العرب في بريطانيا | تعرف على الظروف الاقتصادية للعمال المهاجرين في ...

1446 ربيع الثاني 20 | 24 أكتوبر 2024

تعرف على الظروف الاقتصادية للعمال المهاجرين في بريطانيا

الظروف الاقتصادية للعمال المهاجرين في بريطانيا
محمد علي October 24, 2024

تتأثر الظروف الاقتصادية للعمال المهاجرين في بريطانيا بعدة عوامل، من بينها الأجور، ومتطلبات قطاعات العمل، وقوانين تأشيرات العمل، وتكاليف المعيشة.

لقد لعب المهاجرون في بريطانيا دورًا حاسمًا في الاقتصاد البريطاني وقطاعات العمل مثل الرعاية الصحية، الزراعة، الفنادق والمطاعم.

ولإلقاء الضوء على الظروف الاقتصادية للعمال المهاجرين في بريطانيا والتحديات التي يواجهونها، أعد موقع “العرب في بريطانيا” المقال التالي…

الظروف الاقتصادية للعمال المهاجرين في بريطانيا:

دور المهاجرين في تنمية الاقتصاد البريطاني
دور المهاجرين في تنمية الاقتصاد البريطاني

الأجور ومعدلات التوظيف

تختلف رواتب العمال المهاجرين في بريطانيا وفقًا لعدة عوامل، من بينها طبيعة قطاع العمل، ومستوى المهارة، ونوع التأشيرة.

ووفقًا للبيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء البريطاني، فقد شهد متوسط الرواتب في بريطانيا زيادة ملحوظة، في حين شهدت قطاعات مثل الصناعة معدلات نمو سنوية في الرواتب بلغت 5.9 في المئة بحلول منتصف عام 2024.

قطاعات العمالة الماهرة

يحصل المهاجرون الأجانب العاملون في القطاعات المهنية مثل تكنولوجيا المعلومات، والمال والأعمال، والرعاية الصحية على أجور تنافسية، وتتراوح أجورهم السنوية بين 40 و70 ألف باوند.

ومن بين هؤلاء العاملين نجد الأطباء والممرضات، حيث تشكل نسبة المهاجرين القادمين من خارج الاتحاد الأوروبي جزءًا كبيرًا من شريحة الموظفين والعمال الأجانب في القطاع الصحي البريطاني.

قطاعات العمل التي تتطلب مهارات محدودة

يحصل المهاجرون العاملون في الوظائف المتواضعة مثل التنظيف، أو قطاع الفنادق والمطاعم، أو الزراعة على أجور تقارب متوسط الأجور الوطني في بريطانيا، والذي بلغ 10.42 باوند في الساعة للأشخاص الذين يزيد عمرهم عن 23 عامًا.

ويخشى العمال المهاجرون أن الأجور في هذه القطاعات لا تزال غير كافية لمواجهة ارتفاع التضخم، وخاصة في قطاعات مثل البناء، حيث لا يزال نمو الأجور بطيئًا مقارنةً بقطاعات أخرى.

الأمن الوظيفي وقطاعات التوظيف

يشكل العمال المهاجرون جزءًا كبيرًا من الشريحة العاملة في الوظائف ذات الأجور المنخفضة، حيث كشفت البيانات الأخيرة أن 31.2 في المئة من العمال غير المولودين في بريطانيا يعملون في وظائف متواضعة، مثل العمل في المستودعات أو التنظيف أو المتاجر.

ولا يزال الطلب على العمال المهاجرين مرتفعًا في قطاعات مثل الرعاية الصحية، الخدمات اللوجستية، وقطاع الأغذية، نظرًا لانخفاض أعداد الموظفين في هذه القطاعات بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ويشتكي العديد من العمال المهاجرين أصحاب التأشيرات المؤقتة من انعدام الأمن الوظيفي وصعوبة إيجاد وظائف أفضل.

شروط التأشيرة والاستفادة من المساعدات

يؤثر نوع تأشيرة العمل في بريطانيا على درجة الأمان الوظيفي والاقتصادي للموظفين والعمال الأجانب.

وتنقسم تأشيرات العمل إلى الأنواع التالية:

تأشيرات العمل في بريطانيا
تأشيرات العمل في بريطانيا

تأشيرة العمالة الماهرة

يحصل العمال القادمون إلى بريطانيا عبر هذه التأشيرات على أجور مرتفعة، وتكون فرصهم أعلى للحصول على إقامة دائمة في بريطانيا، كما يستفيدون من بعض أشكال الدعم الحكومي.

ويبلغ الحد الأدنى لأجور المهاجرين القادمين إلى بريطانيا بموجب هذه التأشيرة حوالي 26,200 باوند، لكن العديد منهم يحصلون على أجور أعلى بكثير، خاصة أولئك العاملين في القطاعات التي تحتاج إلى المزيد من الأيدي العاملة.

تأشيرات العمالة الموسمية

تعتبر من التأشيرات قصيرة المدة، وتُمنح عادةً للعمال المهاجرين القادمين إلى بريطانيا للعمل في جني المحاصيل الزراعية.

ولا يستفيد الحاصلون على هذه التأشيرات من الدعم الحكومي في بريطانيا، كما يواجه العديد منهم ظروف عمل سيئة.

ومن بين المشكلات التي يتعرض لها المهاجرون القادمين بموجب تأشيرة العمل الموسمية: نقص الأجور وسوء الظروف المعيشية.

ضغط النفقات وارتفاع تكاليف المعيشة

أثر ارتفاع تكاليف المعيشة على شريحة العمال المهاجرين بشكل أكبر من غيرهم، خاصة في المدن التي ترتفع فيها تكاليف السكن والنفقات مثل لندن.

بالنسبة للمهاجر الذي لا يتجاوز راتبه الحد الأدنى للأجور، فإنه ينفق جزءًا كبيرًا من دخله على استئجار شقة بغرفة نوم واحدة في لندن، وبالتالي قد لا يستطيع ادخار ما يكفي من المال للإنفاق على الأساسيات الأخرى مثل الغذاء.

في حين تنخفض تكاليف المعيشة في بعض المدن مثل برمنغهام وليفربول، إلا أن الرواتب في هذه المدن عادةً ما تكون أقل مقارنةً ببقية المناطق.

الفرص والتحديات أمام المهاجرين الأجانب

على الرغم من وجود شريحة من المهاجرين الأجانب في قطاعات العمل ذات الأجور المرتفعة، واستفادة هؤلاء المهاجرين من الترقيات الوظيفية، إلا أن العمال الأجانب من ذوي المهارات المحدودة يواجهون الكثير من التحديات أثناء عملهم في بريطانيا.

من بين هذه التحديات: عدم تمتعهم بالحقوق التي يحصل عليها المهاجرون القادمون عبر تأشيرة العمالة الماهرة، إلى جانب انخفاض أجورهم وتعرضهم للاستغلال.

ووفقًا لمعهد تشارترد للأفراد والتنمية، فإن السياسات الحكومية البريطانية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أدت إلى نقص العمالة في بعض القطاعات، مما زاد من الطلب على العمالة المهاجرة، لكن ذلك لم يرافقه أي خطوات لتحسين ظروف العمل أو زيادة أجور العاملين من ذوي المهارات المحدودة.

مساهمة العمال العرب في تنمية الاقتصاد البريطاني رغم التحديات

كيف ساهم المهاجرون العرب في الاقتصاد البريطاني؟
كيف ساهم المهاجرون العرب في الاقتصاد البريطاني؟

تشكل العمالة العربية جزءًا كبيرًا ومتناميًا من القوى العاملة في بريطانيا، وخاصة في قطاعات مثل الرعاية الصحية وقطاعات المال والأعمال وقطاع التعليم.

وتتأثر الظروف الاقتصادية للعمال العرب في بريطانيا بالعديد من العوامل والتحديات، من بينها تحديات تتعلق بالاستقرار في العمل، لكن تتوفر أمامهم العديد من الفرص.

التمثيل الوظيفي

شهد عام 2024 توظيف عدد كبير من العمال العرب في قطاع الرعاية الصحية، حيث عُيّن العديد من المهاجرين العرب في وظائف مثل التمريض والطبابة. كما يمثل العرب جزءًا من الشريحة العاملة في قطاعات مثل التعليم وقطاع المال.

ومن الملاحظ أيضًا ازدياد عدد العرب العاملين في قطاع ريادة الأعمال، بعد أن نجح العديد من المهاجرين العرب في إنشاء مشاريع تجارية صغيرة حققت نجاحًا واسعًا، خاصة في قطاع الأغذية والتجارة الإلكترونية.

الأجور والأمن الوظيفي

يمكن القول إن أجور المهاجرين العرب تختلف باختلاف القطاع الوظيفي، وهو ما ينطبق على المهاجرين من الجنسيات الأخرى. يحصل المهاجرون العرب العاملون في قطاعات مثل الطبابة وتكنولوجيا المعلومات على أجور سنوية أعلى من 40 ألف باوند، بينما يكسب المهاجرون العرب العاملون في الوظائف التي لا تتطلب مهارات خاصة أجورًا منخفضة لا تتجاوز الحد الأدنى للأجر الوطني في بريطانيا وهو 10.42 باوند في الساعة.

ومن بين هذه القطاعات الفنادق والمطاعم وقطاع البيع.

يتوقف هذا الاختلاف على عدة عوامل من بينها نوع التأشيرة ومؤهلات الموظف. بينما يحصل المهاجرون من أصحاب المهارات على وظائف جيدة ومستقرة، تضمن تطورهم وارتقاؤهم في السلم الوظيفي.دور العرب في الحراك الاقتصادي وريادة الأعمال في بريطانيا

يتجه المهاجرون العرب في بريطانيا بشكل أكبر للاستثمار في قطاع ريادة الأعمال، وقد أدى صعود الشركات المملوكة لشخصيات عربية إلى زيادة دور المهاجرين العرب في الحراك الاقتصادي في بريطانيا، وخاصة في المدن الكبرى مثل لندن.

وقد أنشأ رواد الأعمال العرب الناجحون في بريطانيا عددًا من المطاعم والشركات التقنية، وشركات الاستيراد والتصدير، مما زاد من مساهمتهم في الاقتصاد المحلي.

التحديات أمام المهاجرين العرب: التمييز وعوائق التوظيف

رغم المساهمة الكبيرة التي يضيفها المهاجرون العرب للاقتصاد البريطاني، يواجه العديد من هؤلاء المهاجرين مشكلات تتعلق بالتوظيف، من بينها عدم إتقان اللغة والتمييز.

ووفقًا لأحدث التقارير، فإن المهاجرين العرب الباحثين عن فرص عمل يواجهون صعوبات في الاندماج بسوق العمل البريطانية، التي تعتبر من بين أكثر الأسواق التنافسية في أوروبا، وخاصة عند الحديث عن العمل في القطاعات التي تتطلب إتقان اللغة الإنجليزية.

كما تؤكد التقارير ارتفاع معدلات البطالة بشكل كبير بين النساء العربيات مقارنة بالرجال، ويرجع ذلك إلى اختلافات الثقافات في بريطانيا، وصعوبة الوصول إلى شبكات التوظيف.


اقرأ أيضاً :

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

loader-image
london
London, GB
8:58 pm, Oct 24, 2024
temperature icon 14°C
broken clouds
Humidity 87 %
Pressure 1015 mb
Wind 10 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 75%
Visibility Visibility: 10 km
Sunrise Sunrise: 7:40 am
Sunset Sunset: 5:48 pm