شهدت العاصمة البريطانية لندن مساء أمس الإثنين 20 يناير/ كانون الثاني 2024، أمسية خيرية مميزة نظمتها رئاسة المجلس الإسلامي البريطاني، جمعت قادة الجالية الإسلامية وشخصيات بارزة من مختلف القطاعات. وقد أقيم الحدث في منطقة كنسينغتون بحضور لافت يعكس أهمية المناسبة ودورها في تعزيز روح الوحدة والتضامن بين المسلمين في المملكة المتحدة.
أمسية المجلس الإسلامي البريطاني
ركزت الأمسية هذا العام على مفاهيم التأمل والامتنان، وسط أجواء مشحونة بالأحداث العالمية التي أثرت على المسلمين وغيرهم حول العالم. وقد أشار المنظمون إلى أن المناسبة جاءت كفرصة للتفكر في التحديات التي تواجه الإنسانية اليوم، وخاصة في ظل الأوضاع الصعبة في غزة، إلى جانب الأزمات المحلية في المملكة المتحدة.
تزامن العشاء مع بدء وقف إطلاق النار في غزة، بعد أكثر من 15 شهرًا من الإبادة الجماعية التي أودت بحياة ما يقرب من 200 ألف فلسطيني، وفقًا لما أشار إليه السفير الفلسطيني في بريطانيا، حسام زملط، خلال كلمته. وأكد زملط أن القرار يمثل بصيص أمل رغم الألم المستمر الذي يعيشه الشعب الفلسطيني.
على المستوى المحلي، سلطت الأمسية الضوء على الجهود التي يبذلها المجلس الإسلامي البريطاني لمواجهة تصاعد كراهية الإسلام وأعمال الشغب والخطاب اليميني المتطرف. وقد أكد المجلس، الذي يُعد أكبر هيئة جامعة للمسلمين في المملكة المتحدة، على التزامه بالدفاع عن حقوق الجاليات المسلمة وتعزيز التماسك الاجتماعي.
وفي كلمتها أمام الحضور، تحدثت زهرة محمد، رئيسة المجلس الإسلامي البريطاني، عن التحديات التي واجهها المجلس خلال فترة رئاستها، مشيرة إلى العمل الدؤوب الذي قامت به الفرق التابعة للمجلس لدعم المسلمين البريطانيين والدفاع عنهم في مواجهة التمييز والظلم.
تفاصيل الأمسيّة
بدأت الفعالية بآيات من القرآن الكريم وكلمات ترحيبية من منظمي الحدث، أعقبها تقديم وجبة العشاء التي جمعت بين الطابع التقليدي والحداثة. وأثرت الكلمات الرئيسية للمتحدثين الحاضرين أجواء العشاء، حيث تناولوا مواضيع تتعلق بالوضع الراهن في العالم الإسلامي ودور الجاليات المسلمة في بناء مستقبل أفضل.
من بين المتحدثين البارزين كانت البارونة سعيدة وارسي، عضوة مجلس اللوردات، التي ألقت كلمة أكدت فيها على أهمية تعزيز التعاون بين مختلف فئات المجتمع البريطاني، مشيرة إلى التحديات المشتركة التي تواجهها الجالية المسلمة والجاليات الأخرى في البلاد.
كانت المناسبة أيضًا فرصة للاحتفاء برئيسة المجلس زهرة محمد، التي تستعد لتوديع منصبها مع قرب انتهاء فترة رئاستها الممتدة لأربع سنوات، حيث تُعد أول امرأة تتولى هذا المنصب، وحققت إنجازات بارزة خلال ولايتها، بما في ذلك تعزيز حضور المسلمين في المشهد العام البريطاني وتوسيع شبكة المجلس ليشمل المزيد من الشركاء والمبادرات.
تاريخ المجلس الإسلامي البريطاني
المجلس الإسلامي البريطاني، الذي تأسس قبل نحو ثلاثين عامًا، يمثل أكبر هيئة جامعة للجاليات والمؤسسات الإسلامية في المملكة المتحدة. يهدف المجلس إلى توحيد المسلمين البريطانيين من خلفيات متنوعة للعمل معًا من أجل الصالح العام، فضلاً عن الدفاع عن حقوق المسلمين والمساهمة في بناء مجتمع أكثر عدلاً وتسامحًا.
اختتمت الأمسية بتكريم أبرز الشخصيات الإسلامية المؤثرة في بريطانيا، مع التأكيد على أهمية الاستمرار في دعم المجتمعات المسلمة في بريطانيا. كان الحدث تذكيرًا قويًا بأهمية الوحدة والمرونة في مواجهة التحديات العالمية والمحلية، وبإمكانية بناء مستقبل مشرق بالتعاون والتضامن.