المحكمة العليا ترفض طعن تومي روبنسون ضد عزله بالسجن
رفضت المحكمة العليا في بريطانيا الطعن الذي تقدم به الناشط اليميني المتطرف تومي روبنسون، واسمه الحقيقي ستيفن ياكسلي-لينون، ضد قرار عزله في السجن، بعد أن رفع دعوى قضائية ضد وزيرة العدل شابانا محمود مطالبًا بمراجعة قانونية لظروف احتجازه.
وكان روبنسون، البالغ من العمر 42 عامًا، قد نُقل إلى وحدة مغلقة داخل سجن وودهيل في ميلتون كينز بعد أن أشارت تقارير استخباراتية إلى وجود تهديدات لحياته، حيث زُعم أن أحد السجناء المحكوم عليهم بالسجن مدى الحياة هدده بالقتل في حال تم وضعه في جناح عادي داخل السجن.
خلفية القضية والحكم الصادر ضد روبنسون
في كانون الأول/ أكتوبر الماضي، أُدين روبنسون بخرق أمر قضائي صادر عن المحكمة العليا عشر مرات، وهو أمر كان يحظر عليه تكرار ادعاءات كاذبة بشأن لاجئ سوري. وقد أُصدر بحقه حكم بالسجن لمدة 18 شهرًا على إثر هذه المخالفات.
عقب صدور الحكم، نُقل في البداية إلى سجن بلمارش الواقع جنوب شرق لندن، لكن بعد تلقي السجن عددًا كبيرًا من الرسائل الإلكترونية والمكالمات الهاتفية المسيئة ذات الطابع العنصري من أنصار روبنسون، تقرر نقله إلى سجن وودهيل.
وفقًا للحكم القضائي الصادر، تضمنت هذه الرسائل تهديدات موجهة إلى مديرة سجن بلمارش، جيني لويس، وهي امرأة من أصول إفريقية، الأمر الذي زاد من المخاوف الأمنية داخل السجن.
حجج الدفاع والاتهامات بانتهاك حقوق الإنسان
ادعى محامو روبنسون أن عزله في وحدة مغلقة يشكل انتهاكًا لحقوقه بموجب الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، مشيرين إلى أن ذلك تسبب في تدهور واضح في حالته النفسية.
ودفع المحامي أليستير ويليامسون، الذي يمثل روبنسون، بأن نسبة السجناء المسلمين العالية في سجن وودهيل تشكل “مشكلة” بالنسبة لموكله، مطالبًا بنقله إلى سجن آخر يتيح له فرصة الاختلاط بسجناء آخرين قبل إطلاق سراحه المقرر في 26 تموز/ يوليو.
كما أشار إلى أن روبنسون يعاني من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) واضطراب ما بعد الصدمة المعقد، الذي يُعزى إلى فترة حبسه الانفرادي خلال محكوميته السابقة.
وأوضح ويليامسون أن موكله يخشى على صحته العقلية بعد خروجه من السجن، نظرًا لأنه يلجأ إلى إيذاء نفسه عبر تعاطي مواد مخدرة لمساعدته على التعامل مع الضغط النفسي الناتج عن العزل الانفرادي.
امتيازات روبنسون داخل السجن
في المقابل، دافعت الحكومة عن قرار عزله، حيث أكد المحامي توم كروس، ممثل وزارة العدل، أن القضية “غير قابلة للنقاش” قانونيًا، مشيرًا إلى أن روبنسون يتمتع بعدد من الامتيازات داخل السجن.
وفقًا لمديرة سجن وودهيل، نيكولا مارفليت، يتمتع روبنسون بثلاث ساعات يوميًا خارج زنزانته لممارسة التمارين الرياضية، واستخدام صالة الألعاب الرياضية، واللعب.
كما يحصل على فترات إضافية مدتها ساعتان و45 دقيقة ثلاث مرات أسبوعيًا للعمل في الطلاء والديكور داخل السجن.
إضافة إلى ذلك، يمتلك روبنسون حقوق زيارة أكثر من أي سجين آخر، حيث يُسمح له باستقبال زوار لمدة ساعتين، أربع مرات أسبوعيًا، في غرفة “مريحة وغير رسمية”، حيث يُسمح له بإحضار الطعام من الكافيتريا، كما لديه قائمة تضم 120 زائرًا مسجلًا، واستقبل بالفعل 93 زيارة.
أما من ناحية الاتصالات، فيُسمح له باستخدام الهاتف لأربع ساعات يوميًا، وقد أجرى بالفعل أكثر من 1,250 مكالمة هاتفية.
كما يمتلك في زنزانته جهاز تلفزيون، وحاسوب محمول يمكنه من خلاله استقبال مئات الرسائل الإلكترونية، إضافة إلى مشغل أقراص مدمجة ومشغل أفلام (DVD).
كما يحضر جلسة أسبوعية لدراسة الكتاب المقدس، ويحصل على زيارات يومية من فريق القساوسة في السجن، إضافة إلى زيارات يومية من طبيب أو ممرض تابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS).
رفض المحكمة لمزاعم “العزل الانفرادي”
في حكمه، رفض القاضي تشامبرلين مزاعم روبنسون بأنه محتجز في “عزل انفرادي”، مؤكدًا أن نظام احتجازه لا يرقى إلى هذا الوصف، رغم اعترافه بأن “غياب التواصل مع السجناء الآخرين يؤثر على صحته النفسية”.
وشدد القاضي على أن ظروف احتجاز روبنسون، بفضل الامتيازات التي يتمتع بها، لا تشكل انتهاكًا لحقوق الإنسان وفقًا للمعايير القانونية المعمول بها.
مخاوف أمنية حول بقاء روبنسون في السجن
كشفت مستندات المحكمة أن روبنسون أُدرج ضمن قائمة السجناء “عاليي الاهتمام” بعد نقله إلى وودهيل، حيث تقرر إيداعه في جناح مغلق داخل وحدة العزل، بعيدًا عن باقي السجناء، وذلك استنادًا إلى معلومات استخباراتية أفادت بأن سجينين آخرين كانا يخططان لمهاجمته من أجل “كسب الشهرة والاحترام داخل السجن”.
كما تضمنت التقارير تهديدات مباشرة لحياته، حيث ورد أنه “تم وضع علامة على رأسه”، ما يعني أنه سيُقتل على يد أحد السجناء المحكوم عليهم بالسجن مدى الحياة إذا أُدخل إلى جناح عادي.
علاوة على ذلك، أعربت مديرة السجن عن قلقها من أن وجود روبنسون في جناح عادي قد يؤدي إلى تصعيد التوترات بين السجناء المسلمين وغير المسلمين، مضيفة أنه قد يشكل أيضًا “عامل خطر” من خلال محاولته التأثير على السجناء الآخرين أو دفعهم إلى تبني أفكار متطرفة.
المصدر: سكاي نيوز
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
13°C
