الشرطة تحبط تحركًا مشبوهًا تجاه فندق للاجئين غرب لندن.. ما القصة؟

شهدت العاصمة البريطانية لندن أمس السبت توترًا أمنيًا بعد محاولة مجموعة من الرجال المقنّعين اقتحام فندق مخصّص لإيواء طالبي اللجوء في غرب المدينة، ما دفع شرطة العاصمة إلى التدخل واعتقال خمسة أشخاص على خلفية الحادث.
وبحسب بيان شرطة لندن، فإن مجموعتين مناهضتين للجوء تحركتا باتجاه فندق “كراون بلازا” الكائن في شارع ستوكلي غرب لندن، حيث حاول عدد من الرجال المقنعين الدخول عبر المدخل الخلفي، وألحقوا أضرارًا بسياج الحماية.
كما اتجه متظاهرون آخرون إلى فنادق قريبة، من بينها “نوفوتيل” في شارع شيري لين في ويست درايتون و”هوليداي إن”.
تدخل أمني واعتقالات
قالت الشرطة إنها فرضت أطواقًا أمنية لمنع الإخلال بالنظام، واعتقلت في البداية ثلاثة أشخاص، قبل أن يُستكمل تفريق الحشود ليصل عدد المعتقلين إلى خمسة، وأكدت الشرطة أن اثنين من ضباطها تعرضوا لإصابات طفيفة خلال العملية.
وأضافت السلطات أنها أصدرت أمرًا بالتفريق بموجب المادة 35، يمنح الضباط صلاحيات توجيه الأفراد بمغادرة المنطقة ومنعهم من العودة إذا تبيّن أنهم قد يتسببون باضطرابات.
من جانبه، صرّح القائد آدم سلونيكي، المسؤول عن تأمين لندن هذا الأسبوع، بأن نحو 500 متظاهر تواجدوا في المنطقة، لكن معظمهم غادر بعد تدخل الشرطة، محذرًا من أن “المزيد من الاعتقالات ستُجرى إذا استدعى الأمر التعامل مع الفوضى”.
تدابير أمنية مشددة في إسيكس
وفي مقاطعة إسيكس، اتخذت الشرطة إجراءات احترازية قبل احتجاج مقرر في مدينة إيبينغ مساء السبت، فقد تم فرض أمر بموجب المادة 60AA يسمح للشرطة بمطالبة الأفراد بإزالة أغطية الوجه، إضافة إلى أمر تفريق يشمل الشارع الرئيسي والمنطقة المحيطة بفندق “بيل”، ويستمر حتى الرابعة فجر الأحد.
قال مساعد قائد شرطة إسيكس، غلين بافلين، إن القرار لم يُتخذ بخفة، مشددًا على أن الهدف هو حماية المجتمع من السلوكيات المعادية، مضيفًا أن هذه الأوامر تمنح الشرطة “صلاحيات إضافية للتعامل مع أي تجاوزات إذا لزم الأمر”.
وعلّق رئيس الوزراء كير ستارمر على الأحداث عبر منصة “إكس”، مؤكدًا أن حكومته “لن تكافئ الدخول غير القانوني”، مضيفًا: “إذا عبرت القنال الإنجليزي بشكل غير شرعي، فسيتم احتجازك وإعادتك”.
احتجاجات في فالكيرك
وفي اسكتلندا، شهدت مدينة فالكيرك احتجاجات أخرى بعد دعوات من مجموعتي “أنقذوا مستقبلنا” و”مستقبل أطفالنا”، حيث تجمع المئات أمام مكتب النائب العمالي المحلي إيوان ستينبانك، ثم اتجه أكثر من 200 شخص إلى فندق “كلادهان” الذي يضم طالبي لجوء بانتظار البت في طلباتهم.
وشدد النائب ستينبانك على ضرورة إصلاح نظام اللجوء، موضحًا أن حكومة حزب العمال الجديدة بدأت منذ توليها السلطة خطوات لإلغاء خطة المحافظين الخاصة بإرسال طالبي اللجوء إلى رواندا، وتوجيه الموارد لمعالجة الطلبات وإنهاء التأخيرات غير المبررة، بما يسمح بإغلاق فنادق اللجوء التي أنشأها المحافظون خلال هذه الدورة البرلمانية.
ويُذكر أن هذه الاحتجاجات أمام فندق “كلادهان” هي الثانية خلال أسبوعين، إذ شهدت مدينة بيرث تظاهرة مماثلة الأسبوع الماضي.
اللاجئون بين خطابات الكراهية والحاجة إلى حلول جذرية
ترى منصة “العرب في بريطانيا” (AUK) أن ما جرى في غرب لندن يعكس تصاعد حدة الخطاب المناهض للاجئين في بريطانيا، حيث تحولت بعض الاحتجاجات إلى محاولات اعتداء مباشر على مراكز إيواء اللاجئين، الأمر الذي يثير القلق بشأن أمن هذه الفئة الضعيفة في المجتمع. وتشدد المنصة على أن اللاجئين يعيشون ظروفًا إنسانية بالغة الصعوبة، وأن تحويلهم إلى هدف لمثل هذه التحركات يزيد من هشاشتهم ومعاناتهم.
كما تعتبر المنصة أن ما حدث في لندن وفالكيرك على حد سواء يضع الحكومة البريطانية أمام اختبار حقيقي في كيفية التعامل مع هذه التوترات. فبدلاً من الاكتفاء بالحلول الأمنية المؤقتة، ترى “العرب في بريطانيا” أن هناك حاجة لمعالجة جذرية لملف اللجوء، بما يضمن تسريع البت في الطلبات وتوفير حلول إنسانية مستدامة، بعيدًا عن استغلال الملف سياسيًا أو تركه فريسة لخطابات الكراهية التي تذكي الانقسام المجتمعي.
المصدر: الغارديان
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇