أبرز عناوين الصحف البريطانية ليوم الخميس 12 يونيو 2025

في مشهد إعلامي يعكس احتدام النقاش السياسي والاقتصادي في بريطانيا، تصدّرت مراجعة الإنفاق الحكومية بقيادة وزيرة المالية رايتشل ريفز الصفحات الأولى لأغلب الصحف البريطانية الصادرة صباح اليوم. بين قفزات مالية لقطاعات الصحة والتعليم والدفاع، و”تضحيات قسرية” في ميزانيات الداخلية والثقافة والشرطة، بدا أن حزب العمال يسعى لإعادة رسم ملامح الدولة البريطانية في مرحلة ما بعد التقشف. لكن هذه التحولات تأتي في ظل تحذيرات من ضرائب مرتفعة لا مفر منها، واتهامات بإقصاء مؤسسات الأمن والجيش من أولويات الحكومة.
التايمز:
كتبت *التايمز* أن المستشارة رايتشل ريفز “فتحت صنابير الضرائب والإنفاق” في خطوة تهدف إلى “تأمين فوز حزب العمال في الانتخابات المقبلة”. وعلى الرغم من ضخ التمويل، أشارت الصحيفة إلى أن بعض الوزارات – وعلى رأسها الشرطة – لا تزال تواجه “واقعًا ماليًا صعبًا”. وأكد اقتصاديون للصحيفة أن ريفز “لن تجد خيارًا سوى رفع الضرائب للحفاظ على توازن الحسابات العامة”.
ديلي تلغراف:
عنونت *ديلي تلغراف* صفحتها الأولى: “ريفز تضرب الشرطة والدفاع لتمويل NHS”، في إشارة إلى أن المستشارة “تضحّي بأمن البلاد من أجل أولوياتها السياسية”. ونقلت الصحيفة عن قادة في الشرطة تحذيرهم من أن الخطة قد تقوّض أهداف الحكومة في خفض معدلات الجريمة، بينما وصفت شخصيات عسكرية بارزة الخطة بأنها “غير كافية تمامًا” لتعزيز قدرات القوات المسلحة. وأشارت الصحيفة إلى أن كلا القطاعين سيشهدان زيادات سنوية “محدودة” مقارنة بما سيُمنح لقطاع الصحة.
فايننشال تايمز:
خصصت *فايننشال تايمز* عنوانها الرئيسي لإطلاق خطة إنفاق وصفتها بأنها “دفع نحو التجديد بقيمة 113 مليار باوند”. واعتبرت الصحيفة أن NHS والتعليم والدفاع خرجوا فائزين من مراجعة الإنفاق، في حين تعرضت وزارات مثل الداخلية والخارجية والثقافة لضغوط تقشفية. ونقلت الصحيفة عن ريفز قولها إن هذه المراجعة تمثل “رفضًا لسياسات التقشف”، بينما حذّر معهد الدراسات المالية من أن الأمور “ستصبح أكثر ضيقًا” بدءًا من منتصف 2026.
آي بايبر:
عنونت *آي بايبر* صفحتها بـ”زيادة الضرائب باتت حتمية”، مشيرة إلى أن خطة الإنفاق الجديدة التي أطلقتها ريفز – والبالغة قيمتها الإجمالية **2 تريليون باوند** – ستفرض واقعًا ضريبيًا جديدًا. ووصفت الصحيفة وزارة الداخلية بأنها “الخاسر الأكبر”، مشيرة إلى أن تقلص التمويل قد يدفع الحكومات المحلية إلى رفع ضريبة المجلس (*council tax*) لتعويض الفجوة، ما يُرهق الأسر ذات الدخل المتوسط والمنخفض.
ديلي ميرور:
في أعلى الصفحة، ركّزت *ديلي ميرور* على خطة ريفز للإنفاق بـ300 مليار باوند تحت شعار “بريطانيا أفضل”. لكنها اختارت تسليط الضوء على دعوى قضائية أُحيلت إلى المحكمة العليا، حيث تسعى الحكومة لاسترداد **122 مليون باوند** من شركة مرتبطة بالبارونة المحافظة ميشيل مون، بعد فشلها في الالتزام بتوريد معدات الحماية الشخصية خلال جائحة كورونا.
ذا صن:
عنونت *ذا صن* صفحتها الأولى بـ”تحيا المهزلة!”، منتقدة ما وصفته بتقاعس الشرطة الفرنسية التي “وقفت متفرجة” بينما أبحر مهاجرون في قارب مطاطي باتجاه بريطانيا. وأشارت الصحيفة إلى أن ريفز أعلنت عن استمرار تشغيل فنادق اللجوء حتى عام 2029، ما اعتبرته الصحيفة استمرارًا لسياسة “الترحيب غير المنضبط”.
ديلي ستار:
أما *ديلي ستار* فخرجت عن السياق السياسي، واختارت تكريمًا خاصًا للنجم الراحل بريان ويلسون، عضو فرقة “بيتش بويز”، الذي توفي عن عمر يناهز 82 عامًا. وكتبت الصحيفة: “الله وحده يعلم من سنكون من دونك”، في وداعٍ عاطفي لأحد رموز الموسيقى الأمريكية.
موقف منصة “العرب في بريطانيا”
ترى *منصة العرب في بريطانيا (AUK)* أن مراجعة الإنفاق الحكومية الحالية تعكس تحوّلًا حاسمًا في توجهات الدولة البريطانية، حيث جرى استبدال سياسات التقشف بضخ مالي واسع النطاق. غير أن هذا التحوّل، رغم أهميته، لا يخلو من اختلالات واضحة في توزيع الموارد، خاصة حين يُهمّش الأمن الداخلي والدفاع لصالح قطاعات أخرى. وتدعو المنصة إلى مراجعة متوازنة تُعيد الاعتبار إلى العدالة المالية والاجتماعية، وتحمي الفئات الهشة من أعباء الضرائب المتزايدة، دون الإضرار بالأمن أو تفريغ الدولة من أدواتها الأساسية في إدارة الشأن العام.
المصدر بي بي سي
إقرأ أيّضا
الرابط المختصر هنا ⬇