خطة الطاقة النظيفة تعزز اقتصاد بريطانيا بـ400 ألف وظيفة جديدة بحلول 2030
التحول نحو الطاقة النظيفة لا يغيّر فقط طريقة إنتاج الكهرباء، بل يعيد تشكيل سوق العمل نفسه. تقرير جديد نقلته فايننشال بوست عن بلومبرغ يشير إلى أن مشاريع خفض الانبعاثات ستخلق مئات الآلاف من الوظائف خلال السنوات المقبلة، مع استفادةٍ أكبر لشرق إنجلترا واسكتلندا من موجة “الوظائف الخضراء” القادمة.
الشرق البريطاني واسكتلندا في الصدارة

مع تسارع خطة بريطانيا لإزالة الكربون من نظام الطاقة بحلول نهاية العقد، تشير توقعات حكومية جديدة إلى أن الشرق الإنجليزي واسكتلندا سيكونان الأكثر استفادة من الطفرة الوظيفية المرتقبة في قطاع الطاقة النظيفة.
التقرير الحكومي الصادر الأحد يتوقع توفير أكثر من 400 ألف وظيفة جديدة لدعم التحول إلى الطاقة منخفضة الانبعاثات. وتشمل الوظائف المطلوبة السباكين والكهربائيين واللحّامين، للعمل في مشاريع بناء وتشغيل محطات الطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة الطاقة، وإدارة الشبكات الذكية، وتقليل الانبعاثات في الصناعات التقليدية.
في شرق إنجلترا وحدها، يُتوقّع أن يوفّر مشروع محطة “سايزويل سي” النووية على ساحل سوفولك نحو 10 آلاف وظيفة في ذروة الإنشاء. كما ستدعم مشاريع احتجاز وتخزين الكربون في اسكتلندا وشمال شرق إنجلترا أكثر من 35 ألف وظيفة، بحسب وزارة أمن الطاقة وصفر انبعاثات الكربون البريطانية.
أما لندن، فقد تشهد نحو 25 ألف وظيفة مباشرة في قطاع الطاقة النظيفة بحلول عام 2030 — أي أكثر من ضعف عدد العاملين في 2023.
تدريب العمالة على مهارات الطاقة النظيفة

تؤكد الحكومة أن نقص المهارات التقنية يمثل تحديًا رئيسيًا أمام تحقيق التحول الأخضر. ولهذا، يجري توجيه تمويل إضافي لتدريب العاملين في المهن المرتبطة بالطاقة المستدامة.
ووفق التقرير، سيحتاج عدد السباكين والنجارين إلى الضعف بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات 2023، بينما يتوجب توفير ثلاثة أضعاف عدد اللحّامين المهرة لتلبية الطلب في مشاريع الطاقة الجديدة.
شكوك وانتقادات
مع ذلك، يشكّك منتقدون في قدرة الخطة على تحقيق هذا الارتفاع الكبير في الوظائف، معتبرين أن الحكومة ستعتمد في النهاية على استقدام عمالة ماهرة من الخارج، ما قد يرفع التكاليف على أصحاب الأعمال المحليين.
لكن وزير الطاقة إد ميليباند أكد في مقابلة مع قناة سكاي نيوز أن الحكومة ستبذل “كل ما في وسعها لضمان أن تذهب هذه الوظائف إلى العمال البريطانيين”، نافيًا أن يؤدي البرنامج إلى زيادة في تكاليف التشغيل، ومعلنًا أن 20 ألف عامل بريطاني سيُدرّبون لتولّي هذه الأدوار.
الوظائف الخضراء: مستقبل الأجيال القادمة
يقول ميليباند: “السؤال اليوم هو: من أين ستأتي وظائف المستقبل؟ ما الذي سيعمل فيه أبناؤنا وبناتنا؟”
ثم يجيب: “الجواب واضح — من وظائف الطاقة النظيفة: من محطات الطاقة النووية، ومن مزارع الرياح البحرية، ومن مشاريع احتجاز الكربون.”

يبدو أن التحول الطاقي في بريطانيا لا يقتصر على مواجهة أزمة المناخ فحسب، بل يفتح الباب أمام اقتصاد جديد قائم على الطاقة النظيفة وفرص العمل الخضراء.
لكن الطريق إلى “صفر كربون” ما زال طويلًا — إذ يعتمد النجاح على ما إذا كانت لندن قادرة على تأهيل الكوادر المحلية، وتحويل الشعارات البيئية إلى واقع اقتصادي ملموس.
المصدر: فايننشال بوست
الرابط المختصر هنا ⬇
