وزير بريطاني سابق: على الحكومة أن “تخجل” من سياساتها بشأن العدوان على غزة
انتقد وزير بريطاني سابق سياسات حكومة بلاده في التعامل مع الحرب على غزة، ودعا الحكومة إلى الاستقالة بدلاً من الاستمرار في سياساتها المخجلة تجاه فلسطين.
جاء ذلك خلال جلسةٍ عاصفة في مجلس العموم، حيث عبّر كيت مالثاوس، الوزير السابق والعضو الحالي في صفوف المحافظين، عن قلقه من محدودية تأثير العقوبات وتقليص تراخيص تصدير الأسلحة إلى إسرائيل.
“نهج عنصري متأصل” تجاه الفلسطينيين
وشدّد مالثاوس على أنّ الحكومة قد تواجه اتهاماتٍ بـ”اعتماد نهج عنصري متأصّل” في صلب سياستها تجاه فلسطين، موضحاً أنّ حياة الفلسطينيين بالنسبة للحكومة البريطانية “أقلّ قيمة بكثير” مقارنة بغيرهم.
واستشهد في سياق حديثه باعتقال الدكتور حسام أبو صفية، المسؤول عن مستشفى كمال عدوان في غزة، الذي أغلقته القوات الإسرائيلية أواخر كانون الأول/ديسمبر.
وفي سجالٍ حادّ مع وزير المسؤول في وزارة الخارجية، هاميش فالكنر، قال مالثاوس (عضو البرلمان عن شمال غرب هامبشاير): “كنت بصدد السؤال عن مصير الدكتور أبو صفية، لكن أظن أنّنا جميعاً نعرف ما الذي سيحدث له”.
وأيضًا: “وكنت سأسأل أيضًا عن الأطفال الذين يموتون من البرد نتيجة منع إدخال البطانيات إلى غزة، لكن لا يبدو أنّنا سنقوم بالكثير حيال ذلك، ناهيك عن حرمان قطاع غزة من أدوية السرطان والتخدير، وقصف جميع المستشفيات”.
وقال الوزير السابق إنّه وفريقه يشعرون بخيبة أمل مما يجري في فلسطين.
وأضاف:” بالنظر إلى التطبيق الجزئي للقانون الدولي وعجز الحكومة عن اتخاذ خطوات ملزمة لفرض وقفٍ لإطلاق النار أو ضمان احترام القانون الدولي، ألا ينبغي أن تشعر الحكومة بالخجل أمام ملايين الناس في بريطانيا وحول العالم الذين يرونها تمارس سياسة عنصري متأصلة؟”.
وقال أيضًا:” أليست الرسالة التي تقدّمها الحكومة البريطانية هي أنّ حياة الفلسطينيين أقل قيمة من غيرهم، بل وحتى أقل من حياة الإسرائيليين”.
سجال في مجلس العموم حول فلسطين
وتساءل مالثاوس عن سبب تمسك المسؤولين بمناصبهم قائلاً: “إذا كان فالكونر يشعر بالخجل حيال ما يجري في فلسطين، فلماذا لا يتخلّى عن حقيبته الوزارية؟”.
“لماذا لا يستقيل لدفع الحكومة إلى اتخاذ إجراءاتٍ واضحة وملموسة لإنقاذ الأرواح في فلسطين؟”.
وخلال الجلسة نفسها، قاطع مالثاوس، نظيره فالكونر المسؤول في وزارة الخارجية حين كان الأخير يرد على النائبة ليلى موران.
فبعدما أشار فالكونر إلى أنّ الحكومة اتخذت “إجراءات حاسمة لتهدئة الوضع في فلسطين”، رد مالثاوس قائلًا: “كلا، لم تفعلوا ذلك.”
وردًا على ذلك قال فالكونر: “ربما أتقبّل أن يعطيني البعض دروسًا عن الشعور بالخزي والعار مما يجري في فلسطين، لكن لا أقبل هذه المحاضرات التي تلقيها المعارضة، خصوصاً في هذه القضية”.
وأردف: “إذا أرادت المعارضة انتقادي بشأن تعاطي الحكومة مع أوضاع غزة، فعليها أولًا أن تنظر إلى سجلّها هي، سواء فيما يتعلّق بالمساعدات لغزة أو بالمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية”.
“إنّ مثل هذه القضايا بالغة الجدية، ونتعامل معها بالجدّية المطلوبة، وأتمنّى من زملائي على الجانب الآخر أن تكون أسئلتهم بنفس القدر من المسؤولية.”
دعوات لوقف العدوان على غزة
من جهتها، وصفت النائبة ليلى موران الوضع في شمال غزة أنّه أشبه بـ”بخطة لتجويع الناس”، كاشفةً أنّ أقارب طبيبٍ سبق أن أجرى لها عملية جراحية استشهدوا بضربةٍ نفّذتها طائرةٌ مسيَّرة، بينما كانوا على بُعد عشرة أمتارٍ فقط من نقطةٍ لتوزيع المساعدات.
وقالت موران: “من الواضح أنّ الهدف من الضربة لم يكن المقاتلين، بل المرضى، علمًا أن المرضى ليسوا هدفاً مشروعاً في الحرب، ولا يوجد أي مبرر لهذا.”
وأضافت أنّ “الأوضاع في غزة دخلت في حلقة مفرغة”، مشيرةً إلى أن الوعود بوقف إطلاق النار لم تُنفّذ، بينما يجري تدمير المستشفيات بشكل ممنهج”.
وتساءلت: “هل هذا فعلاً أقصى ما تستطيع المملكة المتحدة فعله؟ هل بذلنا كل جهدنا لوقف هذه المأساة؟ متى سنعترف بفلسطين؟ لماذا لم نوقف تجارة الأسلحة مع إسرائيل؟ ومتى ستحظر الحكومة التعامل مع المستوطنات غير القانونية؟”.
وأضافت:” إننا نشعر بخيبة أمل كبيرة، وحزن عميق لما يجري، يشاهد الناس في مختلف أنحاء بريطانيا ما يحدث برعب. يجب أن تنتهي هذه الفظائع الآن.”
وردّ فالكونر على ذلك بالقول إنّ كل أعضاء الفريق الوزاري في وزارة الخارجية منشغلون بهذه القضية بشكلٍ يومي، لافتاً إلى عدم حصول أي “فترة استراحة” بالنسبة للفلسطينيين في ظل الظروف الراهنة. وأوضح:
“لا يسعني إلا أن أشاطرها التعاطف مع الفلسطينيين في هذا الوضع، لقد قمنا بالكثير ونعترف بأنّه لا يزال أمامنا المزيد لفعله. إنّ قلبي ينفطر حزناً على هؤلاء.”
المصدر: Nation.Cymru
اقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇
أخبار ذات صلة
11°C
