طلاب إحدى جامعات لندن “مستهدفون” بسبب مشاركاتهم في المسيرات المؤيدة لفلسطين
منعت إحدى جامعات لندن بعض الطلاب من العودة إلى صفوفهم الدراسية بسبب مشاركتهم في المسيرات المؤيدة لفلسطين.
وعلقت كلية الدراسات الشرقية والإفريقية في لندن الدوام لأربعة طلاب وثلاثة خريجين الشهر الماضي، بسبب ما وصفته بانتهاك الطلاب لبروتوكولات السلامة، نتيجة مشاركتهم في هذه المسيرات.
وكان بعض الطلاب والخريجين في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية قد شاركوا في مسيرتين مؤيدتين لفلسطين نظمت إحداها في 29 أيلول/ سبتمبر بالتزامن مع الحفل الذي نظمه اتحاد الطلاب احتفالًا بالطلاب الجدد، بينما نظمت المسيرة الثانية في المدخل الرئيس للجامعة بتاريخ 9 تشرين الأول/ أكتوبر.
وبحسب أحد التقارير التي قدمتها الجامعة فإن الطلاب نظموا الاعتصام في المبنى الرئيسي للجامعة،حيث انطلقت أجهزة إنذار الحرائق.
ونفى الطلاب الموقفون الاتهامات الموجهة لهم بتفعيل أجهزة إنذار الحرائق.
تعليق دوام بعض الطلاب بعد المشاركة في المسيرات المؤيدة لفلسطين
كما أكد الطلاب أن دوامهم ما زال معلقًا حتى اليوم، دون أن تحدد الجامعة موعد التحاقهم بالدوام مجددًا.
وقال أحد الطلاب الذي فضل عدم الكشف عن هويته: بدأنا التجمع على سلالم (درجات) المبنى الرئيس للجامعة، حيث تُنظَّم الاحتجاجات عادةً”
“لكن ضباط الشرطة والأمن أغلقوا جميع أبواب ومنافذ الكلية وكانوا يصورننا باستخدام هواتفهم المحمولة، وأؤكد أن معظم الطلاب شهدوا تصعيدًا في طريقة تعامل عناصر أمن الجامعة مع الاحتجاجات الطلابية خلال العامين الماضيين”.
“وبعد 20 دقيقة من بدء المسيرة، انطلقت أجهزة الإنذار، لكننا لم نعرف ماذا نفعل لأن جميع الأبواب كانت مغلقة”.
وأشار الطالب إلى أن الطلاب توجهوا في النهاية إلى الساحة الخضراء بعيدًا عن المدخل الرئيس لمبنى الجامعة.
وبعد ثلاثة أيام من هذه الحادثة أبلغت إدارة الجامعة الطلاب بمخالفة إجراءات السلامة المتبعة، وقد أوقفتهم إدارة الجامعة احترازيًّا، ومُنعوا من دخول الحرم الجماعي قبل حضور جلسة استماع تأديبية.
وقال الطالب:” لم تكن التهمة الموجهة إلينا واضحة، فقد قال مسؤولو الجامعة إن الطلاب لم يغادروا الحرم الجامعي بالسرعة المطلوبة بعد انطلاق أجهزة الإنذار في المبنى”.
وأضاف الطالب:” إن المسافة بين الطلاب المشاركين في المسيرة وأولئك الذين غادروا المبنى لا تزيد عن 30 مترًا”.
انتهاك شروط السلامة!
وأكدت كلية الدراسات الشرقية والإفريقية في لندن أن توقيف الطلاب غير مرتبط بتضامنهم مع فلسطين، لكنه بسبب انتهاكهم للشروط المتفق عليها مع إدارة الجامعة.
لكن الطلاب المتضامنين مع فلسطين أكدوا أن الجامعة لم تزودهم بهذه التعليمات قبل تنظيم المسيرة.
وقالت جمعية التضامن مع فلسطين في بيان نشرته على منصة (X):” إن الهدف من توقيف الطلاب هو قمع أولئك المتضامنين مع فلسطين”.
وتجدر الإشارة إلى أن عددًا من الطلاب الموقوفين هم أعضاء في لجنة الجمعية المتضامنة مع فلسطين، وقد علقت الجامعة دوام العديد منهم رغم عدم حضور بعضهم المسيرة.
وقال أحد الطلاب في هذ الصدد:” من بين هؤلاء طلابٌ عربٌ وطلابٌ أجانبُ حاصلون على تأشيرات مؤقتة”.
وأضاف:” إن القصد مما فعلته الجامعة هو إسكات الأصوات المتضامنة مع فلسطين، خاصة في هذه الأوقات العصيبة”.
ووفقًا لأحد الطلاب فقد طلب المجلس الأكاديمي من مدير الجامعة التراجع عن تعليق دوام الطلاب، لكن طلب المجلس قوبل بالرفض.
اتخاذ إجراءات قانونية بحق الجامعة
وأكد بعض الطلاب أنهم سيتخذون إجراءات قانونية، وسيقاضون إدارة الجامعة بتهمة اتخاذ قرارات مبنية على أساس التمييز، وذلك بموجب قانون المساواة.، إذا يؤكد الطلاب أن الجامعة استهدفتهم بناءً على توجهاتهم السياسية.
وعلى الرغم من استمرار بعض الاحتجاجات في الحرم الجامعي، أكد أحد الطلاب أن تعليق دوام الطلاب المتضامنين مع فلسطين كان له تأثير كبير على الخطاب المتضامن مع فلسطين في الجامعة.
فيما أكدت إحدى المدرسات في الجامعة أن أحدهم أزال الشعارات المتضامنة مع فلسطين والتي ألصقت على جدران مكتبها.
وأضاف الطلاب:” لقد منعت الجامعة دخول الطلاب منعًا لمشاركتهم في الاحتجاجات، ويخشى العديد من الطلاب اليوم الإدلاء بآرائهم السياسية”.
ووفقًا لبعض الطلاب فإن المسؤولين الطلابيين في كلية لندن للدراسات الشرقية والإفريقية يواجهون ضغوطًا من قبل رئيس اتحاد الطلبة لنصرة الطلاب الموقوفين.
فيما قال المتحدث باسم كلية لندن للدراسات الشرقية والإفريقية:” لا يمكننا التعليق على ما جرى في ظل استمرار التحقيقات في حادثة انتهاك إجراءات السلامة، وإطلاق أجهزة إنذار الحرائق، وأعمال التخريب التي وقعت في الحرم الجامعي”.
المصدر: Middle East Eye
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇