الشرطة تتدخل بأكثر من 3 آلاف احتجاج في بريطانيا خلال صيف 2025
تعاملت الشرطة في جميع أنحاء المملكة المتحدة مع أكثر من 3,000 احتجاج خلال ثلاثة أشهر صيفية، في ظل ما وصفه ضابط كبير بأنه “بيئة متزايدة من التوتر والانقسام”.
وكشفت الأرقام الصادرة عن مجلس رؤساء الشرطة الوطني (NPCC) أن عدد الاحتجاجات بلغ 3,081 في شهري يونيو ويوليو وأغسطس في إنجلترا وويلز واسكتلندا وأيرلندا الشمالية.
ويظهر هذا ارتفاعًا مقارنة مع 2,942 احتجاجًا خلال الصيف الماضي، الذي شهد أعمال شغب، و928 احتجاجًا في عام 2023.
أسباب الاحتجاجات
شهدت الأشهر الأخيرة تنظيم احتجاجات واسعة ضد حظر حركة بال أكشن، بالإضافة إلى مظاهرات مرتبطة بإيواء طالبي اللجوء في الفنادق.
تحذيرات الشرطة
حذر رئيس NPCC، جافين ستيفنز، من أن الأشخاص في مواقع القيادة يجب أن يتجنبوا إثارة الانقسام في تصريحاتهم العامة.
وقال: “من الواضح لنا جميعًا أننا نرى مزيدًا من التوتر المجتمعي والانقسام. وأعتقد أن لدينا جميعًا مسؤولية، بما في ذلك الشرطة، في تحديد النبرة الصحيحة”.
وأضاف: “أعتقد أننا جميعًا نريد أن نعيش في أماكن نشعر فيها بالأمان، وأعتقد أن لكل شخص مسؤولية في هذا الصدد”.
وأكد: “يجب على أي شخص في موقع قيادي أن يفكر في كيفية تقليل وتخفيف التوترات، وعدم إثارة الانقسام”.
الاحتجاجات هذا العام: ضغط مزمن على الشرطة
وأشار ستيفنز إلى أن الاحتجاجات هذا العام تشكل ضغطًا مزمنًا على الشرطة، مقارنة بالفوضى الصيف الماضي التي كانت حادة.
وقال للصحفيين: “هذا لا يتعلق بحجم الاحتجاج، وليس تعليقًا من الشرطة على حق الناس في الاحتجاج السلمي. نحن ندعم ذلك تمامًا في الديمقراطية، لكننا نعلم أن هناك مناخًا متزايدًا من التوتر والانقسام فيما نراه”.
ورفض الادعاءات بأن البلاد على وشك العصيان المدني واصفًا ذلك بأنه “مبالغ فيه”، مؤكدًا أن المجتمعات ستجد طريقها لإعادة التوحد و”إعادة التوازن”.
تأثير الاحتجاجات على عمل الشرطة
أوضح ستيفنز أن مخالفة القانون أثناء الاحتجاجات تعني أن ضباط الشرطة يتم سحبهم من واجباتهم المجتمعية الأخرى.
وقال: “من المهم أن يعرف الناس أن الزملاء الذين يتم استدعاؤهم للتعامل مع هذه الجرائم ليسوا موارد إضافية. إنهم موارد مأخوذة من المجتمعات المحلية”.
وأضاف: “لذلك، للحفاظ على سلامة المجتمعات، نحتاج أن تظل هذه التوترات منخفضة، وألا يلجأ الناس إلى ارتكاب الجرائم للتعبير عن آرائهم”.
وأكد أن غالبية الاحتجاجات كانت سلمية، لكنه أشار إلى أن بعض الاحتجاجات الأخيرة تم التسلل إليها من أشخاص يهدفون فقط إلى ارتكاب جرائم، وإحداث فوضى كبيرة، وإثارة الانقسام.
وقال: “لكل شخص الحق في أن يكون آمنًا وأن يشعر بالأمان. هذا هو سبب وجود الشرطة. ونحث الجميع، مهما كانت القضية أو نشاط الاحتجاج، على أن يتم ذلك سلمياً، وعدم مخالفة القانون، وعدم القيام بذلك بطريقة تثير الخوف والترهيب للآخرين”.
إصلاح الشرطة وتمويلها
يدعو قادة الشرطة إلى إصلاح شامل في هيكل القوى في إنجلترا وويلز وكيفية تمويلها. ومن المتوقع أن تصدر الحكومة ورقة بيضاء حول التغييرات المحتملة في الخدمة في الأشهر القادمة.
ويرغب قادة الخدمة في:
- نقل المزيد من السلطات إلى المستوى الوطني بدلًا من القوى المحلية.
- تغيير كيفية اتخاذ القرارات عبر 43 قوة شرطة.
- مراجعة القدرات التي يجب أن تكون وطنية.
- إجراء إصلاح شامل لكيفية حساب تمويل كل قوة شرطة.
ووفقًا لمنصة AUK، فإنها ترى أن حق المواطنين في الاحتجاج السلمي يجب أن يُحترم مع ضرورة ضمان السلامة العامة. وتؤكد المنصة على أن التوترات المجتمعية المتزايدة تتطلب تعاونًا بين السلطات والمجتمعات المحلية لتقليل الانقسام، مع ضرورة التعامل بحزم مع أي أعمال عنف أو تخريب، حفاظًا على الأمن والاستقرار المجتمعي.
المصدر: independent
إقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇
18°C
