العرب في بريطانيا | كيف تؤثر أزمة غلاء المعيشة على المسلمين في بريط...

1446 جمادى الأولى 20 | 22 نوفمبر 2024

كيف تؤثر أزمة غلاء المعيشة على المسلمين في بريطانيا ؟

كيف تؤثر أزمة غلاء المعيشة على المسلمين في بريطانيا ؟
فريق التحرير January 15, 2023

يعاني المسلمون في بريطانيا كغيرهم من شرائح الشعب البريطاني من تفاقم أزمة المعيشة وارتفاع الأسعار، فكيف تؤثر أزمة غلاء المعيشة على المسلمين في بريطانيا؟

شهدت بريطانيا ارتفاعًا في الأسعار بعد سنوات من تجميد سقف الأجور، حيث لم تعد الأجور قادرة على مواكبة نسبة التضخم، في الوقت الذي يحاضر بعض أعضاء البرلمان من الأثرياء وينصحون الناس بضرورة تغيير نمط حياتهم وتقليص مواردهم الحيوية.

وعلى الرغم من تراكم الأزمات التي يواجهها الشعب البريطاني بدءاً من أزمة المناخ، وليس انتهاءاً بأزمة المعيشة، لكن يبدو أن هذه الأزمات لم تنعكس على جميع شرائح الشعب البريطاني، واقتصرت على بعض شرائح المجتمع دون غيرها.

معاناة المسلمين في بريطانيا

دراسة لجامعة بيرمنغهام ؛ ربع البريطانيين ينظرون بطريقة سلبية للمسلمين
دراسة لجامعة بيرمنغهام ؛ ربع البريطانيين ينظرون بطريقة سلبية للمسلمين
(وكالة الأناضول/ Ray Tang)

تواجه الشرائح الفقيرة في بريطانيا تأثيراً مضاعفاً للأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، وبالأخص الجالية المسلمة في المجتمع البريطاني.

وبحسب مكتب الإحصاء الوطني فإن نسبة توظيف المسلمين هي الأدنى مقارنة بمعتنقي الديانات الأخرى في إنجلترا وويلز، وقد تجاوزت نسبة المسلمين في بريطانيا ممن يعيشون تحت خط الفقر ال 50 في المئة في الفترة الممتدة بين عامي 2009 و 2011، أي أكثر من ضعف المعدل الوطني البالغ 18 في المئة.

وبحسب التقرير الصادر عن مكتب الإحصاء الوطني أن 1 من كل خمسة من مسلمي بريطانيا كانوا يعتمدون على بنوك الطعام منذ آب/ أغسطس عام 2021 ، بينما أثرت أزمة المعيشة على الصحة النفسية لأكثر من 75 في المئة من الجالية المسلمة في بريطانيا.

وقال سهي حنيف مدير مؤسسة زكاة الوطنية :” لقد شهدت مؤسسة الزكاة الوطنية عدداً كبيراً من طلبات المساعدة، بسبب تأثر الكثير من العوائل المسلمة بأزمة المعيشة التي تشهدها بريطانيا خلال الأشهر ال 2 الماضية، حيث تكافح العديد من الأسر لشراء حاجاتها الأساسية

وقالت إحدى السيدات التي رفضت ذكر اسمها لموقع The New Arab:” في بعض الأحيان أبقى مستيقظة طوال الليل للتفكير في الوضع المعيشي المتأزم، وقد اضطررت مؤخرًا لبيع مجوهراتي لدفع الإيجار وفواتير التدفئة”.

وقد أعدت الدكتورة في جامعة بريستول سويداء متولي دراسة حديثة حول التحديات التي يواجهها المسلمون في سوق العمل البريطاني، وخلصت الدراسة إلى أن المسلمين هم أكثر فئة دينية تواجه تحديات في العمل، بغض النظر عن عرقهم، ويتعارض ذلك مع الاعتقاد السائد بأن الجالية المسلمة تختار الإقامة في أماكن منعزلة، لكن في الواقع يواجه المسلمون نوعاً من التمييز العنصري الذي يمنعهم من إيجاد حلول مناسبة لتحسين أوضاعهم المعيشية.

كيف تتقاطع كل من أزمة المعيشة وأزمة المناخ؟

احتجاجات نشطاء البيئة

تعتبر أزمة المناخ وأزمة انخفاض الراتب وجهان للأزمة الأساسية وهي تحقيق الشركات للمزيد من الأرباح.

خلص التقرير الذي أعدته جمعية Friends of Earth إلى أنّ 20 في المئة من الأحياء الفقيرة في بريطانيا هي الأكثر تأثراً بموجات الحر، و قد تداخلت هذه الأحياء مع مناطق إقامة المسلمين، ومن ضمن هذه المناطق مدينة برمنغهام وليستر وداربي وأحياء لندن كتاور هامليتس ونيوهام وريدبريدج.

ويميل المسلمون في بريطانيا إلى السكن في المناطق الأكثر اكتظاظاً، بينما يقيم حوالي نصف المسلمين ضمن عشرة في المئة من المناطق الأكثر فقراً.

كما يواجه الفقراء في بريطانيا تبعات الحر أكثر من غيرهم، وعادة ما تفتقد الأحياء ذات الدخل المنخفض إلى البنية التحتية اللازمة لدرء الحر، وتفتقر إلى المساحات الخضراء والأشجار بالإضافة إلى كونها مكتظة.

بالمقابل تعيش الأحياء الفقيرة بأسلوب حياة أكثر استدامة، وتتجنب الهدر ولو بدافع الضرورة، لذلك فهي الأقل إسهاماً في أزمة المناخ.

استبعاد المسلمين من إجراءات تحسين المناخ

اعتقال أكثر من 100 من نشطاء البيئة خلال يومين في لندن!
اعتقال أكثر من 100 من نشطاء البيئة خلال يومين في لندن!

ويشير الخبير البيئي بروبرت بولارد على أن المناطق الفقيرة هي أكبر ضحية للتغير المناخي ويشير بولارد إلى أن هذه المناطق الجغرافية تضررت بشكل دائم بسبب التغيرات البيئية و نقص الاستثمار الاقتصادي.

وعلى الرغم من تأثير أزمة المناخ على المجتمعات المهمشة في بريطانيا أكثر من غيرها، فإن هذه المجتمعات هي الأكثر قلقاً بشأن التغير المناخي، و الأكثر قبولاً لاتخاذ المزيد من الإجراءات لمنع التلوث كما أن أحياء الأقليات في بريطانيا هي الأقل إنتاجاً لانبعاثات الكربون.

إلا انه غالباً ما تُمنع الأقليات من عملية المساهمة في تحسين المناخ، وبحسب تقرير The Race فإن 4.8 في المئة فقط من المتخصصين في مجال البيئة هم من أصحاب البشرة السوداء أو الآسيويين أو الأقليات العرقية بينما تبلغ نسبة هذه الأقليات في القطاعات الأخرى 12.6 في المئة.

ويبدو أن النشاطات البيئية تترك في يد أصحاب البشرة البيضاء من الطبقة المتوسطة، ويبدو ذلك واضحاً عند النظر إلى الجماعات المناصرة للبيئة والتغطية الإعلامية التي يحظون بها.

كيف ينظر المسلمون إلى البيئة؟

تحظى الطبيعة باحترام كبير في العقيدة الإسلامية، كما ان المسلمين ملزمين بالحفاظ على الأرض، ويشير الشيخ عبد الحكيم مراد إلى أن الحضارة الإسلامية تقوم على رفض الهدر واعتباره استخفافاً بنعمة الله”.

بينما يحتاج المسلمون البريطانيون إلى إيجاد من يمثل مصالحهم في القطاعات التي تؤثر على حياتهم اليومية، لأن أي حل حقيقي للأزمات يجب أن يستند لرؤية الشرائح الاجتماعية التي تواجه تبعات الكوارث.

على الرغم من أن التغير في المجتمع يبدأ من الطبقات الثرية وبالتدريج نحو الطبقات الأفقر، إلا أنه لابد من تمكين الطبقات الفقيرة من إيجاد الحلول للأزمات عبر الإيمان بالمعتقدات التي تنص بأن الحلول للمشكلات الحالية تنبع من النفس، وهي تعاليم وقيم الدين الإسلامي.

على سبيل المثال، عقدت شبكة أبحاث المسلمين في بريطانيا مؤتمرها الأول حول “موقف الجالية المسلمة في بريطانيا من الاستدامة البيئية”، وضم المؤتمر مجموعة من المتحدثين المسلمين وغير المسلمين إلى جانب الأكاديميين والناشطين للبحث في تأثير تغير المناخ على الجالية المسلمة.

ونصت مبادرة Green Deen Tribe على أن الأزمة البيئية هي أزمة روحية أيضًا، وأن استجابتنا وحلولنا لأزمة المناخ يجب أن تراعي الروابط الروحية لمجتمعنا، وتسعى إلى تعزيزيها, وأكبر مثال على ذلك مسجد كامبريدج المركزي الذي يعتبر مسجدًا بيئيًا وشهادة على ما يمكن تحقيقه لحل أزمة المناخ، ويشتهر المسجد باستخدام الإضاءة والتدفئة والتبريد عبر الطاقة المولدة محليًا.

هذا وتعاونت منظمة العون الإسلامي ومؤسسة الزكاة الوطنية لتقديم الدعم لصندوق الإغاثة، وقد استطاعت مؤسسة الزكاة الوطنية استيعاب عدد كبير من الطلبات على المساعدات، وزادت المؤسسة من المساعدات التي تقدمها بنسبة 15 في المئة، لمواكبة ارتفاع الأسعار.

يوضح ذلك إمكانية إيجاد الحلول من خلال التعاون بين المنظمات الإسلامية والخبرات والعلاقات الموجودة في المجتمع.

قد يكون من الصعب التحدث عن الأزمات التي تواجهها الأقليات لكن لابد من رفع أصوات المهمشين التي غالبًا ما يتم تجاهلها، من أجل تغيير الظروف المعيشية الصعبة وضمان رفاهية الجميع.

 

المصدر: Amaliah


 

اقرأ أيضاً :

إرشادات لحماية أبناء المسلمين في بريطانيا من التفكير في الانتحار

تحرك لنبذ الإسلاموفوبيا وخلق بيئة آمنة للطلبة المسلمين في جامعات بريطانيا

المجلس الإسلامي في بريطانيا يحتفي بارتفاع نسبة المسلمين في إنجلترا وويلز

loader-image
london
London, GB
11:49 am, Nov 22, 2024
temperature icon 6°C
broken clouds
Humidity 72 %
Pressure 1008 mb
Wind 16 mph
Wind Gust Wind Gust: 27 mph
Clouds Clouds: 75%
Visibility Visibility: 10 km
Sunrise Sunrise: 7:30 am
Sunset Sunset: 4:02 pm