المنطقة الأقل تكلفة لمشتري المنازل لأول مرة خارج لندن في عام 2025
كشفت أرقام صادرة عن جمعية (Nationwide) للبناء أن مدينة تشيتشستر (Chichester) في غرب ساسكس (West Sussex) تُعد أقل المناطق تكلفة خارج لندن للراغبين بشراء منزل للمرة الأولى في عام 2025.
وتُظهر البيانات أن المنازل في المدينة تكلف في المتوسط 8.5 أضعاف الأرباح السنوية للعامل بدوام كامل، ما يجعلها الخيار الأكثر جدوى للأشخاص الذين يسعون إلى دخول سوق العقارات.
تحسن طفيف في القدرة على تحمل التكاليف
على الرغم من هذا، أشارت (Nationwide) إلى وجود “تحسن طفيف” في القدرة على تحمل التكاليف في مختلف أنحاء بريطانيا خلال العام الماضي، إذ تجاوزت الزيادات في الأجور معدلات نمو أسعار المنازل، وانخفضت تكاليف الرهن العقاري قليلًا.
إلا أن القدرة على تحمل التكاليف ما زالت تمثل عقبة كبيرة وفقًا للمعايير التاريخية؛ فالراغبون بالشراء للمرة الأولى يضطرون عادة إلى دفع ما يعادل خمسة أضعاف دخلهم السنوي مقابل شراء منزل، وهو ما يتجاوز المتوسط الطويل الأجل الذي يبلغ نحو أربع مرات.
أقل المناطق تكلفة وأكثرها تكلفة
بحسَب مؤشر (Nationwide)، فإن حي كنسينغتون وتشيلسي (Kensington and Chelsea) في لندن يُعد أقل المناطق تكلفة في البلاد بصفة عامة، حيث يحتاج الراغبون بالشراء للمرة الأولى إلى دفع 13.6 ضعف أرباحهم.
أما تشيتشستر، فجاءت في المرتبة الثانية بوصفها أقل المناطق تكلفة خارج لندن، تليها منطقة ثري ريفرز (Three Rivers) في هيرتفوردشاير (Hertfordshire)، حيث يكلف شراء المنزل نحو 7.8 أضعاف متوسط الأرباح المحلية.
وفي الجهة الأخرى من المقياس، تصدرت مدينة أبردين (Aberdeen) القائمة بوصفها أقل المناطق تكلفة في اسكتلندا، حيث يكلف شراء المنازل فيها ما يعادل 2.5 ضعف متوسط الأجور المحلية، ما يجعلها وجهة مفضلة لأولئك الذين يبحثون عن خيارات أكثر معقولية.
صعوبات القدرة على تحمل التكاليف
ورغم التحسن النسبي، لا تزال هناك صعوبات جمّة أمام الراغبين بشراء منزل للمرة الأولى. فارتفاع معدلات الإيجار يصعّب على العديد من الأشخاص الادخار لجمع وديعة لشراء منزل.
وتشير الأرقام إلى أن نحو 40 في المئة من المشترين في عامي 2023-2024 حصلوا على مساعدات مالية من العائلة أو الأصدقاء على شكل هدايا أو قروض، أو استفادوا من الميراث لتأمين الدفعة الأولى.
كما تظهر بيانات القدرة على تحمل التكاليف أن العاملين في القطاعات ذات الأجور المنخفضة يواجهون صعوبات أكبر في دخول سوق العقارات.
وأوضح أندرو هارفي، كبير الاقتصاديين في (Nationwide)، أن المهن مثل: البناء، والتصنيع، النظافة، والرعاية تواجه عقبات كبيرة، حيث تمثل مدفوعات الرهن العقاري أكثر من 50 في المئة من متوسط الأجور الشهرية.
مشكلة تتجاوز الشباب
وفي تعليقها على الأوضاع الراهنة، أشارت سارة كولز، رئيسة قسم التمويل الشخصي في شركة هارجريفز لانسداون (Hargreaves Lansdown)، إلى أن أسعار المنازل المرتفعة لا تؤثر فقط على الشباب الساعين لدخول سوق العقارات، بل تشكل عقبة لكبار السن الذين اشتروا منازلهم في وقت متأخر ويكافحون لسداد قروضهم قبل التقاعد.
كما أن المشكلة تمتد لتشمل من لا يفكرون أصلًا في امتلاك منزل خاص ويواجهون ضغوطًا مالية للحفاظ على مساكنهم أثناء تقاعدهم.
جدير بالذكر أن التحسن الطفيف في القدرة على تحمل التكاليف يُعَد خطوة إيجابية، لكن الطريق لا يزال طويلًا أمام تحقيق عدالة أكبر في سوق العقارات، ولا سيما في ظل ارتفاع أسعار المنازل مقارنة بالأجور، ما يجعل امتلاك منزل خاص حلمًا بعيد المنال بالنسبة لكثيرين.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
4°C
