علماء جامعة أكسفورد يكتشفون تأثيرًا مفاجئًا لأدوية الصداع النصفي
يُعاني ما يُقدر بـ 190ألف شخص يوميًا في بريطانيا من الصداع النصفي، وهو ما يدفع العديد منهم لتناول الأدوية بهدف تخفيف الآلام التي قد تستمر بين ساعتين وثلاثة أيام. غير أن دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة أكسفورد كشفت نتائج غير متوقعة بشأن فعالية بعض الأدوية المستخدمة لعلاج هذه الحالة.
فقد أظهرت الدراسة أن بعض الأدوية التي تُستخدم لعلاج الصداع النصفي ليست أكثر فعالية من الباراسيتامول، في حين كانت الأدوية الأرخص سعرًا، والمعروفة بالتريبتانات، هي الأكثر قدرة على تخفيف الألم. يُذكر أن التريبتانات تُكلف حوالي باوند واحد للحبة الواحدة، وكانت أكثر فعالية من أدوية أخرى مثل “جيبنت” في تقليل حدة آلام الصداع النصفي.
الألم النابض وأعراض الصداع النصفي
وعادةً ما يُصاحب الصداع النصفي ألم نابض على جانب واحد من الرأس، ويُمكن أن يستمر الألم لفترات تتراوح بين ساعتين وثلاثة أيام. ووفقًا لما نشرته هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، قد يعاني بعض الأشخاص من تكرار النوبات عدة مرات في الأسبوع. ورغم ذلك، يرى الخبراء أن التريبتانات لا تُستخدم بالقدر الكافي بين الأفراد المصابين بالصداع النصفي، والبالغ عددهم نحو 190,000 شخص يوميًا في المملكة المتحدة.
من جهة أخرى، أشارت منظمة “صندوق الصداع النصفي” الخيرية إلى أن العثور على العلاج المناسب للصداع النصفي عادةً ما يكون تجربة مؤلمة ومرهقة، إلا أنها حثت الأطباء على عدم إهمال الخيارات العلاجية الأخرى. وقد استندت الدراسة إلى 137 تجربة خاضعة للرقابة، شملت ما يقارب 90,000 مريض، حيث قُدم لهم 17 نوعًا مختلفًا من الأدوية أو العلاج الوهمي، وفقًا لما نشره موقع “MailOnline”. وشملت الأدوية التي خضعت للدراسة تريبتانات، مثل إلتريبتان، ريزاتريبتان، سوماتريبتان وزولميتريبتان.
كما جرى اختبار أدوية أخرى مثل أوبروجيبنت، أتوجيبيت، وريميجيبنت، والتي قد تصل تكلفتها إلى 12 ضعف تكلفة التريبتانات. ووجد الباحثون أن جميع الأدوية كانت فعالة في تقليل ألم الصداع النصفي بعد ساعتين من تناولها، مقارنةً بالعلاج الوهمي، بينما استمر تخفيف الألم لدى معظم المرضى لمدة تصل إلى 24 ساعة.
تصريحات الباحثين والخبراء
وأفاد أندرياد سيبرياني، أستاذ الطب النفسي في جامعة أكسفورد والمؤلف الرئيس للدراسة، أن “جميع الأدوية المُرخصة تُعتبر أفضل من العلاج الوهمي، لكن بعضها يتفوق على الأدوية الأخرى لعلاج الصداع النصفي الحاد. وتشمل هذه الأدوية أربعة أنواع من التريبتانات: إلتريبتان، ريزاتريبتان، سوماتريبتان وزولميتريبتان، والتي أثبتت فعاليتها أكثر من غيرها، بل وتفوقت على الأدوية الحديثة مرتفعة الثمن”.
وأضاف سيبرياني أن “فعالية الأدوية الجديدة تقارن بالباراسيتامول؛ فهي أفضل من الحبة الوهمية، لكن أقل فعالية من التريبتانات الأربعة. ويُعدُّ ذلك معلومة مهمة في ظل ارتفاع تكلفة العلاجات الجديدة”.
من جانبه، صرّح روبرت ميوزيك، الرئيس التنفيذي لمنظمة “صندوق الصداع النصفي”، بأن التريبتانات “تُعتبر فعالة للغاية لدى بعض المرضى”، إلا أن كثيرين لا يستجيبون لها أو لا يستطيعون تناولها بسبب حالات طبية أخرى مثل أمراض القلب والأوعية الدموية.
وأضاف: “إن إيجاد علاج فعال للصداع النصفي قد يكون عملية طويلة ومؤلمة، وقد يستغرق الأمر سنوات من المحاولات الخاطئة، وهو ما يُؤثر سلبًا على العمل والوضع المالي والصحة النفسية بشكل عام”. وأكد ميوزيك أن الأولوية لا ينبغي أن تكون لإهمال العلاجات الجديدة، بل لجعلها أكثر توفرًا لمن يحتاجون إليها، بهدف توفير خيارات علاجية أوسع.
وأشارت الدكتورة إليوسيا روبيو-بيلتران، الباحثة في “صندوق الصداع النصفي”، إلى ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لاختبار فعالية الأدوية في الظروف الواقعية، وذلك لتحديد الأكثر فعالية في علاج الصداع النصفي.
المصدر ميرور
إقرأ أيَّضا
الرابط المختصر هنا ⬇