الشرطة البريطانية تكشف حملة تضليل تستهدف مظاهرات داعمة لفلسطين

كشفت شرطة العاصمة البريطانية عن حملة تضليل تستهدف المظاهرات المؤيدة لفلسطين في لندن، نافيةً بشدّة مزاعم جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي تدّعي أن الشرطة طلبت من المواطنين اليهود البقاء في منازلهم بالتزامن مع تلك المظاهرات.
ووصفت الشرطة هذه الادعاءات في منشور لها عبر منصة “إكس” بأنها “عارية تمامًا عن الصحة” وموجّهة لإثارة القلق داخل المجتمع اليهودي، منبّهة إلى أن تداول مثل هذه المعلومات المضللة لا يفيد إلا في بثّ الرعب وزرع الانقسام.
رواية مضللة
وجاء النفي الرسمي ردًّا على منشور بثه حساب يُدعى (GB Politics) عبر منصة “إكس” يوم السبت الـ12 من إبريل، قال فيه: إن “الشرطة تطلب من اليهود البريطانيين البقاء في منازلهم مع اقتراب مظاهرات مؤيدة لفلسطين من المعابد اليهودية”.
وسارعت شرطة العاصمة إلى الرد على هذه الرواية، قائلة: “هذا الادعاء غير صحيح على الإطلاق. إنه تضليل لن يؤدي إلا إلى زيادة المخاوف داخل المجتمع”. وأضافت: “قد يبدو هذا الحساب تابعًا لجهة إعلامية معروفة، لكنه ليس كذلك. نحث الجميع على التحقق من موثوقية الحسابات قبل إعادة نشر أي ادعاءات غير موثّقة أو مجهولة المصدر”.
سياسيون وناشطون يروّجون للرواية الكاذبة!
ورغم التحذيرات الرسمية، حظي المنشور الكاذب بتفاعل واسع من شخصيات عامة، أبرزهم دارين غرايمز، الناشط اليميني المتطرف والإعلامي السابق في قناة (GB News)، الذي أعاد نشره واصفًا الموقف بأنه “عار وطني”.
كما شاركت المرشحة السابقة لمنصب عمدة لندن عن حزب المحافظين، سوزان هول، تعليقًا لافتًا قالت فيه: “أليس من الأفضل إيقاف المظاهرات إذا لم يكن اليهود آمنين في الشوارع؟ هذا أمر مشين”! كذلك انضم السيناتور الأمريكي الجمهوري تيد كروز إلى موجة التفاعل، وأعاد نشر المزاعم إلى 6.9 ملايين من متابعيه قائلًا: “أمر مأساوي تمامًا… عندما تفقد الأمم العظيمة بوصلتها”.
إزالة المنشور بعد تدخل الشرطة
وفي أعقاب تدخل شرطة العاصمة، حُذف المنشور الأصلي من حساب (GB Politics)، غير أن المشاركات التي أعاد نشرها كروز وغرايمز لا تزال متاحة حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
ويُعرِّف حساب (GB Politics) نفسه بأنه “المصدر الحقيقي للأخبار السياسية في بريطانيا”، لكن داني موريس، مدير السياسات التقنية في مؤسسة (CST) لمكافحة معاداة السامية، قال: إن الحساب أسّسه في الأصل مراهق يعيش خارج منطقة مانسفيلد، دون تأكيد ما إذا كان لا يزال يديره الشخص نفسه.
لا مسيرات قرب المعابد اليهودية
في المقابل، أشار موقع (My London) إلى أن المسيرات المؤيدة لفلسطين المقرر خروجها في شهر إبريل الجاري، لن تمر بالقرب من أي معبد يهودي، ما ينفي أساسًا الرواية التي رُوّجت على أنها “تحذير أمني”، ويؤكد أن الهدف الحقيقي هو عرقلة المظاهرات المنددة بالإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غرة.
وتأتي هذه الحادثة لتُضاف إلى سلسلة من الاتهامات التي طالت منصة “إكس” منذ استحواذ الملياردير الأمريكي إيلون ماسك عليها عام 2022. وسبق أن وُجِّهت للمنصة اتهامات بتضخيم الأخبار الكاذبة، وبخاصة في صيف 2024، عندما جرى تداول شائعات مغلوطة عن هجوم طعن في مدينة ساوثبورت، ما أدى إلى اندلاع أعمال شغب واسعة النطاق قادتها جماعات يمينية متطرفة.
المصدر: New Arab
اقرأ أيضًا:
الرابط المختصر هنا ⬇