العرب في بريطانيا | السجل الأسود للعبودية يلاحق العائلة المالكة في ...

1446 جمادى الأولى 6 | 08 نوفمبر 2024

السجل الأسود للعبودية يلاحق العائلة المالكة في بريطانيا

السجل الأسود للعبودية يلاحق العائلة المالكة في بريطانيا
فريق التحرير October 29, 2023

يستعد الملك تشارلز لزيارة كينيا الأسبوع المقبل تأكيدًا لازدهار العلاقات بين الدولتين، لكن رغم ذلك فإن الملك البريطاني قد يواجه العديد من الأسئلة بشأن السجل الأسود للعبودية الذي ما زال يطارد العائلة المالكة منذ زمن الاستعمار.

زيارة الملك تشارلز إلى كينيا تثير العديد من التساؤلات

قادة دول العالم يصلون إلى باكينجهام استعدادًا للمشاركة في حفل تتويج الملك تشارلز
زيارة الملك تشارلز إلى كينيا تعيد إلى الأذهان إرث بريطانيا الاستعماري

وفي حين ستحمل زيارة تشارلز العديد من الجوانب الإيجابية إلا أن مسؤولي القصر الملكي يتوقعون ردة فعل على هذه الزيارة مشابهة لما حصل العام الماضي، خلال جولة الأمير وليام وزوجته كاثرن في دول الكاريبي.

حينها خرجت عدة مظاهرات طالبت العائلة المالكة بالاعتذار لشعوب الكاريبي عن الدور الذي لعبته الإمبراطورية البريطانية في تجارة الرقيق.

وعلق المؤرخ هيذر جونز على ذلك بالقول إنه حتى في حال رغب الملك بتقديم اعتذار رمزي عن تورط القصر في تجارة الرقيق خلال الحقبة الاستعمارية، فإنه سيحتاج إلى موافقة الحكومة.

وأكد جونز بأن السلطة الملكية في بريطانيا هي مجرد سلطة دستورية وبالتالي لا يمكن للملك الإقدام على أي خطوة دون موافقة الحكومة.

بدوره رفض رئيس الوزراء ريشي سوناك أي اقتراح من شأنه أن يتضمن تقديم اعتذار أو تعويض مادي عن الممارسات العنصري للإمبراطورية البريطانية، وقال أمام البرلمان :” نرفض تشويه تاريخنا الذي كان مرحلة أساسية في الوصول لما نحن عليه اليوم”.

من ناحية أخرى، فإن الملك الهولندي ويليم ألكسندر قدم اعتذارًا رسميًا عن تورط بلاده في تجارة الرقيق، وقال إن أسلافه لم يتحركوا لمنع هذا النوع من التجارة.

واعترف القصر الملكي الهولندي بالمكاسب التي حققتها العائلة المالكة الهولندية من تجارة الرقيق في القرنين السابع عشر والثامن عشر.

كيف تعاملت العائلة المالكة تاريخيًا مع تجارة الرقيق؟

بيوت الملكة إليزابيث منذ الولادة وحتى اليوبيل البلاتيني وأسعارها الحالية !
قصر باكينجهام

هذا وكان قصر باكينجهام قد طلب أيضًا إجراء دراسة مستقلة عن تجارة الرقيق وإدارتها من قبل النظام الملكي في بريطانيا خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر.

وقال القصر إن الملك تشارلز يأخذ هذه القضية على محمل الجد، ومن المتوقع نشر الدراسة في عام 2026.

إلا أن إحدى الدراسات التي نشرت مؤخرًا، تناولت موقف العائلة المالكة البريطانية من تجارة الرقيق في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، وخاصة في السنوات التي ظهر فيها الناشطون المعادون لتجارة الرقيق.

وعلقت البروفيسورة سوازن شورارتز على هذه الدراسة بالقول:” كانت العائلة المالكة منقسمة بشأن مسألة تجارة الرقيق في عهد الملك جورج الثالث، وهو حال المجتمع البريطاني في ذلك الوقت”.

“وتظهر الدراسة التي نشرتها المجلة التاريخية الإنجليزية أنه لا يمكننا تقديم استنتاجات بسيطة بشأن ذلك”.

وأظهرت الدراسة أن الدوق كلارنس ابن الملك تشارلز الثالث بالإضافة لابن أخيه كانا من بين الشخصيات التي انقسم موقفها بشأن تجارة الرقيق في بريطانيا.

وقد عثر الباحثون على وثائق في الأرشيف الملكي تظهر أن ابن أخ الملك تشارلز الثالث (دوق مدينة غلوستر) كان من بين الشخصيات المنادية بإلغاء تجارة الرقيق.

وبحسب الدراسة فإن دوق غلوستر كان يجمع المعلومات ويعمل بالتنسيق مع النواب لسن تشريعات جديدة تنص على منع تجارة الرقيق، كما عمل دوق مدينة غلوستر في ذلك الوقت على إلغاء تجارة الرقيق بشكل كامل، وقد اعترضت سفن البحرية الملكية حينها السفن التي تحمل العبيد.

وقد رجح شولتز الزعم القائل إن الملك جورج الثالث كان يفصل حينها بين سلوكه العام ونهجه الخاص في التعامل مع الآخرين..

عائلات بريطانية تعتذر عن تورط أسلافها في تجارة الرقيق

وبحسب شولتز فإن الملك كان متعاطفًا مع الحركة التي تدين العبودية على أساس أخلاقي في ذلك الوقت، لكنه كان يبرر توظيف الرقيق في الأعمال العسكرية والاقتصادية.

وقد اختُطف مئات آلاف الأفارقة في تلك الفترة وأُجبِروا على العمل كعبيد، إلى أن صدر قانون إلغاء تجارة الرقيق عام 1807، بعد أن فشل البرلمان في سن القانون لعدة مرات.

هذا ويتساءل العديد من المؤرخين عما إذا كان من الممكن إطلاق الأحكام الأخلاقية على ملوك اليوم استنادًا على ما فعله أسلافهم.

وقد بادرت بعض العائلات في بريطانيا للاعتذار عن تورط أسلافها في تجارة الرقيق من بينهم عائلة ويليام جلادستون الذي كان مرتبطًا بشبكات تجارة الرقيق في غانا حينها، وأصدرت عائلة جلادستون بيانًا قالت فيه:” ما زالت العبودية تؤثر بشكل كبير على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للعديد من الناس”.

فيما قالت البروفيسورة جونز إن الدراسة الجديدة تظهر بأن أفراد العائلة المالكة تأثروا بالنهج العام السائد في ذلك الوقت ولم يعيشوا في عزلة عن المجتمع، إلا أنهم كانوا يخوضون النقاشات السياسية بشأن الموضوعات الهامة حينها.

وتعتقد البروفيسورة أنه لا يمكن لأبناء العائلة المالكة تقديم اعتذار عن تورط أسلافهم في تجارة الرقيق دون أن يدخلوا في جدال سياسي بشأن ذلك.

وأشارت البروفيسورة إلى أن الطريق الوحيد للتقدم هو قبول التاريخ بكل متناقضاته إذ سبق أن أشار الملك تشارلز إلى المظالم التاريخية التي ارتكبتها الإمبراطورية البريطانية.

المصدر: بي بي سي


اقرأ أيضاً :

اترك تعليقا

لن يتم نشر بريدك الإلكتروني.

أخبار ذات صلة

loader-image
london
London, GB
10:49 am, Nov 8, 2024
temperature icon 9°C
overcast clouds
Humidity 86 %
Pressure 1025 mb
Wind 7 mph
Wind Gust Wind Gust: 0 mph
Clouds Clouds: 100%
Visibility Visibility: 7 km
Sunrise Sunrise: 7:06 am
Sunset Sunset: 4:21 pm