الأرصاد الجوية تحذر ملايين المنازل في بريطانيا من الفيضانات
حذرت هيئة الأرصاد الجوية البريطانية ومصلحة البيئة المواطنين من احتمال تعرض المملكة المتحدة لفيضانات خلال فصل الشتاء، رغم الأحوال الجوية الممطرة التي شهدتها البلاد مؤخرًا. المسؤولون شددوا على ضرورة الاستعداد لمواجهة أي طارئ، وذلك بالتزامن مع إطلاق “أسبوع التحرك لمواجهة الفيضانات”، في ذكرى العاصفة بَبيت التي تسببت بفيضانات واسعة النطاق العام الماضي.
يأتي هذا التحذير في وقت يؤكد فيه الخبراء أن تغير المناخ يجعل الأحداث الجوية المتطرفة، بما في ذلك العواصف والأمطار الغزيرة، أكثر شيوعًا. فقد شهدت إنجلترا أكثر 18 شهرًا رطوبة في تاريخها حتى مارس 2024، حيث غمرت الفيضانات المنازل، وعطلت حركة النقل، وتسببت في إتلاف المحاصيل الزراعية، ما أدى إلى تراجع إنتاج هذا العام.
الأوضاع الحالية واستعدادات المواطنين
وخلال شهر سبتمبر الماضي، شهد بعض المناطق في إنجلترا معدلات هطول قياسية، حيث سجلت مقاطعتا أوكسفوردشير وبدفوردشير أشهرهما الأكثر مطرًا على الإطلاق، إذ استقبلتا ثلاثة أضعاف متوسط الأمطار. هذا الهطول الغزير جاء بعد صيف أكثر جفافًا من المعتاد في معظم أنحاء المملكة المتحدة، في حين كانت المناطق الشمالية أكثر جفافًا من المعدل الطبيعي، ما جعل إجمالي الأمطار في سبتمبر يقترب فقط من المتوسط العام.
وأوضح الدكتور ويل لانج، من هيئة الأرصاد الجوية، أن العديد من المناطق، خاصة في جنوب ووسط إنجلترا، لا تزال تعاني من تشبع التربة بالمياه وارتفاع مستوى الأنهار، مشيرًا إلى أن هذا الوضع قد يستمر، لكنه أكد أنه “لا يزال هناك وقت لاستعادة الظروف الطبيعية” إذا سادت الأحوال الجوية المستقرة في الأسابيع المقبلة.
وفيما يتعلق بالتوقعات للأشهر القادمة، أشار الدكتور لانج إلى احتمال تطور ظاهرة “لانينا” في المحيط الهادئ في وقت لاحق من هذا العام، ما قد يؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة العالمية.
وأضاف: “رغم الطقس الممطر مؤخرًا، خصوصًا في إنجلترا، لسنا حتى الآن مقبلين على شتاء بارتفاع حتمي لمخاطر الفيضانات”.
مع ذلك، أشار لانج إلى ضرورة التحضير لأي سيناريو، محذرًا من أن “كل شيء لا يزال على الطاولة”، بما في ذلك احتمال حدوث فيضانات حتى لو كان الشتاء طبيعيًا. وأكد أن “الشتاء العادي قد يشمل أيضًا طقسًا متطرفًا وبعض الفيضانات”، داعيًا المواطنين إلى الاستعداد لجميع الاحتمالات.
ونصحت السلطات المواطنين بالتحقق من مخاطر الفيضانات في مناطقهم من خلال خدمة حكومية مجانية، والتسجيل للحصول على تحذيرات الفيضانات عبر الهاتف أو الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني. كما شجعتهم على اتخاذ إجراءات وقائية، مثل حفظ الوثائق المهمة في مكان آمن ومقاوم للماء، ونقل الأثاث الصغير إلى الطوابق العليا، والتحقق من كيفية إيقاف إمدادات الكهرباء والمياه.
تعزيز الاستعدادات لمواجهة الفيضانات
يواجه 5.5 مليون عقار في إنجلترا خطر الفيضانات، حسبما أكدت السلطات. كما حذرت المسؤولة دوغلاس من خطورة قيادة السيارات عبر مياه الفيضانات، مشيرة إلى أن 30 سم من المياه كافية لجعل السيارة تطفو، ما قد يؤدي إلى تدمير السيارة وتعريض حياة الركاب للخطر.
وفي هذا السياق، قالت وزيرة الفيضانات، إيما هاردي: “أطلقت الحكومة مؤخرًا فريق عمل لتعزيز المرونة في مواجهة الفيضانات، وهي تتخذ خطوات حاسمة لتسريع تطوير الدفاعات ضد الفيضانات وتعزيز قدرة البلاد على مواجهة الأحوال الجوية المتطرفة”.
واختتمت هاردي قائلة: “في هذا الأسبوع المخصص للتحرك لمواجهة الفيضانات، يجب علينا جميعًا أن نكون استباقيين في اتخاذ الخطوات اللازمة لحماية أنفسنا، من خلال التحقق من مخاطر الفيضانات في مناطقنا والتسجيل لتلقي التحذيرات اللازمة”.
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
15°C