انتقادات للحكومة لدراستها تطبيق قانون القتل الرحيم في بريطانيا
بعد أشهر فقط من توقف الجهود في مجلس اللوردات لإضفاء الشرعية على القتل الرحيم في بريطانيا، أعلن النواب فتح تحقيق جديد بشأن مسألة المساعدة على الموت، مع التركيز على جوانب الرعاية الصحية.
ويقترح التحقيق النظر في قضايا مثل جودة توفير الرعاية الخاصة، أو ما يسمى بالرعاية المُسكِّنة الموجهة -على سبيل المثال- لمرضى السرطان، والآثار المهنية والأخلاقية للسماح للأطباء بإنهاء حياة شخص ما، والبنود التي يمكن وضعها لمنع إجبار الأشخاص عليها.
الحكومة تدرس مشروع قانون القتل الرحيم في بريطانيا
بعيدًا عن مجلس اللوردات وحدود بريطانيا، ينبغي الاطلاع على قصص الرعب التي تحدث في كندا؛ فمنذ عام 2016 أطلقت الحكومة الكندية نظام القتل الرحيم الأكثر تساهلًا في العالم، حيث يُنظَر في بعض المقترحات لتوسيع الحق في الموت ليشمل المرضى العقليين وما يسمى بـ “القاصرين الناضجين”، وبعبارة أخرى: الأطفال!
وعلى الرغم من أن هذه القضية تُطرَح دائمًا من منظور كرامة الفرد واستقلاليته، فإن التجربة الكندية تُبيِّن لنا باستمرار أن هذا القانون يُمكِّن أصحاب الأمراض المزمنة والمستعصية والمكلفة ويحثهم على توقيف النفقات ووضع حد لحياتهم.
وفي هذا السياق أوضح تقرير صدر في كندا عام 2017 بالتفصيل كيف يمكن توفير ملايين الدولارات التي تُنفَق على الرعاية الصحية بتمكين المرضى المعنيين من تبني الخيار الأنسب من حيث التكلفة، وهو الانتحار بمساعدة طبيب! وبالفعل أُبلِغ عن حالات عديدة تقدمت بطلبات للحصول على الموت الرحيم، بعد مرافعة طويلة مع هيئة الصحة والرعاية الاجتماعية البيروقراطية لمساعدة المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة.
وما يثير القلق في كندا الآن هو توجه المرضى إلى الانتحار بمساعدة طبية على نحو متزايد؛ بسبب عدم حصولهم على الرعاية الطبية اللازمة.
قد تنظر طبقة الأحرار الأغنياء التي تملك رؤوس أموال اجتماعية كبرى إلى القتل الرحيم على أنه مسألة حرية فردية. وفي الوقت نفسه يرى المرضى ومن يعانون من اضطرابات الشخصية بتوجهات ما بعد المسيحية -حيث أصبحت المسيحية غير مهيمنة على المجتمع- الموت الرحيم على أنه توفير لتكاليف غير ضرورية، مثلما جاء في تقرير أوتاوا لعام 2020، الذي وصف الانتحار بمساعدة طبية بأنه “نعمة” من أجل التبرع بالأعضاء!
وفي بريطانيا يدعو النواب إلى النظر إلى هذه المقترحات بوصفها مسألة حساسة ومصيرية، تتطلب مناقشة مفصلة بخصوص ضمانات وأخلاقيات عملها، مع أخذ تجربة كندا بعين الاعتبار.
جدير بالذكر أن بريطانيا شهدت ارتفاعًا حادًّا في وَفَيَات السرطان خلال الجائحة. وتتصاعد التساؤلات الآن: هل من الأخلاقي والإنساني أن يضع المريض في بريطانيا حدًّا لحياته بتشجيع الجهات المختصة بهدف التوفير؟!
اقرأ أيضًا:
القتل الرحيم.. أسرة طفل بريطاني متوفى دماغيا تطالب الأمم المتحدة بالتدخل
الأمم المتحدة تصدر أمرًا قضائيا بمنع إيقاف أجهزة التنفس عن الطفل آرتشي في بريطانيا
الرابط المختصر هنا ⬇