الطفل مجد الشغنوبي من غزة يصل بريطانيا لتلقي العلاج بعد إصابات خطيرة

وصل الطفل الفلسطيني مجد الشغنوبي البالغ من العمر 15 عامًا إلى المملكة المتحدة لتلقي العلاج الطبي العاجل، بعد إصابته بجروح بالغة في وجهه في حادث ناتج عن انفجار قذائف دبابات إسرائيلية بالقرب منه في غزة.
استقبال حافل في مطار هيثرو
وصل مجد، برفقة والدته وشقيقيه، إلى مطار هيثرو في لندن مساء يوم الأربعاء، حيث كان في استقباله عدد من المتطوعين والمواطنين البريطانيين الذين رحبوا به بحفاوة، حاملين الزهور والهدايا واللافتات، تعبيرًا عن دعمهم له ولعائلته في محنتهم.
إصابات شديدة في وجه مجد
تعرض مجد في فبراير 2024 لانفجار قذائف دبابات إسرائيلية بالقرب منه أثناء تواجده مع أصدقائه. أسفر الانفجار عن إصابته بجروح خطيرة في وجهه وفقدانه جزءًا من وجهه بالكامل، إضافة إلى فقدان فكّه وأسنانِه. وقد تركت هذه الإصابات أثرًا نفسيًا عميقًا على الطفل وعائلته.
قصة نجاته المدهشة
تروي والدة مجد، إسلام، أن الأطباء في مستشفى المعمداني في غزة أصيبوا بالدهشة عندما نجح ابنها في البقاء على قيد الحياة رغم إصاباته البالغة.
وقالت: “عندما وصل مجد أولًا إلى المستشفى، ظنوا أنه توفي بسبب شدة الإصابات في وجهه وساقه، ولكن عندما رفع ذراعه، أدركوا أنه ما زال حيًا. كانت جميع غرف العمليات مشغولة، ولذلك أجريت له العملية في المطبخ لإنقاذه. كان من الصعب جدًا عليه التنفس، وكانوا يضطرون لإطعامه عن طريق الأنابيب والحقن من خلال أنفه.”
شعور بالراحة والأمل في بريطانيا

أعرب مجد عن شعوره بالراحة بعد وصوله إلى بريطانيا، حيث قال: “الحمد لله أنني حصلت على فرصة لتلقي العلاج هنا… هذا هو السبب في قدومي. منذ أن وصلت، شعرت بسعادة أكبر بكثير.” وتابع مجد: “لقد تم استقبالنا بطريقة لطيفة جدًا.”
الآثار النفسية للطفل من غزة
عندما سُئل مجد عما يتذكره من فترة وجوده في غزة، أجاب: “رأيت كلابًا تأكل الجثث، وكان ذلك مرعبًا، وظننت أنني سأموت. أشياء من هذا القبيل…” هذه الذكريات المؤلمة تُعبر عن حجم المعاناة النفسية التي مر بها الطفل أثناء وجوده في غزة.
تحدثت والدة مجد عن وضع عائلتها في غزة، حيث قالت: “الآن تعيش عائلتي في غزة في الخيام. فقدنا منزلنا، فقدنا ذكرياتنا، فقدنا أحلامنا. لا شيء متبقٍ في غزة.” كما أضافت أنها تعيش في خوف دائم على حياة أطفالها الذين تركتهم في غزة مع والدهم، حيث أن “أي شيء قد يحدث لهم في غزة.”
دور مشروع الأمل الصافي في نقل الأطفال للعلاج
مجد هو الطفل الثالث الذي يأتي إلى المملكة المتحدة بفضل جهود جمعية “مشروع الأمل الصافي”، وهي مجموعة تطوعية تعمل على إجلاء الأطفال الفلسطينيين الذين يعانون من إصابات خطيرة. قامت الجمعية بجمع الأموال اللازمة لإحضار الأطفال وعائلاتهم إلى بريطانيا وتغطية تكاليف علاجهم.
الحكومة البريطانية وتكثيف جهود الإجلاء
View this post on Instagram
أعلن رئيس الوزراء البريطاني سير كير ستارمر في الأسبوع الماضي عن تسريع الجهود لإجلاء الأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة من غزة إلى المملكة المتحدة. وقال عمر دين، المؤسس المشارك لمشروع الأمل الصافي، إن الوقت قد حان لكي تتدخل الحكومة البريطانية بشكل رسمي، مؤكدًا أن “كلما تأخرنا، كلما مات المزيد من الأطفال الذين يمكننا إنقاذهم.”
رد الحكومة البريطانية
أعلنت الحكومة البريطانية أنها قدمت دعمًا للعديد من الأطفال المصابين بحالات طبية معقدة، من خلال إتاحة الفرصة لهم للوصول إلى العلاج الطبي الممول من القطاع الخاص في المملكة المتحدة، تحت مبادرة مشروع الأمل الصافي.
وتؤكد منصة العرب في بريطانيا AUK على أهمية تسليط الضوء على القضايا الإنسانية التي تخص الأطفال، وعلى ضرورة تقديم الدعم والمساعدة لهم في الوقت الذي يحتاجون فيه إلى الرعاية الطبية العاجلة. وإن إجلاء الأطفال الفلسطينيين، مثل مجد الشغنوبي، إلى بريطانيا لتلقي العلاج يعد خطوة ضرورية لإنقاذ حياة هؤلاء الأطفال الذين يعانون من إصابات جسيمة، وقد عانوا من صدمات نفسية كبيرة بسبب العدوان. كما تؤكد على أهمية الضغط على الحكومة البريطانية لتوسيع نطاق برامج الإجلاء وتوفير الدعم اللازم للأطفال اللاجئين من غزة والذين يواجهون تحديات كبيرة في الوصول إلى العلاج والرعاية الصحية المناسبة.
المصدر: سكاي نيوز
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇