الأوبزرفر: الطلاب والعمال الأجانب هم ضحايا تجارة التأشيرات غير المشروعة في بريطانيا
يقع العديد من الطلاب والعمال الأجانب الراغبين بالقدوم إلى بريطانيا ضحية تجارة التأشيرات غير المشروعة، بحسَب ما ورد في صحيفة الأوبزرفر.
وأجرت الصحيفة تحقيقًا بشأن الجهات المتورطة في هذه التجارة، فاتضح أن العديد من مكاتب التوظيف في آسيا تتقاضى نحو 800 باوند، لحجز مواعيد لمقابلة الحصول على تأشيرة، وتنشر هذه المكاتب إعلاناتها على منصتَي فيسبوك وتلغرام.
مواعيد مقابلات وهمية وعمليات احتيال
وتستغل هذه المكاتب الضغط على مكاتب القنصلية البريطانية؛ من أجل إعداد طلبات التأشيرات للطلاب الدوليين والعمال في مجال الرعاية الصحية.
ونشر أحد المكاتب إعلانًا يقول فيه: “هل أنت متحمس للسفر إلى بريطانيا؟ لا تسمح لإجراءات التأشيرة بعرقلة طريقك، فمكاتب أخرى تقدم عروضًا لحجز موعد المقابلة في وقت مبكر وبأسعار معقولة”.
هذا وتُعَد مقابلة التأشيرة إجراءً ضروريًّا لكل من يرغب بالسفر إلى بريطانيا، حيث يطلب منه تقديم بياناته وصوره وبصمات أصابعه.
وفي العادة يكون حجز موعد المقابلة مجانيًّا أو يكلف ما بين 30 و85 باوند، إلا أن العديد من المتقدمين للحصول على تأشيرة بريطانيا من البلدان الآسيوية يواجهون صعوبة في حجز موعد المقابلة عبر شركة (VFS Global)، وهي الجهة التي تتعامل معها وزارة الداخلية البريطانية لإصدار التأشيرات.
ويستخدم بعض وكلاء ومكاتب السفر بعض الحيل والأساليب لحجز موعد في السفارة بالنيابة عن زبائنهم، وذلك بمراقبة أوقات الحجز التي تقترحها شركة (VFS Global) وتقديم طلب للحصول عليها بالطريقة التقليدية.
هذا ويحجز الوكلاء مواعيدَ في السفارة، ويطلبون إلغاءها مجددًا، ويعيدون طلب الحجز مرة أخرى نيابة عن الزبائن. وبهذا الخصوص قالت وزارة الداخلية البريطانية: إنها تعمل على التصدي لمحاولات الاحتيال التي يرتكبها بعض وكلاء السفر.
حجز مقابلات للحصول على تأشيرة بريطانيا مقابل مبالغ مالية
وكانت باكستان من أبرز الدول التي شهدت محاولات احتيال من وكلاء السفر خلال العام الماضي، واضطر العديد من المتقدمين للحصول على التأشيرة البريطانية إلى دفع الأموال إلى وكلاء السفر من أجل تأمين موعد للمقابلة، بعد أن عجزوا عن تأمين موعد المقابلة بالطرق الرسمية.
وفي هذا السياق قال أحد المواطنين الذين تقدموا للحصول على تأشيرة طالب من باكستان: إنه حاول مرارًا وتكرارًا حجز موعد لمقابلة السفارة عبر البوابة الإلكترونية في أيلول/سبتمبر، لكن طلبه رفض في كل مرة، فعرض عليه الوسطاء تأمين موعد في السفارة خلال ثلاثة أيام مقابل 250 ألف روبية باكستانية، أي مايعادل 735 باوند!
وقال الشاب: “من الصعب حجز موعد لمقابلة السفارة عبر شركة (VFS) دون أن تدفع للوسطاء، لقد أخفق أصدقائي في حجز موعد للمقابلة عن طريق الشركة، فاضطروا إلى دفع كثير من المال للوسطاء”.
وقد دعا العديد من وكلاء السفر وزارة الداخلية البريطانية إلى تسهيل إجراءات حجز موعد لمقابلة التأشيرة، وذلك بتحديد مواعيد مباشرة للمتقدمين، أو حجز دور المقابلة بانتظام.
وقال أحد وكلاء السفر في الهند: إن بعض وكلاء السفر يعملون بدافع الجشع والطمع، لكن السوق بحاجة إلى وكلاء حجز المواعيد؛ لأنه من الصعب جدًّا حجز موعد عبر الموقع الرسمي. وأكد أن المواعيد تظهر على الموقع عشوائيًّا وتختفي بعد دقائق فقط.
خدمات التأشيرات في بريطانيا تحقق في تأخر مواعيد المقابلات
وكانت خدمة التأشيرات في بريطانيا قد أجرت تحقيقًا بشأن مشكلات حجز مواعيد المقابلات في مراكز تقديم الطلبات على التأشيرة في عام 2021.
وأشار أحد المتقدمين للحصول على تأشيرة إلى أن حجز موعد لمقابلة الحصول على تأشيرة عبر شركة (VFS Global) أشبه بورقة يانصيب!
وقالت شركة (VFS Global): إن إتاحة مواعيد حجز المقابلات في نطاق زمني محدد من شأنه أن يسهل عمليات الاحتيال. وأكدت الشركة أن معظم المشكلات الواردة في التحقيق كانت ناجمة عن التأخير الذي سبّبه وباء كورونا.
وبهذا الصدد قالت وزارة الداخلية: إنها اتخذت إجراءات صارمة لحل مشكلة استغلال مواعيد حجز التأشيرات من وكلاء غير حاصلين على تراخيص في جنوب آسيا.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية: “نواصل العمل مع مع شركة (VFS Global) لاتخاذ جميع التدابير الممكنة لمنع محاولات الاحتيال وإتاحة فرصة التقديم لجميع الراغبين”.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضاَ :
الرابط المختصر هنا ⬇