تقرير جديد يكشف حجم تشريد الشعب السوري بعد 12 عاما من المعاناة
بعد مرور 12 عامًا على الثورة السورية، اكتشف تقرير جديد أن 1.8 مليون شخص من الشعب السوري أُجبِروا على العيش في مخيمات اللاجئين، وأكد التقرير أن تسعة من كل 10 أشخاص يعيشون في مخيمات النازحين في شمال غرب سوريا أصبحوا بلا مأوى عدة مرات.
وقد أدى الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في شهر فبراير، وأودى بحياة عشرات الآلاف من الناس، إلى ازدياد الأمور سوءًا، حيث يعيش نحو 98 في المئة من النازحين السوريين في شمال غرب سوريا في مخيمات دون مأوى آمن، وفقًا لتقرير صادر عن منظمة العمل من أجل الإنسانية (AFH).
حجم تهجير الشعب السوري
وأُجبِر نحو 1.8 مليون شخص على العيش في 1,420 مخيمًا داخل سوريا. وكشف التقرير الذي شمل 263 أسرة نازحة في شمال غرب سوريا، أن 92 في المئة من الأسر النازحة داخل سوريا أصبحت بلا مأوى عدة مرات منذ بدء الثورة. وقد نزح ثلثها أربع مرات إلى سبع مرات، في حين قال 23 في المئة من تلك العوائل: إنها نزحت ثماني مرات أو أكثر!
وفي هذا السياق قال هاني حبال، وهو سوري من مدينة حلب، يعمل متطوعًا في شمال سوريا، ويشرف على المشاريع الإنسانية لـ(AFH): “كانت السنوات الـ12 الماضية فاجعة بالنسبة إلي؛ فقد قُتِل كثير من أبناء شعبنا وجُرِحوا وفقدوا منازلهم”. وفضلًا عن ذلك، دمر الزلزال “كثيرًا من مساكنهم وألحق أضرارًا كبيرة بغيرها ما جعلهم يشعرون بأنها غير آمنة للعيش”.
وأضاف حبال: “فقد كثيرون منازلهم عدة مرات. عندما بدأت الحرب، كان الناس يعيشون في مدن مثل دمشق ودرعا، وعندما وصلت قوات النظام إلى مدنهم أو قُراهم نزحوا منها. لقد فرُّوا إلى مدن مثل حلب والرقة؛ للنجاة بحياتهم، ثم نزحوا مرة أخرى إلى مدن أخرى مثل إدلب، ونزحوا مرة أخرى كذلك عندما وصل القتال إلى هناك!”.
صمت دولي
“في بعض الأمثلة المأساوية والمثيرة للدهشة، اضطر بعض الناس إلى مغادرة منازلهم أكثر من 20 مرة! فهل يمكنك أن تتصور حجم المعاناة التي قاساها أناس كثيرون، حيث تشردوا وأُجبِروا على النزوح مع عائلاتهم عدة مرات فرارًا بحياتهم؟! هذا هو الواقع بالنسبة إلى ملايين الناس في شمال غرب سوريا!”. وبهذا الشأن هاجم ديفيد ميليباند رئيس لجنة الإنقاذ الدولية ما وصفه بـ”إهمال المجتمع الدولي لسوريا”. وقال في بيان له: “النسيان ليس أسلوبًا نواجه به حياة الملايين في الشمال الغربي!”.
“كان الزلزال الذي حدث في فبراير بمثابة تذكير لنا بأن الأزمة المنسية لم يُؤبَه لها ولم تُحَلَّ. لقد كشفت لنا الأحداث الأخيرة عن حياة أولئك الذين تقطَّعت بهم السبل بسبب الحرب، وأنهم يعانون من ظروفهم الحالية وهم عرضة للأزمات النفسية”.
جدير بالذكر أن الأمم المتحدة قالت في نوفمبر/تشرين الثاني: إن الناس معرضون لخطر الموت في ظل الصراع المستمر، إضافة إلى احتمال تعرضهم للعنف والاستغلال وانتشار عمالة الأطفال في مخيمات النازحين الداخلية.
اقرأ أيضا
السورية صبا برهوم تساعد المراهقين في بريطانيا على اكتشاف مواهبهم
متى سيأخذ العالم معاناة السوريين على محمل الجد؟
اللاجئ والمخرج السوري حسان عقاد يحذر من بريطانيا أن بلاده يكاد يطويها النسيان
الرابط المختصر هنا ⬇