اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الفلسطيني تعقد لقاءها في الدوحة
عقدت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الفلسطيني اجتماعًا حضوريًّا في العاصمة القطرية الدوحة يومي السبت والأحد، الـ12 والـ13 من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، وذلك بعد مجموعة من الاجتماعات الافتراضية التي جرت عبر منصة “زووم” خلال الأشهر الماضية. وتناول الاجتماع مناقشة عدد من القضايا السياسية المتعلقة بالمؤتمر، ويشمل ذلك تحديد مكان وزمان انعقاده، كما اعتُمِدت اللجان المسؤولة عن التحضير له، والتي ستُنهي مهماتها فور انعقاد المؤتمر.
واستهلت اللجنة اجتماعها بطرح قراءة سياسية شاملة للوضع الراهن في فلسطين والمنطقة العربية، مشيرةً إلى أن التداعيات لم تعد مقتصرة على الأراضي الفلسطينية المحتلة فحسب، بل امتدت لتشمل المنطقة بأسرها، ولا سيما بعد الهجوم العدواني على لبنان، ما أفضى إلى إعادة رسم الخريطة الجيوسياسية للمنطقة. كذلك أشارت اللجنة إلى السعي المتجدد لدفع مسار التطبيع، رغم غياب أي حل عادل للقضية الفلسطينية؛ بهدف تمهيد الطريق لتحالف أميركي إسرائيلي عربي يتجاوز حدود التطبيع.
اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الفلسطيني تعقد لقاءها في الدوحة
وأكدت اللجنة رفضها القاطع للمخططات التي تسعى إلى إدارة قطاع غزة من منظور أمني إسرائيلي، بما يسمى “اليوم التالي”. ونبّهت إلى ضرورة تشكيل قيادة فلسطينية موحدة لمواجهة هذه المخططات، وأعلنت رفضها أي خطة تستند إلى إدارة مدنية للقطاع تحت الإشراف الأمني الإسرائيلي، معتبرةً ذلك خطوة مناهضة لتضحيات الشعب الفلسطيني التي ينبغي أن تترجم إلى مكاسب سياسية. وأكدت أن هذه الخطط أقل حتى من اتفاقيات أوسلو التي ترفضها.
ونبّهت اللجنة إلى أن المؤتمر يمثل حراكًا شعبيًّا مستمرًّا يسعى إلى تشكيل قيادة وطنية موحدة تقود النضال الوطني، وتضمن وحدة القرار السياسي والكفاحي؛ بهدف تحقيق الوحدة الوطنية الشاملة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية بعد إعادة بنائها على أسس ديمقراطية. وأكدت ضرورة حماية حق الشعب الفلسطيني في تمثيل نفسه وتحقيق أهدافه الوطنية، ورفض أي محاولة لتزييف إرادته أو التدخل في شؤونه الداخلية، وذلك من خلال انتخابات ديمقراطية تُجرى في جميع أماكن إقامة الفلسطينيين.
كما نبّهت اللجنة إلى حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل التي تتوافق مع القانون الدولي؛ بهدف إفشال مشروع الاستعمار الصهيوني، وإنهاء الاحتلال ونظام الفصل العنصري (الأبارتهايد)، وتحقيق الحرية الكاملة للشعب الفلسطيني، ويشمل ذلك حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم، وتأسيس دولة فلسطينية ديمقراطية مستقلة ذات سيادة كاملة، وعاصمتها القدس. وأكدت رفضها للتنسيق الأمني وإخفاق اتفاقيات أوسلو.
الإعلان عن موعد انعقاد المؤتمر في يناير 2025
وفي ختام الاجتماع، دعت اللجنة جميع مكونات الشعب الفلسطيني، سواء الذين في الداخل أو الذين في الخارج، للإسهام في تحقيق الأهداف الوطنية على أسس وحدوية. واتفق أعضاء اللجنة على تحديد زمان ومكان انعقاد المؤتمر في الأسبوع الثاني من شهر كانون الثاني/يناير 2025، على أن يجري الإعلان عن الموعد النهائي لاحقًا. كما أقرت اللجنة آلية للتمويل الذاتي عبر الاشتراكات الشهرية وجمع التبرعات.
جدير بالذكر أن أكثر من 1600 شخصية فلسطينية، من بينهم ناشطون ومهنيون وأطباء وباحثون وأكاديميون وفنانون وكتّاب وصحفيون وقانونيون، إضافة إلى أسرى سابقين وسياسيين، وقّعوا على النداء الداعي لعقد المؤتمر الوطني الفلسطيني وإعادة بناء منظمة التحرير على أسس ديمقراطية. وقد جرت اجتماعات تحضيرية في عدة دول لتنسيق المواقف والاستعداد للمشاركة في المؤتمر، ويشمل ذلك: فلسطين المحتلة وبريطانيا وهولندا، وقطر والكويت وإسبانيا، وبلجيكا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية، ولبنان وتركيا.
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
18°C
