الطلاب الأجانب في بريطانيا يشكلون خُمس دخل جامعات البلاد
كشفت دراسة أجرتها صحيفة الغارديان البريطانية أن الرسوم الدراسية للطلاب الأجانب في بريطانيا تشكل خمس دخل الجامعات في البلاد.
حيث أظهرت الدراسة اعتماد القطاع التعليمي بشكل متزايد على الرسوم الدراسية التي يدفعها الطلاب الأجانب من أجل تمويل الجامعات.
ومع اقتراب موعد التسجيل على السنة الدراسية القادمة يخشى العديد من الطلاب البريطانيين أن يخسروا مقاعدهم الدراسية لصالح الطلاب الأجانب الذين تعتبر رسومهم المرتفعة مصدرًا مهمًا لتمويل الجامعات.
وتشكل الرسوم الدراسية للطلاب الأجانب في بعض الجامعات حوالي ثلث ميزانية الجامعة، حيث سجلت العديد من الجامعات زيادات كبيرة في الرسوم التي يدفعها الطلاب الأجانب في السنوات الأخيرة.
ازياد عدد الطلاب الأجانب في بريطانيا بنسبة 80 في المئة عام 2016
وشهدت رسوم الجامعات زيادة بنسبة 15 في المئة، فيما ازداد عدد الطلاب الأجانب في الجامعات البريطانية بنسبة 80 في المئة بين عامي 2016 و 2017، حيث توظف حوالي 30 مؤسسة بريطانية ضعف هذه النسبة من الخريجين الأجانب.
هذا وشكلت الرسوم الدراسية لطلاب الاتحاد الأوروبي ومن الطلاب الأجانب ما يزيد عن نصف الميزانية في بعض الجامعات المرموقة مثل الكلية الملكية للفنون وجامعة الفنون بلندن في عام 2021-2022، حيث زادت عائدات هذه الجامعات من الطلاب الأجانب بنسبة الثلث مقارنة بما كانت عليه في 2016-2017.
كما سجلت جماعة Creative Atrs، للفنون وجامعة هيرتفوردشاير، أكبر زيادة في العائدات القادمة من الرسوم الدراسية للطلاب الأجانب والتي ارتفعت نسبتها من 13 إلى 33 في المئة خلال السنوات الست الأخيرة.
وقال البروفيسور كوينتين ماكيلار نائب عميد جامعة هيرتفوردشاير :” إن الطلاب الأجانب يضيفون نوعًا من الطاقة والحيوية على جامعاتنا، حيث تساعدنا رسومهم الدراسية في تمويل الصفوف الدراسية التي لم نكن لنستطيع فتحها دون هذا الدعم المادي الكبير الذي يقدمونه لجامعاتنا”.
وقد أجرت الغارديان دراستها على البيانات المقدمة من هيئة إحصاءات التعليم العالي، والخاصة ب 155 جامعة في بريطانيا، وسط تزايد القلق من اعتماد قطاع التعليم الجامعي بشكل كبير على الطلاب الأجانب في تمويل الصفوف الدراسية.
هذا وتفرض الجامعات البريطانية رسومًا دراسية باهظة الثمن على الطلاب الأجانب بمعدل 22 ألف باوند للسنة الدراسية الواحدة وفقًا لتقديرات ال British Council، حيث تعوض هذه المبالغ، الرسوم الدراسية المنخفضة للطلاب البريطانيين والبالغة حوالي 9250 باوند، والتي لم تشهد أي زيادة كبيرة منذ عام 2012
وقال مارك كورفر، من مجموعة HE المتخصصة بتزويد الجامعات البريطانية بالبيانات المطلوبة: “مع أخذ نسبة التضخم بالاعتبار فإن القيمة الحقيقة لرسوم الدراسة الخاصة بالطلاب البريطانيين تبلغ حوالي 6000 باوند.
الجامعات البريطانية خسرت ثلث ميزانيتها بسبب التضخم
“كما خسرت الجامعات البريطانية حوالي ثلث ميزانيتها منذ عام 2012، حيث حصلت معظم الخسائر خلال الأشهر ال 18 الأخيرة”.
“نعلم أن الجامعات البريطانية تعمل على تخصيص المزيد من المقاعد للطلاب المحليين، لكن مدراء الشؤون المالية في الجامعات يؤكدون أن الطلاب المحليين لا يضيفون الكثير لميزانية الجامعات لذلك لا بد من جذب المزيد من الطلاب الأجانب كل عام”.
وقال تيم برادشو مدير مجموعة راسل للأبحاث الجامعية:” إن الرسوم التي يدفع الطلاب تُستثمر في التعليم والبحث الأكاديمي الذي يصب في مصلحة جميع الطلاب، لكن مع تراجع قدرة الحكومة على تمويل دراسة الطلاب البريطانيين، فإن الرسوم التي يدفعها الطلاب الأجانب، ستسد العجز في الميزانية المخصصة لتمويل التعليم على الصعيد المحلي بالإضافة لتمويل الأبحاث التي تجريها جامعات القطاع العام”.
هذا وارتفع عدد الطلاب الأجانب الذين يدرسون في بريطانيا بنسبة 48 في المئة في السنوات الست الأخيرة، ويشكل طلاب الدراسات العليا غالبيتهم، ويتوافد المزيد من الطلاب الأجانب من الهند ونيجيريا، بينما انخفض عدد الطلاب القادمين من الاتحاد الأوروبي بنسبة 14 في المئة، ويمثل الطلاب الصينيون النسبة الأكبر من الطلاب الأجانب في بريطانيا بنسبة الربع تقريبًا”.
هذا وطالب مكتب الطلاب المسؤول عن تنظيم قطاع التعليم حوالي 23 جامعة بريطانية تضم أكبر عدد من الطلاب الصينيين باطلاعه على خطط الطوارئ التي وضعتها الجامعات في حال توقف وفود الطلاب من الخارج بشكل مفاجئ.
وقالت مديرة المكتب سوزان لابورث إن مكتب الخدمات التعليمية لا يشعر بالقلق من اعتماد بعض الجامعات بشكل كبير على الرسوم التي يدفعها الطلاب الأجانب، خاصة إن جزءًا كبيرًا من الطلاب يأتي من دولة واحدة فقط، وقالت:” يجب أن تضع الجامعات خطط تمويل طارئة في حال شهدنا انخفاضًا مفاجئًا في عدد الطلاب الأجانب”.
وشهدت الرسوم الدراسية للطلاب الأجانب زيادة بنسبة 71 في المئة خلال السنوات الست الأخيرة، وارتفعت من 5.4 مليار باوند في العام الدراسي 2016-2017 على 9.7 مليار باوند في عام 2021-2022، ونتيجة لذلك فإن أكثر من خمس دخل الجامعات في بريطانيا يغطيه الطلاب الأجانب من الأوروبيين وغير الأوروبي الذين يشكلون 21.5 في المئة من إجمالي عدد الطلاب، بعد أن كانت نسبتهم 15.6 في المئة فقط من الطلاب في عام 2016-2017.
وقال نيك همان مدير سياسات التعليم العالي: “إن الرسوم التي يدفعها الطلاب الأجانب هي مصدر الأرباح الوحيد تقريبًا لقطاع التعليم، وفي الفترة نفسها التي ارتفع فيها رسوم الطلاب الأجانب انخفضت قيمة رسوم الطلاب المحليين من 30.8 في المئة عام 2016-2017، إلى 28.8 في المئة عام 2021-2022.
وتأتي هذه الزيادة في عدد الطلاب الأجانب في الكلية الملكية للفنون بسبب توافد المزيد من الطلاب الصينيين، ممن ازداد عددهم حوالي ستة أضعاف في العام الماضي وتجاوز ال 1100 طالب، مقارنة ب 190 طالبًا في عام 20162017.
بينما سجلت جامعة روبرت جوردون زيادة بنسبة خمسة أضعاف في أعداد الطلاب النيجريين الذين وصل عددهم إلى 1700 طالب مقارنة ب 365 طالبًا قبل ست سنوات.
وقال المتحدث باسم الكلية الملكية للفنون :” إن جامعتنا هي واحدة من أفضل جامعات الفنون في العالم، حيث تجذب الجامعة الطلاب من بريطانيا وأكثر من 70 دولة أخرى، كما أننا فخورون بوجود العديد من الطلاب الصينيين الناجحين ضمن صفوف طلابنا”.
” كما تزداد أعداد الطلاب الدوليين من غير الصينيين، إلى جانب الطلاب البريطانيين باستمرار، ومن المتوقع أن تستمر بالزيادة خلال السنوات المقبلة، إن وضعنا المالي جيد، ونعمل على إجراء الأبحاث والأعمال الخيرية، وتوطيد شراكاتنا مع المؤسسات الأخرى”.
الطلاب الهنود يحتلون المرتبة الثانية في بريطانيا
من جانب آخر، انخفض عدد الطلاب الصينيين في جامعة سنترال لانكشاير بنسبة 57 في المئة خلال السنوات الست الأخيرة، في حين ازداد عدد الطلاب الهنود حوالي 24 ضعفًا مقارنة بما كان عليه عام 2016-2017.
كما انخفض عدد الطالب الصينيين بنسبة 68 في المئة في جامعة شيفيلد هالام، وازداد عدد الطلاب النيجيريين والهنود حوالي سبعة أضعاف مقارنة بما كان عليه عام 2016-2017.
ويأتي الطلاب الهنود في المرتبة الثانية من حيث عددهم في بريطانيا، حيث يمثلون 18 في المئة من جميع الطلاب الأجانب، بزيادة قدرها 4 في المئة مقارنة بعددهم في عام 2016-2017.
ويأتي الطلاب النيجيريون في المرتبة الثالثة حيث تبلغ نسبتهم 7 في المئة من إجمالي الطلاب الأجانب.
هذا ويشكل الطلاب البريطانيون غالبية طلاب الجامعات في بريطانيا بنسبة 85 في المئة، بينما يشكل الطلاب الأجانب 39 في المئة من طلاب الدراسات العليا.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضاً :
إحصائيات الطلاب الأجانب في بريطانيا خلال 2022
ما الوثائق التي يحتاجها الطلاب الأجانب للدراسة في بريطانيا لعام 2023؟
قيود جديدة تمنع الطلاب الأجانب من جلب عائلاتهم إلى بريطانيا لعام 2023
الرابط المختصر هنا ⬇