الفقر يضاعف خطر الإصابة بأمراض الرئة في إنجلترا
كشفت أبحاث حديثة عن فجوة صحية واسعة في إنجلترا، حيث يواجه الأشخاص من الفئات الأكثر حرمانًا والمصابون بأمراض رئوية مزمنة احتمالات أكبر لدخول المستشفى بشكل طارئ مقارنة بأقرانهم في المناطق الأكثر ثراءً. وتعكس هذه النتائج التفاوت العميق في الوصول إلى الرعاية الصحية وجودتها على المستوى الوطني.
وأوضحت تحليلات بيانات دخول المستشفيات لشهر تشرين الثاني/نوفمبر، التي أجرتها منظمة (Asthma + Lung UK)، أن 56% من سكان المناطق المحرومة أكثر عرضةً لدخول المستشفى لحالات طارئة، و62% منهم أكثر عرضةً لدخول المستشفى مرة ثانية خلال 39 يومًا بعد دخولهم لأول مرة، ما يعني زيادة خطر الوفاة.
ووصف الخبراء النتائج بأنها إنذار بضرورة إنهاء ما يُعرف بـ”يانصيب الرمز البريدي” في تقديم الرعاية الصحية، حيث يؤثر مكان الإقامة على جودة الخدمات المتاحة.
ارتفاع حالات الطوارئ بسبب مرض الانسداد الرئوي المزمن

سُجلت أعلى معدلات دخول المستشفيات بسبب مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) في مناطق محرومة مثل بلاكبول ومانشستر و هاستينغز وبيرنلي. ويشمل COPD مجموعة أمراض تسبب صعوبات في التنفس، مثل التهاب الشعب الهوائية المزمن وانتفاخ الرئة، حيث تُسجل إنجلترا أكثر من 20 ألف وفاة سنويًا بسبب هذا المرض.
وفي هذا السياق قال الدكتور هوغو فارن، استشاري أمراض الجهاز التنفسي في (Imperial College London): تكشف الأرقام عن ظلم صارخ يمكن تجنبه لو أجريت التدابير اللازمة التي يمكن من خلالها تفادي نحو نصف مليون حالة طارئة سنويًا.
وأضاف أن الحلول معروفة وتشمل التشخيص المبكر، دعم الإقلاع عن التدخين، إعادة التأهيل الرئوي، تحسين جودة الهواء، وتوفير خدمات مجتمعية مجهزة جيدًا في المناطق الأكثر حرمانًا.
وأشار فارن إلى أن مواجهة نتائج COPD تعني مواجهة عدم المساواة بشكل مباشر من خلال الاستثمار المستمر في المناطق المحرومة، وربط خدمات الصحة والرعاية الاجتماعية، وجعل الوقاية من أمراض الرئة وعلاجها أولوية وطنية، بدل الاكتفاء بما وصفه بـ”يانصيب الرموز البريدية”.
توقعات بضغط على الخدمات الصحة (NHS) وارتفاع حالات الإنفلونزا في الشتاء

يشهد القطاع الصحي في إنجلترا (NHS) ضغوطًا متزايدة مع دخول موسم البرد، حيث أظهرت البيانات أن متوسط عدد مرضى المستشفيات بسبب الإنفلونزا وصل إلى 3,140 يوميًا بنهاية الأسبوع الماضي، مسجّلًا زيادة بنسبة 18% مقارنة بالأسبوع السابق. وللمقارنة، بلغ عدد المرضى في نفس الفترة من العام الماضي 2,629 شخصًا، بينما كان في 2023 فقط 648 شخصًا.
وأوضحت سارة سليت، الرئيس التنفيذي لمنظمة “Asthma + Lung UK”، أن الأشخاص ذوي الدخل المنخفض المصابين بأمراض الجهاز التنفسي المزمنة هم الأكثر عرضة للمضاعفات والوفاة خلال هذا الشتاء. وأضافت أن السكن السيئ، التدخين، والتعرض لهواء ملوث يزيد من خطر الإصابة بـ COPD، في حين يؤدي الحرمان الاجتماعي إلى تفاقم المرض بسبب التشخيص المتأخر وضعف الرعاية الصحية في بعض المناطق.
ويبقى التساؤل قائمًا: هل ستتمكن السلطات من سد الفجوة الصحية وتعزيز الرعاية للمصابين بأمراض الرئة في المناطق الأكثر حرمانًا، أم ستظل الحلول مؤقتة وغير كافية لمواجهة هذه الأزمة المتزايدة؟
المصدر:الجارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
