عبور المهاجرين للقناة يتجاوز 25 ألفًا في 2025.. وتيرة قياسية لم تُسجّل من قبل
في تطور يعيد ملف الهجرة غير النظامية إلى واجهة الجدل السياسي، سجّل عدد المهاجرين الواصلين إلى بريطانيا عبر القنال الإنجليزي ارتفاعًا قياسيًا تجاوز 25,000 مهاجر منذ بداية العام، وهو أسرع معدل يتم بلوغه منذ بدء رصد الأرقام رسميًا في 2018.
تسارع وتيرة العبور رغم خطط الحكومة
وصل 898 شخصًا إلى شواطئ بريطانيا يوم الأربعاء الماضي، على متن 13 قاربًا صغيرًا، ما رفع العدد الإجمالي للواصلين عبر القنال في عام 2025 إلى 25,436 شخصًا. وتشير بيانات وزارة الداخلية إلى أن هذا الرقم يُعدّ زيادة بنسبة 51% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، و73% مقارنة بعام 2023.
وتُظهر الأرقام أن حاجز الـ25 ألف مهاجر جرى تجاوزه هذا العام قبل أكثر من شهر من أي عام سابق. ففي 2022، بلغ العدد هذا الحد في 27 أغسطس، أما في 2023 فقد سُجّل في 2 أكتوبر.
إجراءات أمنية وتوترات محلية تتصاعد
يأتي هذا الارتفاع رغم إعلان الحكومة عن سلسلة من الإجراءات خلال الربيع والصيف للحد من عمليات التهريب، من بينها اتفاق أولي مع فرنسا يقضي بتطبيق نظام “واحد يدخل، واحد يخرج”، يتم بموجبه تبادل طالبي اللجوء بين البلدين وفق روابطهم العائلية أو المجتمعية، إلا أن هذا البرنامج لم يُفعّل حتى الآن.
وفي تطور غير مسبوق، استخدمت الشرطة الفرنسية السكاكين لثَقب قوارب المهاجرين في عرض البحر، بناءً على تنسيق أمني مع بريطانيا، بينما أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي عن حزمة عقوبات تستهدف المهربين النشطين في هذا المسار.
رغم وعود الحكومة بتقليص عدد مراكز الاستقبال، كشفت صحيفة الغارديان عن تخصيص 445 سريرًا إضافيًا لطالبي اللجوء الذكور في قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني “ويذرزفيلد” في إسيكس، مما أثار ردود فعل غاضبة في الأوساط المحلية.
احتجاجات، اعتقالات، وتحذيرات من “انفلات اجتماعي”
شهدت إحدى الفنادق في منطقة إيبينغ احتجاجات متكررة عقب توجيه تهمة إلى طالب لجوء بمحاولة تقبيل فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا، وهو ما أجّج التوترات المجتمعية. الشرطة أكدت توجيه اتهامات لـ14 شخصًا واعتقال 23 آخرين على خلفية الاحتجاجات أمام الفندق.
وطالب مسؤولون محليون وزارة الداخلية بإغلاق الفندق بشكل عاجل، محذرين من تصاعد الضغط على الشرطة والمجتمع المحلي. وفي يوليو الماضي، حذّرت الحكومة من احتمال تكرار أحداث الشغب التي شهدتها البلاد الصيف الماضي، معتبرة أن “النسيج الاجتماعي في بريطانيا بدأ يتفكك عند الأطراف”.
بدوره، قال رئيس الوزراء كير ستارمر خلال اجتماع لمجلس الوزراء إن من الضروري “إصلاح النسيج الاجتماعي البريطاني”، وتعزيز الاندماج المجتمعي، خاصة في المناطق التي تأثرت بشكل مباشر بتغيّرات ديمغرافية سريعة.
تؤكد منصة العرب في بريطانيا أن قضية الهجرة لا ينبغي أن تُختزل في سجالات سياسية أو تُستغل لمكاسب انتخابية ضيقة، بل يجب التعامل معها من منطلق إنساني وأخلاقي يحترم كرامة الإنسان وحقه في الأمان. ومع تصاعد الأزمات في مناطق النزاع حول العالم، تدعو المنصة الحكومة البريطانية إلى تبني آليات أكثر إنصافًا وسهولة لاستقبال الأشخاص الفارين من الحروب والاضطهاد، بدلًا من دفعهم نحو طرق تهريب محفوفة بالمخاطر. فالهجرة ليست “أزمة” بقدر ما هي نتيجة مباشرة لسياسات دولية غير عادلة، ويجب أن تكون جزءًا من مسؤولية جماعية تجاه من سُلبوا الأمن والاستقرار.
المصدر: الغارديان
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇
24°C
