ادعاءات كاذبة ومضللة عن المسلمين تنتشر عبر الإنترنت في بريطانيا
شارك لورنس فوكس الزعيم السابق لحزب الإصلاح المتطرف في بريطانيا عدة إدعاءات كاذبة ومضللة عن المسلمين عبر منصة (X)، وذلك في الرابع من أيار/ مايو من عام 2024.
وأعاد البعض مشاركة منشور الزعيم السابق لحزب الإصلاح المتطرف بلغات أخرى غير الإنجليزية عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي ما أدى لانتشار هذه الادعاءات عبر الإنترنت في بريطانيا، بعد أن حصد المنشور 20 مليون متابعة.
وحذرت مواقع إلكترونية في بريطانيا من خطورة نشر المعلومات المضللة والكاذبة عن الأقليات الدينية، مطالبةً الشركات المسؤولة عن وسائل التواصل الاجتماعي بتبني سياسات واضحة وشفافة لمنع انتشار مثل هذه المعلومات المضللة عبر الإنترنت.
ديانة رؤساء مجالس البلديات في بريطانيا
ولعل أبرز المعلومات المضللة التي شاركها لورنس فوركس الزعيم السابق لحزب الإصلاح البريطاني المتطرف هي تلك المتعلقة بديانة رؤساء البلديات في كل من لندن وبرمنغهام وليدز وبلاكبيرن وشيفيلد وأكسفورد ولوتون وأولدهام وروتشديل.
وزعم الأخير أن جميع رؤساء البلديات في هذه المناطق هم من المسلمين، لكن الحقيقة ليست كذلك على الإطلاق، فعلى الرغم من تولي شخصيات مسلمة رئاسة مجالس البلديات في هذه المناطق سابقًا، إلا أن الأمر يختلف حاليًا.
على سبيل المثال ينحدر عمدة مدينة برمنغهام من عائلة سيخية، بينما يعتنق كل من عمدة لندن وبلاكبيرن وأكسفورد الديانة الإسلامية، وهو ما ينفي الزعم القائل بأن جميع رؤساء المجالس في المدن الرئيسية في بريطانيا يعتنقون الديانة الإسلامية.
ومن الجدير بالذكر أنه لا بد من إجراء انتخابات لاختيار رؤساء البلديات، كما هو الحال في لندن، لذلك فإن الشعب البريطاني هو من يختار الشخصيات التي تشغل هذا النوع من المناصب بغض النظر عن خلفيتهم الدينية.
ادعاءات كاذبة عن مسلمي بريطانيا
أما المعلومة المضللة الأخرى التي شاركها الزعيم السابق لحزب الإصلاح البريطاني المتطرف، فتزعم أن عدد المسلمين في إنجلترا يصل إلى 4 ملايين من أصل 66 مليون نسمة يعيشون في إنجلترا.
بالمقابل، تشير بيانات مكتب الإحصاء في بريطانيا إلى أن عدد سكان إنجلترا وصل إلى 56.5 مليون نسمة منتصف عام 2021، ومن بينهم 3.8 مليون مسلم فقط.
وقد يكون الرقم غير دقيق أيضًا، لأن مكتب الإحصاء لا يلزم السكان بتحديد ديانتهم عند إجراء التعداد السكاني، وقد أجاب 94 في المئة من السكان عن السؤال المتعلق بالدين في كل من إنجلترا وويلز.
وأشار ادعاءات كاذبة ومضللة عن المسلمين تنتشر عبر الإنترنت في بريطانيا الزعيم السابق لحزب الإصلاح البريطاني المتطرف إلى أن 78 في المئة من النساء المسلمات في بريطانيا لا يلتحقن بأي عمل ويعتمدن على المعونات الحكومية، ويحصلن على سكن مجاني.
لكن الأرقام الواردة عن مكتب الإحصاء في بريطانيا في عام 2021، أكدت أن 37 في المئة من النساء المسلمات البالغات يمارسن العمل، وهو الأمر الذي ينطبق أيضًا على 51.4 في المئة من جميع المسلمين الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 64 عامًا، ما ينفي صحة الأرقام التي ذكرها الزعيم السابق لحزب الإصلاح المتطرف في منشوره على منصة (X).
أما فيما يتعلق بعدد المسلمين المستفيدين من معونات الحكومة في بريطانيا، فقد أكدت الحكومة البريطانية عدم توافر بيانات دقيقة حول أعداد هؤلاء، لأن استطلاعات الرأي لا تلزم المطالبين بالمعونات بتوضيح ديانتهم.
ووفقًا لما ورد في الإحصائيات الرسمية الصادرة عام 2021، فإن 27.8 في المئة فقط من المسلمين أجابوا أنهم يعيشون في سكن مقدم من الحكومة، لكن هذا لا يعني أن سكنهم مجاني بالمطلق.
أعداد المساجد
وتابع الزعيم السابق لحزب الإصلاح البريطاني المتطرف نشر الادعاءات المضللة في منشوره قائلًا :” يوجد في إنجلترا أكثر من 3000 مسجد.
وفي حين أن مكتب الإحصاء في بريطانيا لا يجري أي إحصائيات حول عدد دور العبادة في بريطانيا، إلا أن تقديرات الحكومة البريطانية تشير لوجود حوالي 1500 مسجد ومصلى في إنجلترا عام 2018.
وكان المجلس الإسلامي البريطاني قد أرسل دليلًا مكتوبًا إلى لجنة مجلس اللوردات يؤكد فيه وجود حوالي 1200 مسجد في بريطانيا عام 2020.
وتحتفظ منظمة مسلمون في بريطانيا بقاعدة بيانات شاملة للمساجد في بريطانيا، وتؤكد المنظمة وجود 2143 مسجدًا ومصلى في بريطانيا، منها 1987 مسجدًا في إنجلترا فقط، ويشمل هذا الرقم الأماكن المخصصة للصلاة والقاعات المستأجرة بغرض الصلاة والمساجد التي ما زالت قيد الإنشاء.
المصدر: Full Fact
اقرأ أيضاً :
الرابط المختصر هنا ⬇