العرب في بريطانيا | الصين تهدد بريطانيا بقطع العلاقات الدبلوماسية ل...

1447 جمادى الثانية 23 | 14 ديسمبر 2025

الصين تهدد بريطانيا بقطع العلاقات الدبلوماسية لهذا السبب

من اختراق الإيميلات إلى تجنيد الجواسيس.. كيف توسع سجل عمليات التجسس الصينية في بريطانيا؟
محمد سعد October 26, 2025

هددت الصين بقطع العلاقات الدبلوماسية مع بريطانيا إذا لم يؤيد رئيس الوزراء كير ستارمر موقفها بشأن سيادتها على تايوان.
وقال السفير الصيني في لندن، تشنغ تسه غوانغ، إن «الشرط الأساسي لتطور العلاقات الصينية البريطانية بشكل سليم ومستقر هو أن تعترف بريطانيا بأن تايوان لم تكن يومًا دولة مستقلة، وأنها جزء لا يتجزأ من الصين».

خلاف قديم يعود إلى الواجهة

أوضح السفير أن بريطانيا قدمت في عام 1972 «التزامًا واضحًا» بالاعتراف بمبدأ «صين واحدة» عند تأسيس العلاقات مع بكين، مؤكدًا أن هذا التعهد «يجب ألا يُنسى».
ورغم أن لندن تعترف بموقف الصين تجاه تايوان، فإنها لم تُصادق رسميًا على ملكية بكين لها، وهو الموقف الذي طالما حافظت عليه الحكومات البريطانية المتعاقبة.

تعتبر بكين تايوان — الجزيرة الديمقراطية التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة وتحكم نفسها منذ عام 1949 — إقليمًا متمردًا، ولم تستبعد اللجوء إلى القوة لإعادتها إلى سيطرتها، إذ ترسل سفنًا حربية وطائرات مقاتلة نحو الجزيرة بشكل شبه يومي.

تايبيه ترد: مستقبلنا يقرره شعبنا

الصين تهدد بريطانيا بقطع العلاقات الدبلوماسية بسبب تايوان
تايوان: مستقبل الجزيرة يحدده شعبنا. انسبلاش

من جانبها، أكدت رئيسة تايوان لاي تشينغ-ته أن بلادها دولة ذات سيادة، وأن مستقبلها «يجب أن يقرره شعبها وحده».
وقال السفير الصيني في تصريح لصحيفة ديلي تلغراف: «نأمل أن تلتزم الحكومة البريطانية بالاتفاقات التي أبرمتها عام 1972، وأن تتعامل مع قضية تايوان بحذر ومسؤولية».

انتقادات بريطانية وتحذيرات من «الابتزاز الاقتصادي»

في المقابل، رد وزير الأمن السابق توم توغندهات قائلاً إن «محاولات بكين لتشويه القانون الدولي، بما في ذلك الادعاء بأن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2758 يمنحها السيادة على تايوان، يجب أن تُواجه بالرفض».
وأضاف: «هذه قضايا تخص الشعب التايواني وحده، واستخدام الضغوط الاقتصادية لإجبار الآخرين على الخضوع لا يجعلها قانونية».

تصاعد التوتر بين لندن وبكين

تأتي هذه التصريحات وسط تصاعد التوتر بين البلدين بسبب فضيحة التجسس الصيني في بريطانيا، والدعوات إلى وقف بناء السفارة الصينية الجديدة في لندن خشية استخدامها لأغراض استخباراتية.
وفي الشهر الماضي، جدد وزير الدفاع الصيني تهديده بالسيطرة على تايوان خلال افتتاح منتدى شيانغشان الأمني في بكين، مؤكدًا أن «إعادة تايوان إلى الوطن الأم جزء لا يتجزأ من النظام الدولي لما بعد الحرب العالمية الثانية».

عرض عسكري ضخم ورسائل رمزية

الصين تهدد بريطانيا بقطع العلاقات الدبلوماسية بسبب تايوان
استعراض عسكري صيني

وجاء المنتدى بعد عرض عسكري هائل نظمته الصين لإحياء الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث استعرض جيش التحرير الشعبي — وهو الأكبر في العالم — أحدث ترسانته العسكرية، بما في ذلك صواريخ فرط صوتية ودبابات محلية الصنع.
وفي كلمته، شدد الوزير الصيني دونغ جون على أن بلاده «لن تسمح مطلقًا بأي محاولة انفصالية لتايوان»، وأن الجيش الصيني «جاهز لإفشال أي تدخل عسكري خارجي».

الدفاع عن النظام الدولي

وأكد دونغ أن بكين «لا تسعى لتقويض النظام الدولي القائم، بل لتعزيز أسسه وضمان الاستقرار العالمي»، مشيرًا إلى أن السلوكيات التي تقوم على «فرض النفوذ أو إجبار الدول على الاصطفاف» تهدد الأمن الدولي وتدفع العالم نحو الفوضى.
وأضاف: «يجب أن نحافظ على النظام الدولي الذي تأسس بعد الحرب، لا أن نهدمه أو نستبدله، بل أن نعزّز ركائزه الأساسية».

حافة التوتر: تايوان اختبار جديد للعلاقات بين الشرق والغرب

ترى منصة العرب في بريطانيا (AUK) أن ما يجري بين بكين ولندن يتجاوز حدود الخلاف الدبلوماسي التقليدي. فالصين تُعيد رسم خطوط الاشتباك مع الغرب من بوابة تايوان، بينما تفضّل بريطانيا الموازنة بين التزاماتها السياسية ومصالحها الاقتصادية.
ومع تصاعد لجؤ بكين  للغة التحذير واللجؤ لاستعراض القوة العسكرية، وتنامي حذر لندن، تبدو تايوان وكأنها تعود إلى قلب التوتر العالمي — نقطة توتر بين القوة الصينية الصاعدة والقوى الغربية الكلاسيكية.
ففي ظل لغة التحذير الصينية والصمت البريطاني المحسوب، يتشكّل مشهد تتداخل فيه الدبلوماسية بالقوة، والمصالح بالرموز، ليعيد إلى الذاكرة الاجواء المشحونة للحروب الباردة.

المصدر: Daily Mail


اقرأ أيضا

اترك تعليقا

آخر فيديوهات القناة