اللاجئون المحتجزون في بارجة “بيبي ستوكهولم” في دائرة الخطر!
بعد أيام قليلة فقط من نقل طالبي اللجوء إليها، أُخليت بارجة “بيبي ستوكهولم”؛ بسبب اكتشاف بكتيريا الليجيونيلا على متنها. وقد أعرب مجلس دورست -حيث توجد البارجة- عن مخاوفه من أن التأخير في إخلائها زاد من تعرض طالبي اللجوء لخطر البكتيريا القاتلة!
وحتى قبل اكتشاف البكتيريا كان استخدام البارجة لإيواء طالبي اللجوء محط جدل واسع النطاق؛ بسبب تأثير هذا القرار في المجتمع المحلي في المدينة، إلى جانب الظروف السيئة التي يواجهها مَن يعيش على متنها.
“بيبي ستوكهولم” بؤرة للأمراض المعدية!
ففي الماضي كانت تُستخدم البارجة لإيواء العمال والعسكريين، وعند استخدامها لإيواء طالبي اللجوء يتشارك شخصان على الأقل غرفة بحجم زنزانة السجن مصممة أصلًا لشخص واحد فقط!
وفضلًا عن أن هذا الأمر يتنافى مع حقوق الإنسان بالعيش الكريم ومع تعهدات بريطانيا بحماية الأشخاص المستضعفين الذين لجأوا إليها هربًا من الحروب والاضطهاد وبحثًا عن الملاذ “الآمن”، فإن للازدحام على متن البارجة عواقب صحية وخيمة؛ إذ إنه يُعزز خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، مثل: الكورونا والسلّ، فضلًا عن الإسهال والتهاب المعدة والعديد من الأمراض المعدية.
وكثيرًا ما نسمع قصصًا عن فيروس نوروفيروس الذي يُسبّب التهابات في المعدة والأمعاء ويشيع انتشاره في الأماكن المزدحمة، مثل: السفن السياحية والمنتجعات التي تكون في العادة “أقل ازدحامًا” مما هو متوقع في “بيبي ستوكهولم”.
وقد كشفت إحدى الدراسات أن نحو خُمس حالات الدخول إلى المستشفيات بسبب الأمراض المعدية في نيوزيلندا كانت ناجمة عن الازدحام في المساكن.
أسْرٌ وليس إيواءً!
ثمة اختلاف مهم آخر بين تجربة طالبي اللجوء على البارجة مقارنة بالإشخاص الذين عاشوا على متنها، وهو الإجراءات الأمنية المُشدّدة التي سيواجهها طالبو اللجوء، ومنعهم من مغادرة البارجة أو التجوّل بحرية في المنطقة المحيطة بها.
ومثل معظم طالبي اللجوء في المملكة المتحدة يُحظر عليهم العمل، وسيعوق الدعم المالي المنخفض جدًّا الذي يتلقونه مشاركتهم في أي أنشطة، وسيقضون بلا شك معظم وقتهم داخل غرفهم الصغيرة والضيقة مع أجهزة تلفزيون غير متصلة بشبكة الإنترنت!
ولا تُعدّ الحياة على “بيبي ستوكهولم” كئيبة فحسب، بل هي خطرة أيضًا؛ فإلى جانب المخاوف التي أثارها اتحاد فرق الإطفاء بشأن خطر الحرائق على متنها، هناك مخاوف أخرى بشأن نقص سترات النجاة فيها، ما يهدد حياة الأشخاص الذين لا يُجيدون السباحة وأولئك الذين لم يتعافوا بعد من صدمة رحلة البحر الخطيرة التي خاضوا غمارها.
خوف وصدمات نفسية!
“لا أريد الانتقال إلى “بيبي ستوكهولم”.. أنا مرعوب من البحر!”، هكذا قال طالب لجوء سوري في مقابلة مع صحيفة آي.
ردة فعل طبيعية من شاب فقد أصدقاءه بعد غرق القارب الذي كان ينقلهم إلى أوروبا، والذي كانوا يعتقدون أنه قارب نجاتهم من الحرب والظلم في بلدهم.
وصل نبير -وهو اسم مستعار لطالب اللجوء- إلى بريطانيا بالطائرة وكان يعيش في فندق في جنوب شرق إنجلترا حيث يُنظَر في طلب لجوئه. لكنه تلقى خطابًا قبل أسبوعين يبلغه بأنه سيُنقل إلى البارجة.
يرفض نبير الانتقال إلى البارجة لأنه ما زال يعاني من صدمة وفاة أصدقائه، ولأنه يعاني من دوار البحر. وانتقد عملية اختيار أسماء الأشخاص الذين سيُنقَلون إلى البارجة لأنها بدت “عشوائية للغاية”.
تدّعي الحكومة البريطانية أن إسكان طالبي اللجوء في الفنادق يُشكّل “عامل جذب” لهم ويشجعهم على القدوم إلى بريطانيا، لذا فإن إيواءهم على متن “بيبي ستوكهولم” هو بمثابة عقاب وردع لهم، فضلًا عن أنه يوفّر على وزارة الداخلية تكاليف إيوائهم في الفنادق.
ولكن قصة نبير تُلقي ظلال الشك على ادعاء الحكومة، حيث وصل نبير بصفة قانونية بالطائرة، كما أن معظم طالبي اللجوء على متن البارجة وصلوا بالطائرة وليس بالقارب، وفقًا لما أفادته صحيفة الإندبندنت.
هذا واتُّهِمت وزارة الداخلية بنقل الدفعة الأولى من طالبي اللجوء -15 طالب لجوء- إلى البارجة رغم علمها المسبق بوجود بكتيريا الليجيونيلا على متنها! واعترف مصدر في وزارة الداخلية بأن “القصة برمتها محرجة”، في حين دعا أحد كبار أعضاء حزب المحافظين إلى إقالة وزيرة الداخلية سوالا برافرمان.
المصادر: The Conversation & inews
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
خريجو AUK
17°C
