حملة القضاء على الوحِدة في جامعات بريطانيا تحصل على دعم يفوق 80 مليون باوند
بداية جديدة لملايين الشباب مع بدء أسبوع الطلاب الجدد في جامعات بريطانيا، حيث يشهدون تحوُّلًا مهمًّا في حياتهم الأكاديمية.
ويواجه معظمهم مشكلات تتعلق بالشعور بالوَحدة والقلق، ويخشون إبراز مشاعرهم والإفصاح عنها، وفقًا لاستطلاع رأي أجرته مؤسسة (YouGov) وشمل ألف طالب.
تحديات جامعات بريطانيا
وللتصدي لهذه المشكلة، عمد وزير الدولة لأزمات الوَحدة والعُزلة، ستيوارت أندرو، إلى إطلاق حملة للتوعية بالتعاون مع جمعية (Sporting Wellness) الخيرية، وجمعية إذاعة الطلاب، وشركة (Student Roost) ومنظمة (Student Minds).
وتسعى هذه الحملة إلى تشجيع الطلاب على التصريح بمشاعرهم ومشاركتها مع زملائهم في الجامعة وعدم إخفائها، وأشار أندرو إلى أن الجامعة فرصة ذهبية للشباب لتطوير مهاراتهم والاستمتاع بالعملية التعليمية.
وقال: “نريد من الطلاب أن يتمتعوا بوقتهم في الجامعة وأن يتميزوا في دراستهم، ولهذا السبب نسلط الضوء على أهمية تبادل أطراف الحديث مع زملائهم بشأن مشاعرهم”.
هذا وأكدت الحكومة أن مكافحة الوَحدة والعُزلة في جميع أنحاء المملكة المتحدة هي أولوية قصوى منذ عام 2018.
واستثمرت الحكومة وشركاؤها أكثر من 80 مليون باوند في هذا الصدد، منها أكثر من 34 مليون باوند للتصدي للعُزلة الناجمة عن وباء كوفيد-19.
واستُثمِر نحو 3.6 مليون باوند في منصة (Student Space) عبر الإنترنت، التي تقدم دعمًا لجميع الطلاب فيما يخص الصحة العقلية عبر الإنترنت في إنجلترا وويلز حتى عام 2026.
انتقادات للخطة
حظيت حملة أندرو بدعم وتشجيع بعض الأساتذة والطلاب، ولكنها تعرضت لانتقادات خبراء وطلاب آخرين، إذ اعتبروها حملة شكلية، وأشاروا إلى تمويلها المحدود، الذي يأتي من ميزانية التسويق من 2023 إلى 2024 بمبلغ 445 ألف باوند.
وبهذا الشأن أعرب أستاذ العلوم الإنسانية الصحية في جامعة نوتنغهام ومدير معهد الصحة العقلية، بول كروفورد، عن تحفظه تجاه هذه الحملة، مشيرًا إلى أنها تبدو أمرًا شكليًّا ولم يُخصَّص لها تمويل كافٍ.
وأوضح كروفورد موقفه قائلًا: “من الواضح أن هذه الحملة تتجاهل حقيقة أن رغبة الشباب بإقامة علاقات اجتماعية قد تلاشت تدريجيًّا؛ بسبب إغلاق المكتبات والمراكز الشبابية وحمامات السباحة والأماكن العامة، وهو أمر تقف وراءه سياسات التقشف الحكومية”.
في حين أشارت الدكتورة كاتي رايت بيفانز، محاضرة علم النفس في جامعة كيلي، إلى أن تحميل الفرد مسؤولية التواصل مع الآخرين دون توفير بنية تحتية داعمة هو أمر خطير، يمكن أن يجعل مشكلة الوحدة تتفاقم، ويؤدي إلى أن يصف الشخص نفسه بالعجز ويلقي اللوم عليها”.
خطة الوزير المكونة من 10 نقاط للحد من الشعور بالوحدة
وفي محاولة للتصدي لمشكلة العُزلة والوَحدة في الجامعات، أعلن وزير الدولة لحل مشكلات الوَحدة والعزلة، ستيوارت أندرو خطة من عشر نقاط لمساعدة الطلاب في التغلب على هذا الشعور، وهي:
- قضاء بعض الوقت في مساعدة الآخرين، مثل: التطوع مع مجموعات الطلاب أو مساعدة أناس يشعرون بالعُزلة.
- التواصل المستمر مع الأصدقاء والأسرة عبر الهاتف.
- تنظيم أنشطة ممتعة وممارستها مع أصدقائك الحاليين.
- الانضمام إلى نوادٍ أو مجموعات في الجامعة للتواصل مع الآخرين الذين لديهم اهتمامات مشتركة.
- ممارسة الأنشطة التي تستمتع بها مثل: الرياضة والقراءة والاستماع إلى الموسيقى.
- كُن ذا صدر رحب وأفق واسع في التعامل مع الجميع، إذ إن الجامعة مكان رائع لمقابلة أصناف مختلفة من الناس.
- تجنب مقارنة نفسك بالآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي؛ فقد يكون الناس يشاركون جوانبهم الإيجابية فقط.
- أفصِح عن مشاعرك لشخص تثق به.
- التواصل مع الخدمات الطلابية في الجامعة؛ لمعرفة الدعم الذي يمكن أن تقدمه.
- تذكير نفسك بأن الآخرين قد يشعرون بما تشعر به، وأنك لست وحيدًا فيما يتلَجلَج في صدرك.
جدير بالذكر أن نائبة رئيس جامعة سنغافورة الوطنية للتعليم العالي، كلوي فيلد، ألقت اللوم على الحكومة، وقالت: “هذه نصائح بسيطة جدًّا، ولكن الواقع خلاف ذلك وأكثر تعقيدًا؛ فالطلاب يتحدث بعضهم إلى بعض طوال الوقت، لكنهم بحاجة إلى دعم وإرشاد كبيرَين من الحكومة”.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
6°C
