أفضل وأسوأ المستشفيات في بريطانيا لعام 2025

تواجه هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) في بريطانيا تحديات غير مسبوقة، حيث ارتفع عدد المرضى المدرجين في قوائم الانتظار إلى سبعة ملايين، بزيادة ثلاثة ملايين مريض عن مستويات ما قبل الجائحة. ولم تحقق الهيئة الأهداف المحددة لخدمات الإسعاف، وأقسام الطوارئ، وفترات انتظار المواعيد، وعلاج السرطان منذ أكثر من خمس سنوات، مما يزيد من الضغوط على النظام الصحي في البلاد.

أفضل المستشفيات أداءً: تصدر Northumbria Healthcare القائمة

كشف تحليل أجرته The Telegraph أن مستشفى Northumbria Healthcare NHS Trust سجل أفضل أداء بين المستشفيات في إنجلترا، متفوقًا في تصنيف أوقات الانتظار في أقسام الطوارئ، وحصوله على المرتبة 17 في علاج مرضى السرطان، والمرتبة الثانية في أوقات الانتظار للمواعيد الطبية.

كما برزت مستشفيات Homerton University Hospital، وMaidstone and Tunbridge Wells، وDartford and Gravesham بين المؤسسات الأفضل أداءً، حيث حققت نتائج إيجابية في معظم الفئات الأساسية.

أسوأ المستشفيات: مستشفى Shrewsbury and Telford في ذيل القائمة

في المقابل، جاء Shrewsbury and Telford Hospital NHS Trust، الواقع في منطقة ويست ميدلاندز، في المرتبة الأخيرة على مستوى إنجلترا، إذ سجل أسوأ أداء في أوقات الانتظار بأقسام الطوارئ، بالإضافة إلى تصنيفه في قاع القائمة فيما يخص قوائم الانتظار والعلاجات المؤجلة.

وشملت قائمة المستشفيات الأقل أداءً أيضًا مستشفيات Western Sussex Hospitals NHS Foundation Trust، وMid Cheshire Hospitals NHS Foundation Trust، وManchester University NHS Foundation Trust، والتي تذيلت التصنيف العام.

كم من الوقت يستغرق الحصول على موعد طبي؟

وفقًا لبيانات NHS England لشهر نوفمبر 2024، بلغ متوسط فترة الانتظار لموعد طبي في إنجلترا 14 أسبوعًا، وهو ارتفاع كبير مقارنة بالفترة التي سبقت الجائحة، حيث كان عدد المرضى على قوائم الانتظار 4.4 مليون فقط.

ورغم تسجيل انخفاض طفيف مؤخرًا، إلا أن الوتيرة الحالية تشير إلى أن العودة إلى المستويات الطبيعية ستستغرق سنوات. كما أن 40% من المرضى لا يزالون ينتظرون أكثر من 18 أسبوعًا قبل تلقي الرعاية، مقارنة بـ 16% قبل الجائحة.

أزمة أقسام الطوارئ وتزايد أوقات الانتظار

في ديسمبر 2024، اضطر 30% من المرضى إلى الانتظار لأكثر من أربع ساعات في أقسام الطوارئ قبل تلقي العلاج، وهو ارتفاع ملحوظ مقارنة بنسبة 16% قبل تفشي الجائحة.

وضعت NHS هدفًا يقضي برؤية 95% من المرضى خلال أربع ساعات، لكن هذا الهدف لم يتحقق منذ عام 2014. كما شهدت المستشفيات ارتفاعًا حادًا في أعداد المرضى الذين ينتظرون على النقالات بسبب نقص الأسرّة، حيث تجاوز عددهم 50,000 مريض في ديسمبر 2024، مقارنة بـ 3,000 فقط في يناير 2020.

كم يستغرق بدء علاج مرضى السرطان؟

أظهرت البيانات أن 91% من مرضى السرطان بدأوا العلاج خلال شهر واحد من اتخاذ القرار العلاجي، بينما حصل 69% فقط على العلاج خلال شهرين من إحالتهم العاجلة من قبل الأطباء العامين.

لم تتمكن NHS من تحقيق هدفها المحدد برؤية 96% من المرضى خلال شهر واحد منذ ديسمبر 2020، مما يشير إلى استمرار التحديات في تقديم الرعاية لمرضى السرطان في الوقت المناسب.

أوقات انتظار سيارات الإسعاف: تحسن طفيف

بلغ متوسط وقت وصول سيارات الإسعاف من الفئة الثانية، والتي تُخصص للحالات الحرجة مثل السكتات الدماغية والإنتان، 50 دقيقة، مقارنة بـ 21 دقيقة قبل الجائحة، في حين أن الهدف الرسمي هو 18 دقيقة، وهو هدف لم يُحقق منذ يوليو 2020.

أما سيارات الإسعاف من الفئة الأولى، والمخصصة للحالات الأكثر إلحاحًا، فتصل في 9 دقائق تقريبًا، وهي مدة أطول بدقيقتين مما كانت عليه قبل الجائحة.

منهجية التصنيف وتحليل البيانات

استند تصنيف المستشفيات في هذا التقرير إلى ثلاثة معايير رئيسية:

1. نسبة المرضى الذين ينتظرون أكثر من 18 أسبوعًا لتلقي العلاج.
2. نسبة المرضى الذين ينتظرون أكثر من أربع ساعات في أقسام الطوارئ قبل تلقي الرعاية.
3. نسبة مرضى السرطان الذين ينتظرون أكثر من 31 يومًا لبدء العلاج.

تم احتساب متوسط الترتيب التراكمي لكل مستشفى بناءً على أدائها في هذه الفئات الثلاث، مما أتاح ترتيب المستشفيات وفقًا لمستويات أدائها العام.

هل هناك حل لهذه الأزمة؟

مع استمرار التحديات التي تواجه NHS، تتزايد الضغوط على الحكومة والسلطات الصحية لاتخاذ إجراءات فورية لتحسين الأداء وتقليل أوقات الانتظار. وبينما بدأت بعض المؤشرات في التحسن الطفيف، إلا أن استعادة النظام الصحي لمستويات أدائه قبل الجائحة يحتاج إلى استثمارات كبيرة، وزيادة أعداد الكوادر الطبية، وتعزيز البنية التحتية للمستشفيات.

في ظل هذه التحديات، يبقى التساؤل قائمًا حول مدى قدرة الحكومة على تنفيذ إصلاحات جذرية تضمن تحسين جودة الرعاية الصحية في بريطانيا، وما إذا كانت المستشفيات ستتمكن من تحقيق الأهداف المستهدفة في السنوات المقبلة.