الفجوة بين أسعار المنازل والشقق في بريطانيا تبلغ أعلى مستوياتها منذ 30 عامًا

تشهد بريطانيا اتساعًا غير مسبوق في الفجوة بين أسعار المنازل والشقق، حيث أظهرت دراسة حديثة أن الفرق بين متوسط المنازل والشقق في بريطانيا بلغ أعلى مستوى له منذ ثلاثة عقود، وهو ما يزيد صعوبة امتلاك العقارات، خاصة بالنسبة للمشترين الجدد.
ووفقًا لتقرير صادر عن موقع (Zoopla) العقاري، يبلغ متوسط سعر الشقة في المملكة المتحدة حاليًا 191,300 باوند، بينما يصل متوسط سعر المنزل إلى 319500 باوند، وهو ما يشكل فارقًا بنسبة 67 في المئة.
تراجع الطلب على الشقق في بريطانيا
وأظهرت البيانات أن الشقق تمثل حاليًا نحو ربع العقارات المعروضة في السوق، مع ارتفاع ملحوظ في عددها خلال الأسابيع الأولى من عام 2025.
ومع ذلك، فإن عدم التوازن بين العرض والطلب أدى إلى تباطؤ نمو أسعار الشقق، حيث لم ترتفع سوى بنسبة 0.5 في المئة خلال العام الماضي، مقارنةً قدرها بزيادة 2.2 في المئة في أسعار المنازل.
وعلى مدى السنوات الخمس الأخيرة، ارتفعت أسعار الشقق بنسبة 7 في المئة فقط، في حين قفزت أسعار المنازل بنسبة 24 في المئة، حيث يفضل عدد أكبر من السكان شراء المنازل بدلًا من الشقق.
كيف أثرّت جائحة كورونا على سوق العقارات؟
ويرى الخبير العقاري مات ييتس، أن هذه الفجوة تعود جزئيًا إلى القرارات التي اتخذها المشترون خلال فترة انتشار جائحة جورونا وبعد انحسارها.
ويقول ييتس: “خلال الفترة التي تلت انتشار جائحة كورونا، أقدم العديد من السكان على شراء العقارات بأسعار مرتفعة، مستفيدين من معدلات الفائدة المنخفضة”.
وأضاف: “ولكن مع مرور الوقت، وارتفاع أسعار الفائدة، يجد هؤلاء أنفسهم اليوم مضطرين إلى إعادة تمويل قروضهم بتكاليف أعلى، وهو ما قد يؤدي لانخفاض قيمة عقاراتهم، خاصةً بعد أن فقدت بعض العقارات ما بين 10 و20 في المئة من قيمتها نتيجة حصول ارتفاع سابق في معدلات الفائدة”.
وأشار إلى أن هذه التغيرات قد تجعل البعض غير قادرين على تحمل تكاليف منازلهم الحالية>
وأكد ييتس أن السوق العقارية لا يمكن أن تحافظ على استقرارها دون تدفق مستمر للمشترين الجدد، وشرح قائلًا: “رغم استقرار السوق نسبيًا في الوقت الحالي، إلا أن إقبال المشترين لأول مرة يلعب دورًا محوريًا في دعم النمو العقاري، حيث تساهم في تحريك مختلف شرائح السوق.”
نصائح للراغبين في امتلاك العقارات
ووجه ييتس نصائح مهمة للراغبين في شراء العقارات، داعيًا إياهم إلى عدم التسرع وإجراء أبحاث دقيقة قبل اتخاذ القرار، خاصة عند شراء الشقق، التي قد تبدو أقل تكلفة لكنها تحمل تكاليف إضافية مثل رسوم الخدمات والإيجارات الأرضية، والتي يمكن أن ترتفع بمرور الوقت.
كما شدد على أهمية البحث عن قروض عقارية بأسعار مناسبة، قائلًا: “على المشترين مقارنة العروض وعدم الاكتفاء بالخيار الأول المتاح”.
وأضاف: “يقضي الناس وقتًا طويلًا في البحث عن أفضل عروض التأمين، لكنهم نادرًا ما يقارنون بين البنوك للحصول على أفضل قرض عقاري، رغم أنه أكبر التزام مالي في حياتهم.”
المصدر: Rayo
اقرأ أيضًا :
الرابط المختصر هنا ⬇