجح الناخبون المسلمون في توحيد صفوفهم؟ (Unsplash)

وأشار أوبورن إلى أن زعيم حزب العمال يعمل على استطلاع آراء الناخبين المسلمين، في ظل تزايد قلقه من انخفاض عدد داعميه المسلمين، لكن قلق ستارمر ليس كافيًا لكسب أصوات الناخبين البريطانيين، وقد جاء متأخرًا للغاية كما يرى أوبورن.

ورجح أوبورن ظهور مزيد من المرشحين المسلمين المستقلين، ويجري التنسيق بينهم عن طريق حملة مجتمعية جديدة تسمى صوت المسلمين، التي يمكن مقارنتها بحملة “التخلي عن بايدن” في أمريكا.

وهي حملة أطلقها بعض الأمريكيين من أصول عربية، ويعتقد أنها أسهمت كثيرًا في تدهور شعبية بايدن بحسَب استطلاعات الرأي الأمريكية.

وقد انطلقت حملة صوت المسلمين في الـ19 من كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي، ووافقت عليها المنظمة الإسلامية للمشاركة والتنمية، والرابطة الإسلامية البريطانية، والمجلس الإسلامي في اسكتلندا، ومنظمة بريفينت وواتش.

وورد في بيان الحملة: “لن نتسامح بعد اليوم مع من يهمشوننا ويستغلون أصواتنا، نحن نشكل قوة متماسكة ومنسجمة ومكونة من 4 ملايين شخص”.

“وسيركز مرشحونا على المقاعد التي يمكن للمسلمين أن يربحوها في الانتخابات القادمة، وسنتابع جهودنا على المدى الطويل، وسنؤسس المستقبل السياسي لمجتمعنا في عام 2024”.

ومع أن هذه الحملة ليست الأولى من نوعها لدعم التمثيل البرلماني للمسلمين وإيصال أصواتهم، فإنها أقوى الحملات حتى الآن.

ووفقًا لما نشرته الحملة فقد التحق بصفوفها آلاف المتطوعين والداعمين القادرين على إيصال أفكارهم لأكثر من 20 مليون شخص.

وقال مسؤولو الحملة: إنهم مستعدون لتقديم الاستشارات للمسلمين الراغبين في الترشح لتمثيل مناطقهم بشكل مستقل، وتساعد الحملة على تحليل البيانات الواردة من الدوائر الانتخابية وتنظيم الحملات المحلية للمرشحين.

وأعلن منظمو الحملة أن مبدأهم الأساس هو: “لن ندعم أي نائب لم يصوت لمصلحة قرار وقف إطلاق النار أو امتنع عن التصويت لمصلحة هذا القرار، ونؤمن بقدرتنا على اتخاذ القرارات المناسبة بتمكين المجتمعات المحلية من دعم المرشحين المؤيدين لفلسطين”.

وحذر أوبورن المرشحين الداعمين لفلسطين من الانتقادات اللاذعة وحملات التشويه التي يشنها اليمين المتطرف، حيث نشر أحد المواقع التابعة لليمين المتطرف مقالًا بعنوان: “محامي عروس داعش ينافس حزب العمال في الانتخابات”! وذلك في إشارة إلى تسنيم أكونجي الذي كان محامي شميما بيجوم أمام القضاء البريطاني.

لكن أوبورون تحدث أيضًا عن وجود انقسام ضمن مجتمع المسلمين في بريطانيا، وهو ما ينطبق أيضًا على بقية الأقليات هناك، داعيًا المسلمين لتوحيد صفوفهم إذا كانوا يريدون إيصال أصواتهم عبر البرلمان البريطاني.

ويرى أوبورن أن زعيم حزب العمال كير ستارمر أدار ظهره للناخبين المسلمين كما فعل مع مؤيدي الجناح اليساري في حزب العمال.

لذلك دعا أوبورن أنصار الجناح اليساري في حزب العمال للتعاون مع المسلمين، وهو الأمر الذي حصل سابقًا عندما تعاونت المنظمات الإسلامية مع التيار اليساري في حزب العمال لتنظيم الاحتجاجات المناهضة لحرب العراق عام 2003.

وختم أوبورن مقاله بالقول: إنه يتوقع بروز وعي سياسي إسلامي جديد في بريطانيا؛ بسبب انحياز الأحزاب الرئيسة نحو التيار اليميني.

المصدر: Middle East Eye


اقرأ أيضاً :

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
6:22 pm, Dec 20, 2024
temperature icon 9°C
broken clouds
Humidity 89 %
Pressure 1014 mb
Wind 12 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 75%
Visibility Visibility: 10 km
Sunrise Sunrise: 8:03 am
Sunset Sunset: 3:52 pm