المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج يراهن على فلسطينيي بريطانيا

نظّم المنتدى الفلسطيني في بريطانيا (PFB) بالتعاون مع المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج (Popular Conference for Palestinians Abroad) ندوةً مفتوحة عبر منصة زووم بعنوان “المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج.. حوار صريح”، وذلك من منطلق التعريف بالمؤتمر وكيفية الانخراط به وفعالياته، والتعرف على أهل فلسطين وأبنائها الموجودين في بريطانيا ومناقشة دورهم الهام في خدمة القضية الفلسطينية كل من موقعه
وأقيمت الندوة يوم الأربعاء 21 كانون الأول/ ديسمبر بمشاركة الأستاذ أبو كفاح أحمد المحيسن الأمين العام للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج ونائبه الأستاذ هشام أبو محفوظ والدكتور رياض مشارقة رئيس تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا (PalMed Europe)، فضلًا عن عدد من الشخصيات الأخرى البارزة في القضية الفلسطينية. وأدار اللقاء الكاتب والصحفي عدنان حميدان.
افتُتحت جلسة الحوار بدقيقة صمت على روح الشهيد ناصر أبو حميد الذي قضى نحبه إثر سياسة الإهمال الطبي الممنهج في سجون الاحتلال الإسرائيلي، أعقبتها تحية للأقصى وأهلها المرابطين رغم انتهاكات الصهاينة المستمرة.
ما المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج؟

في عام 2017، انطلق المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج في إسطنبول بحضور نحو ستة آلاف فلسطيني من أكثر من 50 دولة في العالم، حيث اجتمعوا وقرروا إطلاق المؤتمر، وشُكِّلت أمانة عامة ومؤسسة رئاسة الهيئة العامة له.
استهل الأستاذ المهندس هشام الندوة بالتعريف بماهية المؤتمر قائلًا إنّه: “إطار جامع للفلسطينيين في الخارج يمثل المؤسسات والشخصيات والهيئات والجاليات في خارج فلسطين، ولذلك ضم في تشكيلاته -سواء الأمانة العامة أو الهيئة العامة أو الأطر في التنسيقيات واللجان- شخصيات وقامات محورية في العمل الفلسطيني”.
وأضاف أنّ المؤتمر يحرص على انتهاج “خط سياسي واضح يؤكد على الثوابت الفلسطينية واستعادة الحقوق الفلسطينية، وكذلك المحافظة على نهج التحرير باستعادة كامل التراب الفلسطيني”، بالتركيز على دور “الوجود الفلسطيني في الخارج الذي يمثل نصف المكون الفلسطيني”، وفقًا له.
وبدوره قال الدكتور أحمد المحيسن الأمين العام للمؤتمر: “أعتقد أنّ المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج وُلِد من رحم الحاجة عند أبناء شعبنا إلى مثل هذه المؤسسة حتى يكون صوتهم مسموعًا ودورهم مؤثرًا. ونحن ننطلق من منطلق أنّ تعداد الشعب الفلسطيني في الخارج يقارب سبعة ملايين فلسطيني، وهؤلاء بالنسبة إلى القيادة الفلسطينية كانوا وما زالوا خارج المعادلة والوجود، وكان الفلسطيني بالنسبة إليهم هو الموجود في فلسطين والقطاع فقط، وأما الذين في الخارج فلا يؤبه لهم ولا يوجد تواصل معهم”.
وعليه أوضح نائب الأمين العام أنّ المؤتمر يهدف “من خلال فعالياته وحملاته لتفعيل دور الشعب الفلسطيني في الخارج التمسك بالحق الفلسطيني في التحرير والعودة، ودعم صمود الشعب الفلسطيني في الوطن المحتل وتعزيز وحدة الموقف السياسي للشعب الفلسطيني، وحشد الدعم والتأييد العربي والإسلامي”.
كما انضم الأستاذ زاهر البيراوي رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا للتعقيب على أهمية تنظيم الندوة وبثها ومشاركتها مع فلسطينيي بريطانيا قائلًا: “نحن ننظم هذه الندوة من أجل استشراف الوسائل التي يمكن أن يتكامل فيها المنتدى الفلسطيني إحدى المؤسسات الرئيسة العاملة على الساحة البريطانية، نحن باعتبارنا مؤسسة، وكيف يتكامل الأفراد مع فكرة المؤتمر ومشاريعه الكبيرة المهمة التي يقودها الأخ أبو كفاح والفريق الذي معه ونائبه الأخ هشام وكذلك الهيئة العمومية”.
الانضمام للمؤتمر الفلسطيني في الخارج

تساءل أحد المشاركين بالندوة عن أفضل طريقة لانضمام ابن الجالية للمؤتمر والتفاعل معه دون مخالفة قانون الدولة الأوروبية القاطن فيها، حيث تصنف بعض الدول الغربية فصائل وحركات المقاومة بالإرهابية.
فأجاب الدكتور أحمد المحيسن بأنّ المؤتمر يحرص انتهاج خطاب عامّ، بحيث “يشيد بمقاومة أبناء شعبنا بكل تفاصيلها دون تعداد أو تسمية أحد، وعليه فهي مقاومة مشروعة ضمن القانون الدولي وضمن اتفاقيات جنيف وضمن ما ينادون به. ونحن نلتزم بالقوانين المرعية في الدول التي نعيش فيها وكل القوانين التي سنُّوها وما زالوا متمسكين بها بكل هيئاتهم”.
تعليقًا على هذا الموضوع، نصح الدكتور رياض مشارقة المؤتمر بالبقاء على اطلاع بحقوقه القانونية وكتاباته الرسمية، قائلًا إنّ: “المؤتمر الفلسطيني في الخارج عنده قامات فلسطينية في كل التخصصات فمن الممكن أن تخضع بيانات المؤتمر إلى تدقيق قانوني يتلاءم مع الجاليات. نحن نعلم أنّ سقف الخطاب في لبنان يختلف عن سقف الخطاب في إدنبرة مثلًا، فلو أنّ كل هذه الأدبيات عُرِضت على قانونيين بحيث تصمد، نستطيع الدفاع عن أي أحد إذا تعرض لا سمح الله لأي مساءلة”.
أهداف المؤتمر على المدى البعيد

وفقًا للأستاذ هشام، فإنّ “المؤتمر الشعبي معني بالحفاظ على الوحدة الفلسطينية لمكونات الشعب الفلسطيني ونحن الآن نتقدم إلى أن نصل إلى حوار يعبر عن الحالة الفلسطينية، ثم ينتقل هذا إلى حوار وطني يشارك فيه شخصيات لها وزنها من المؤتمر ومن دول في خارج فلسطين مؤثرة ومن داخل فلسطين، والهدف منه حشد الطاقات للانخراط في الفعل النضالي المشترك، وتوحيد الجهود ضمن استراتيجية وطنية للمرحلة المقبلة “.
وأضاف: التمثيل الآن في الأطر الفلسطينية لا يمثل الجميع، والمطلوب منا أن نكون نحن في حراك مستمر نملأ المساحة التي تعبر عن حضورنا ومشاركتنا، وآنذاك نستطيع أن نكون بالفعل عاملًا مهمًّا جدًّا في موضوع الشراكة في الحدث الفلسطيني والقرار الفلسطيني”.
عقّب عليه الأستاذ عدنان قائلًا: “نحن – المؤتمرَ وأعضاءه – معنيون بحق تمثيل فلسطينيي الخارج؛ فنحن الآن أمام سلطة فلسطينية تلغي حق أي فلسطيني خارج أراضيها، ونحن علينا أن نطالب بحقوقهم وبأرضهم وبحق العودة لهم، بعضهم لا يملك أي وثيقة أو ورقة تثبت أنّه فلسطيني، ودورنا نحن أن ندافع عن هذا الحق ونمثله باستمرار إن شاء الله”.
هذا وأشار الدكتور أحمد المحيسن إلى عزم المؤتمر على حشد الطاقات المبعثرة والاتحادات والجاليات والنقابات والشباب والمرأة والنوادي التي تشكل قواعد أساسية من النضال الفلسطيني، وإحياء المناسبات والذكريات والاعتراض على عدوان الاحتلال وحصار غزة، وكذلك تمتين السياج الفلسطيني للأجيال الجديدة التي تعيش في دول الشتات، وبث الوعي بينهم لكي يستطيعوا الدفاع عن القضية الفلسطينية ورفع أصواتهم بثقة أينما حلوا وارتحلوا.
وفي سبيل تجميع الشتات، قال الدكتور إبراهيم حمامي عضو هيئة الإحصاء والتواصل المنبثقة عن المؤتمر الشعبي إنّ المؤتمر شرع بالفعل بعملية إحصاء للفلسطينيين في الخارج، عن طريق الاطلاع على التجارب والمبادرات السابقة التي حاولت المشاركة في هذا المشروع الطموح، ويأمل أن يحقق هذا الهدف بالتحديد تحت مظلة عمل أكاديمي علمي بحثي بحت دون الدخول في الأمور السياسية، للابتعاد عن الخلافات والمشاكل التي واجهت من سبقهم.
المؤتمر الشعبي والسفارات الفلسطينية
عند سؤاله عن مدى تنسيق مؤتمر فلسطينيي الخارج مع السفارات الفلسطينية المنتشرة حول العالم، أجاب الدكتور أحمد المحيسن: “لا عداوة بيننا وبين السفارات الفلسطينية. نحن ننطلق من منطلق معين وهو أنّ هذه السفارات وجِدت لتمثل أبناء الشعب الفلسطيني في التعبير عن إرادته وحقوقه في عقد اللقاءات والمؤتمرات الصحفية واللقاءات مع اللجان في البرلمانات، ومع العاملين في السلك الدبلوماسي في البلد الذي يعيشون فيه؛ لا أن تتحول السفارات إلى أذرع مطولة لأجهزة السلطة الأمنية”.
كما أوضح الأمين العام أنه لا يمكن التعميم بما يخص تعاون السفارات والسفراء، حيث منهم من يستمع للحوار والنقاش ومنهم من يوصد الأبواب في وجه أبناء الشعب وأنشطتهم وفعالياتهم. وقال: “شعبنا الفلسطيني المبدع الذي أنجب هذه القامات لن ينضب ينبوعه فالأم الفلسطينية تلد المناضلين من أبناء شعبنا”.
ومع ذلك، قال الدكتور المحيسن إنّ المؤتمر منفتح على جميع الهيئات والمؤسسات المعنية بالقضية الفلسطينية في جميع أنحاء العالم، وعليه دعا المشاركين الحاضرين والبارزين في مثل هذه المؤسسات للتعاون مع المؤتمر لتعداد الفلسطينيين خارج البلاد وتحسين أوضاعهم وحشد أصواتهم.
مكانة المؤتمر الشعبي في المجتمعات الغربية

استمع مشاركو الندوة إلى مداخلة من الدكتور بشير العودة عضو الهيئة الإدارية لتجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا (فرع بريطانيا)، حيث أثار عدة نقاط هامة فيما يخص رسم صورة أوضح لدور المؤتمر الشعبي في إطار سياسات دول الغرب ولغتهم.
وقال الدكتور العودة: “ما يهم في موضوع أي جمعية تمثل أو تحاول أن تمثل جماعة معينة هو التمثيل بمعنى التمثيل، فما لم يكن هناك أناس من داخل بريطانيا أو داخل أوروبا يقولون إنّ هذه اللجنة تمثلهم حقًّا فسيكون من الصعب أن تشرح ماهية مجموعة فلسطينيي الخارج”.
وأكد الدكتور العودة على ضرورة التحدث مع المؤسسات والحكومات الغربية بلغتهم، قائلًا: “نحن متفقون بين بعضنا، لكن عندما أتكلم مع شخص بريطاني أو أوروبي فكيف سأقنعه بأن الفلسطينيين يواجهون مشكلات. من المفترض أن أكون واضحًا في طرحي، أنا فلسطيني ظُلِمت وأقيمت دولة في بلدي بطريقة خاطئة تاريخيًّا وأخلاقيًّا، وهكذا سيستطيع فهمي إلى حد كبير، ولا سيما الأوروبيين المثقفين منهم فهم عندهم عقدة في موضوع إرثهم التاريخي الاستعماري، ومن المفترض أن يكون عندي القدرة على الحديث عن القضية الفلسطينية بطريقة يفهمها الأوروبي”.
وبهذا الصدد أضاف الدكتور رياض أنّ وصول المؤتمر لهدفه بتمثيل فلسطينيي الخارج يتطلب أمرين: الأول هو التواصل، على غرار الندوة، وأيضًا تقديم الخدمة للخارج وللجاليات الفلسطينية في كل مكان.
وقال: “قد تكون الجالية الفلسطينية في بريطانيا في غنى عن دعم مالي أو منح دراسية، لكنها قد تكون محتاجة إلى دعم إعلامي أو نفسي أو معنوي؛ لكن في أماكن أخرى تحتاج الجاليات إلى أمور أخرى، فأرجو من المؤتمر الشعبي حقيقة أن يولي جانب الأمور العملية التي تخدم الجاليات الفلسطينية في كل مكان بحسب حاجته اهتمامًا كبيرًا”.
خدمات المؤتمر الشعبي والدور العملي

ردًا على مداخلة الدكتور رياض، قال الدكتور أحمد المحيسن إنّ المؤتمر لا يزال في بداياته وإمكاناته ضعيفة كونه غير ممول من جهة أو سلطة معينة، لكنّ إدارته وأعضاءه يعملون جاهدين مع أبناء القضية وأصحابها، ويحاول المؤتمر جمع التبرعات، “ونحن لا نبخل على أبناء شعبنا في تقديم العون لهم ما استطعنا إلى ذلك سبيلًا”، حسب ما قاله الدكتور.
ومرورًا بموضوع الإعلام، قال الدكتور رياض إنّ المؤتمر يولي أهمية كبيرة بهذا الشأن حيث يضم لجنة إعلامية بقامات لها باع طويل في الإعلام، مؤكدًا: “لا ندعي أنّنا وصلنا إلى كل زاوية وإلى كل بيت وإلى كل جهة، لكننا نجتهد في ذلك، نحن نريد المتابعة ونعمل على ذلك”.
وأضاف: “نحن نتلمس خطواتنا من ناحية اللجنة الحقوقية، نحن في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج نعمل الآن، وبدأت اللجنة تتكون من حقوقيين فلسطينيين؛ للدفاع عن قضايا الأهالي والأسرى الفلسطينيين ولمتابعة وملاحقة مجرمي الاحتلال على المنصات الدولية”. ما حدث في قطر إخواني من خلال بطولة كأس العالم تعجز عنه الدبلوماسية الفلسطينية، ولو عادت خمسين سنة إلى الوراء لما استطاعت أن تحقق ما فعله الإخوة في قطر من نشر القضية الفلسطينية والمؤازرة التي حظيت بها القضية الفلسطينية عبر مشاهدتهم ومتابعتهم من ستة مليارات”.
من منطلق توحيد الصفوف..
يدعو المنتدى الفلسطيني في بريطانيا – وهو ضمن تنسيق وعلاقة دائمة مع المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج – إلى يوم الجاليات العربية السنوي الذي يقام لإبراز اهتمام العرب في بريطانيا بقضية فلسطين.
وسيُنظَّم في قاعة بايرون هول في هارو غرب لندن يوم السبت الـ 11 من شباط/ فبراير 2023 (11/02/2023).
كما يقيم المنتدى الإفطار السنوي الكبير الذي يضم أكثر من ألف فلسطيني في قاعة واحدة، وذلك يوم السبت الأول من نيسان/ أبريل 2023 (01/04/2023)، وستنشر منصة العرب في بريطانيا (AUK) المزيد من المعلومات حول النشاطين المذكورين وغيرها الكثير من أنشطة وفعاليات الجالية العربية في بريطانيا في العام الجديد بإذن الله.
اقرأ أيضًا:
الناشط الفلسطيني عمر مفيد يجبر صحيفة جويش كرونيكال على حذف مقالة ضده
الرابط المختصر هنا ⬇