بريطانيا تشدد الإجراءات: ترحيل المهاجرين الذين انتهت تأشيراتهم قريبًا

في خطوة جديدة ضمن جهود مكافحة الهجرة غير النظامية، أعلنت الحكومة البريطانية عن عزمها ترحيل المهاجرين الذين تجاوزوا مدة إقامتهم بعد الكشف عن أنهم يشكلون ما يقرب من 40% من إجمالي طالبي اللجوء في البلاد.
أفادت وزارة الداخلية البريطانية بأن 40ألف شخص دخلوا المملكة المتحدة العام الماضي بتأشيرات عمل أو دراسة أو زيارة، ثم تقدموا لاحقًا بطلبات لجوء.
وكشفت التقارير أن 10الاف شخص من هؤلاء قد أقاموا في فنادق أو مراكز سكنية ممولة من الأموال العامة، رغم حصولهم على تأشيرات تفترض امتلاكهم الموارد المالية الكافية للعيش دون الحاجة إلى المساعدات الحكومية.
مخاوف من استغلال التأشيرات كوسيلة
أثار هذا التطور قلق المسؤولين، وسط مخاوف من أن نظام التأشيرات أصبح يُستغل كطريق غير مباشر للحصول على إقامة دائمة. ونتيجة لذلك، أمرت وزيرة الداخلية، إيفيت كوبر، بفتح تحقيق موسع في الأمر.
أكدت وزيرة الأمن الحدودي، أنجيلا إيغل، في حديث مع راديو تايمز أن الحكومة تعمل على تصحيح المسار، قائلة:
“لقد ورثنا نظامًا شهد تراجعًا بنسبة 70% في معالجة طلبات اللجوء، حيث يوجد 100الف شخص في مراكز الإيواء والفنادق دون أن يتم البت في ملفاتهم من قبل الحكومة السابقة.”
وأضافت: “عندما دخلوا بتأشيرة، أكدوا لنا أنهم يملكون الموارد الكافية للعيش دون اللجوء إلى الأموال العامة.”
وحول مصير الذين حصلوا على سكن مدعوم رغم دخولهم البلاد بتأشيرات مؤقتة، أوضحت إيغل:
“سيتم إخراجهم، وإذا تجاوزوا مدة تأشيراتهم، فسيتم ترحيلهم من البلاد.”
قمة دولية لمكافحة الهجرة غير النظامية

بالتزامن مع هذه الإجراءات، استضاف رئيس الوزراء كير ستارمر، يوم الاثنين، قمة دولية في لندن بمشاركة وزراء من 40 دولة، بينها الولايات المتحدة، الصين، فيتنام، العراق، إيطاليا وألبانيا، لمناقشة سبل التصدي للهجرة غير النظامية.
ووفقًا لمصادر حكومية، دعا رئيس الوزراء إلى تنسيق الجهود لمكافحة شبكات تهريب البشر بنفس الأساليب المستخدمة في محاربة الإرهاب، مشددًا على ضرورة التعاون الدولي لمواجهة هذه الظاهرة.
مكافحة التهريب عبر وسائل التواصل الاجتماعي

سيناقش الوزراء والمسؤولون الأمنيون سبل تعزيز التعاون الدولي في مجالات الهجرة، طرق التهريب، تمويل العصابات الإجرامية، والإعلانات التي تروج للهجرة غير النظامية عبر الإنترنت.
وفي خطوة غير مسبوقة، سيشارك مسؤولون من شركات التواصل الاجتماعي الكبرى، مثل ميتا، X (تويتر سابقًا) وتيك توك، في المحادثات لمناقشة آليات التصدي للإعلانات الرقمية التي تروج للهجرة غير القانونية.
أعلنت الحكومة البريطانية عن تخصيص 33 مليون باوند لتعطيل شبكات تهريب البشر وتعزيز عدد الملاحقات القضائية، بما يشمل تمويل مدعين عامين دوليين لملاحقة مهربي البشر عبر الحدود.
وتأتي هذه الإجراءات في إطار استراتيجية حكومية أكثر صرامة تهدف إلى تعزيز أمن الحدود وضبط تدفقات المهاجرين إلى المملكة المتحدة.
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇