الشرطية المحجبة في بيتربورو تُحْيي اليوم العالمي للحجاب!
تحدّثت الشرطية المحجّبة في بيتربورو عن أهمية ارتداء اللباس الإسلامي للمرأة في اليوم العالمي للحجاب.
لطالما كان الحجاب يرمز للإسلام والشعائر الإسلامية، وكان تجسيدًا راسخًا لمفهوم الاحتشام والخصوصية عند النساء المسلمات. وعلى عكس ما هو شائع بأن الحجاب هو إحدى صور الحصر وتقييد الحريات، تبقى المرأة المحجبة – في بعض المجتمعات والأوساط غير المسلمة – تتمتع بممارسة حياتها من تعليم وعمل بشكل طبيعي.
والشرطية المحجبة أنيسة محمود مثال حيّ على ذلك.
أرادت الشرطية الخاصّة أنيسة محمود – التي تعمل في مقر الشرطة ثروب وود في مدينة بيتربورو – أن تكون ضابطة شرطة، وقد انضمّت بالفعل إلى الشرطة بعد حصولها على شهادة في علم الإجرام.
ومن جهة أخرى يُعتبر اليوم العالمي للحجاب الذي كان يوم الثلاثاء الماضي احتفالًا شاملًا يهدف إلى تعزيز الوعي الثقافي، وفهم ماهية الحجاب الذي ترتديه المرأة المسلمة.
وكما هو معروف ومذكور في القرآن الكريم يُطلب من المسلمين ارتداء ملابس محتشمة، وخصوصًا النساء اللاتي اخترن ارتداء الحجاب مراعاة للنص القرآني. وتعمل رابطة الشرطة المسلمة مع وزارة الداخلية لتوفير الحجاب المناسب للشرطيات العاملات في بريطانيا اليوم.
الحجاب رمز الاحتشام
وقالت الشرطية أنيسة: “أنا بريطانية باكستانية. ولدت وترعرعت في أسرة مسلمة. مفهوم الحجاب قريب ومهم جدًا عند عائلتي، وهو أيضًا علامة احتشام وحياء”.
وأضافت قائلةً: “رأيت أختي الأصغر مني ترتدي الحجاب أمام عيني، وقد استحييت من نفسي حينها في موقف قد أظهرت فيه فهمها للدين أكثر مني. لهذا وبعد بحثي في الأمر استلهمت قوة وشجاعة من أختي، وارتديت الحجاب أنا أيضًا. لقد ارتديته منذ أن كان عمري 6 سنوات، وحينها بدأت أتلقّى تعليقات سلبية (كراهية) من أصدقائي”.
وقالت أنيسة: “يُمثّل الحجاب لي رمز الفخر بكوني مسلمة. أنا أرتدي الحجاب ورأسي مرفوع؛ لأظهر أني لا أخجل من كوني مسلمة. أشعر بأنني مباركة وذات حظّ جيّد لأني أملك فرصة ارتدائه”.
أنا فخورة بهُوِيّتي، وفخورة بارتدائي الحجاب. لقد علّمني الاستمرارُ في ارتدائه الكثيرَ من الأشياء. لقد كان الحجاب قوّة مُرشدة لمنحي الاتزان في حياتي وأنا أكثر روحانية الآن؛ إذ يمكنني الشعور بعالم رحب من الحب والسعادة داخلي، وانسجام مع ذاتي عندما أضع رأسي على سجادة الصلاة”.
“يعتقد الكثير من الناس أن ارتداء الحجاب يُضعف مكانتك في المجتمع، أو في مقابلات العمل، ولكن منذ انضمامي للشرطة لم أشعر أبدا براحة وثقة مماثلة إلا في إظهار هُوِيّتي”.
“أنا لست مثالية على أيّة حال من الأحوال، وقد فكرت في خلع حجابي في العديد من المناسبات؛ وهذا يرجع أساسًا إلى الآراء المُعادية للإسلام. لقد علمني والداي دائمًا ألا آخذ ما يقوله الآخرون على مَحمَل الجدّ؛ لأننا جميعًا ما زلنا نتعلم، ونحاول أن نجد أنفسنا، ومكانتنا في هذا العالم”.
“كان ارتداء الحجاب أكبر تحدٍّ دينيّ واجهته في حياتي! وأنا ممتنة لمن انضممن إليّ في رحلتي هذه، وخصوصًا أمي. لقد قطعت شوطًا طويلًا من مسيرة الفتاة الخجولة التي كانت واعية وقلقة جدًّا وهي ترتدي الحجاب. لقد أصبحت جزءً مني، إنها هُوّيتي التي ظلت معي في رحلتي لمدة 10 سنوات، وستستمرّ.”
“أتطلّع دائمًا إلى اليوم العالمي للحجاب. لقد أصبح المجتمع الآن أكثر تقبّلًا لارتداء الحجاب، وهذا في جوهره يُعدّ مصدر ارتياح كبير، ودافعًا للمرأة المسلمة؛ فلقد بدأنا نشعر بمزيد من الراحة والثقة عند ارتدائه. أُحَيّي كل من يرتدين الحجاب لأنه ليس اختيارًا سهلًا”.
المصدر: التيلغراف
اقرأ أيضًا:
جونسون بين مطرقة إقالة الوزيرة المسلمة و سندان انتظار نتائج التحقيق بحفلاته
وزيرة بريطانية سابقة: أقالوني لأني مسلمة
دراسة لجامعة بيرمنغهام : ربع البريطانيين ينظرون بطريقة سلبية للمسلمين
الرابط المختصر هنا ⬇