الأمطار الغزيرة قد تتسبب بمزيد من الفيضانات هذا الأسبوع

حذرت وزيرة البيئة البريطانية من احتمال استمرار خطر الفيضانات في الأيام المقبلة، وذلك بعد العاصفة بيرت التي ضربت البلاد خلال عطلة نهاية الأسبوع بأمطار غزيرة ورياح قوية، ما تسبب بخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.
وأكدت ستيف ريد أن التأثير المتوقع للفيضانات الجديدة “سيكون أقل حدة” مما شهدته البلاد يوم الأحد وصباح الإثنين، حيث بدأت المجتمعات المتضررة في إنجلترا وويلز جهود تنظيف واسعة لإصلاح الأضرار الناتجة عن المياه.
انتقادات لضعف صيانة الدفاعات

انتقدت إيما هوارد بويد، الرئيسة السابقة لوكالة البيئة، ضعف الاستثمار في صيانة الدفاعات الحالية ضد الفيضانات. وأوضحت في حديثها لراديو 4 أن “الصيانة المستمرة أمر ضروري لضمان كفاءة البنية التحتية الحالية، لكن التمويل المخصص لهذا الغرض كان غير كافٍ خلال السنوات الماضية.”
وأشارت هوارد بويد إلى أن فيضانات المياه السطحية تُشكل حوالي 60% من الفيضانات في البلاد، مؤكدةً أن هذا النوع من الفيضانات يحتاج إلى استجابة مختلفة عن الدفاعات التقليدية التي تُستخدم لمواجهة فيضانات الأنهار.
وفقًا لمكتب الأرصاد الجوية، من المتوقع أن يجلب منخفض جوي أمطارًا غزيرة إلى جنوب وجنوب شرق المملكة المتحدة ليلة الثلاثاء وحتى يوم الأربعاء. وقال مايك سيلفرستون، نائب كبير خبراء الأرصاد الجوية: “نتوقع هطول أمطار غزيرة في بعض المناطق، وقد تتسبب التغيرات الطفيفة في الأنماط الجوية خلال الساعات المقبلة في التأثير على شدة الأمطار. كما يُحتمل أن نشهد رياحًا قوية لفترة محدودة، وربما يتطلب ذلك إصدار تحذيرات إضافية.”
ولا تزال التحذيرات من الفيضانات قائمة في عدة مناطق، بما في ذلك نهر نيني في نورثهامبتونشاير، حيث أُعلنت تحذيرات شديدة في منطقة بيلينغ أكوادروم والمناطق الصناعية القريبة. كما لا يزال 132 تحذيرًا من الفيضانات ساريًا في إنجلترا وستة في ويلز.
أضرار وخسائر بشرية ومادية
تسببت العاصفة بيرت في غمر مئات المنازل بالمياه، وتحولت الطرق إلى أنهار، وسُجلت رياح بلغت سرعتها 80 ميلًا في الساعة في بعض المناطق. وفي حادث مأساوي، توفي رجل في الثمانينيات من عمره بعدما جرفت المياه سيارته في كولن، لانكشاير. كما عُثر على جثة بريان بيري، 75 عامًا، الذي اختفى أثناء نزهة مع كلبه قرب نهر أفون كونوي في شمال ويلز.
انعكاسات التغير المناخي
سلطت هذه الأحداث الضوء على التأثير المتزايد للتغير المناخي، حيث أصبحت الأمطار الغزيرة أكثر شدة وتكرارًا نتيجة الاحترار العالمي. وأوضح خبراء أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى زيادة بخار الماء في الهواء، ما يرفع احتمال هطول أمطار غزيرة. وقالت هوارد بويد: “مع شتاء أكثر دفئًا من المعتاد وأعلى رطوبة نتيجة التغييرات المناخية، يجب أن نستعد لمواجهة فيضانات المياه السطحية بخطط استجابة مختلفة وأكثر كفاءة.”
ارتفاع مستويات الأنهار
وفي كلمتها أمام مجلس العموم، أعلنت وزيرة البيئة أن 107 عقارات تعرضت للفيضانات في أنحاء إنجلترا، مشيرةً إلى أن خطر الفيضانات ما زال قائمًا خلال الأيام المقبلة مع ارتفاع منسوب المياه في الأنهار البطيئة التدفق مثل نهر سيفرن ونهر أوز. ومع ذلك، توقعت وكالة البيئة أن تكون تأثيرات الفيضانات القادمة أقل حدة مقارنة بما حدث في الأيام الماضية.
بينما يستعد السكان المتضررون لجولات جديدة من الأمطار، تظل الجهود قائمة لتخفيف الأضرار ومعالجة الآثار التي قد تمتد لأسابيع وربما أشهر قادمة.
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇