أزمة مياه: 300 ألف أسرة في بريطانيا مهددة بانقطاع الماء الساخن
بينما تستعد البلاد لاستقبال الصيف، تواجه مئات آلاف الأسر البريطانية خطرًا جديدًا لم يكن في الحسبان: انقطاع الماء الساخن والتدفئة في غضون أسبوعين فقط. وراء هذا التهديد، قرار تقني يخفي أبعادًا اجتماعية واقتصادية تتجاوز مجرّد مسألة عدّادات كهرباء.
وجّه الخبير المالي البريطاني المعروف، مارتن لويس، تحذيرًا عاجلًا دعا فيه الأسر البريطانية إلى التحرك الفوري، وذلك مع اقتراب موعد إيقاف خدمة “الراديو تيلي-سويتش” التي يعتمد عليها نحو 300 ألف منزل في تشغيل عدّادات الكهرباء القديمة من نوع Economy 7 أو العدّادات متعددة التعريفة. ويُتوقع أن يُنفَّذ هذا الإيقاف اعتبارًا من 1 يوليو 2025، مما قد يؤدي إلى اضطرابات في التدفئة والمياه الساخنة، إضافة إلى فواتير غير دقيقة أو متضخّمة.
وقال لويس، في منشور على منصة X، إن هذه العدّادات القديمة “لن تعود قادرة على العمل كما ينبغي”، مؤكدًا أن استمرار استخدام هذه التقنية سيؤدي إلى خلل مباشر في عمل أنظمة التدفئة والمياه، مطالبًا بإجراء فوري لتحديث العدّادات واستبدالها بعدّادات ذكية أو حديثة.
وأوضح أن السبب وراء هذه الخطوة هو التوقف العالمي عن إنتاج نوع خاص من أنابيب التفريغ الهوائي، وهو ما جعل هذه العدّادات غير قابلة للدعم التقني مستقبلًا.
سباق مع الوقت
في محاولة لتدارك الأزمة، تُكثّف شركات الطاقة البريطانية عمليات استبدال العدّادات، حيث يجري تحديث نحو ألف عدّاد يوميًا. غير أن الأرقام تشير إلى أن أكثر من 430 ألف منزل لا تزال تعتمد على العدّادات القديمة، ما يجعل من الصعب بمكان استكمال العملية قبل الموعد المحدد.
وقال نيد هاموند، نائب مدير خدمة العملاء في مؤسسة Energy UK، في تصريح لراديو BBC4: “نحن بحاجة إلى رفع وتيرة الاستبدال بشكل ملحوظ. لا أقول إنه أمر مستحيل، لكن من الواضح أن المهمة صعبة للغاية في الوقت المتبقي”.
التداعيات الاقتصادية والاجتماعية
التحذير الصادر عن لويس لا يقتصر على الجانب التقني فحسب، بل ينذر أيضًا بآثار اجتماعية واقتصادية قد تكون قاسية، خاصة على الأسر ذات الدخل المحدود التي قد تواجه صعوبات مالية إضافية في حال تعرّضت لفواتير طاقة غير دقيقة أو لحالات انقطاع غير مبرمج للمياه الساخنة والتدفئة.
ويُذكر أن التحذير الأخير يأتي في سياق سلسلة تنبيهات متكررة أصدرها لويس، شملت ملفات حساسة مثل ضرائب المجلس المحلي، وأزمات ديون الطاقة، وتغيّرات في قواعد الدعم الحكومي، وهو ما يعكس حجم الضغوط المتزايدة التي يعيشها المواطن البريطاني في ظل الاضطرابات المتتالية في سياسات الطاقة والخدمات العامة.
موقف العرب في بريطانيا
من جهتها، ترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن ما يحدث لا يمكن فصله عن التراجع العام في كفاءة إدارة الخدمات العامة في المملكة المتحدة، والتي أصبحت تعتمد على ردود أفعال متأخرة بدلًا من سياسات استباقية. وتؤكد المنصة على ضرورة مساءلة الشركات والمؤسسات الرسمية حول خططها المستقبلية لضمان عدم تحميل المواطن أعباء قرارات تأخرت لسنوات. كما تدعو الحكومة إلى التعامل مع هذه الأزمة بوصفها قضية أمن اجتماعي لا مجرد تحديث تقني، مطالبة بإطلاق حملات توعية شاملة وضمان تعويض أي خسائر قد تلحق بالمواطنين جراء هذا التحوّل المفاجئ.
في بلد تُصاغ فيه السياسات العامة تحت ضغط الأزمات، قد يكون انقطاع المياه الساخنة في الصيف نذيرًا لموجة اضطرابات أكبر مع دخول الشتاء.
المصدر برمينغهام لايف
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇
24°C
